الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يوتوبيا الديمقراطية

شلال الشمري

2012 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


من إستقراء نتائج الربيع العربي والتجربة الديمقراطية في العراق نستنتج أن الديمقراطية ليست إلا نظرية لاتتعدى ثقافة المنتديات شانها شان النظريات الوافدة الأخرى التي تعثرت أثناء التطبيق يتمنطق بها مثقفينا ومحللينا وسياسيينا واعلامييننا بل إنهم أسهموا ونظروا في مجالها بإبداع.
ذلك لان البداوة مستحكمة من سلوكيات المجتمع بل حتى من أكثر أفراده تحرراً , والديمقراطية لدينا لا تعدو أكثر من سلم للتسلق إلى المال والسلطة.
إن الديمقراطية وجدت طريقها إلى حيز التطبيق الفعلي في المجتمعات التي تجاوزت الاثنيات القبلية والقومية والطائفية وحتى العائلية في دول أوربا الغربية أما أميركا التي تتحكم بديمقراطيتها مؤسسات تعمل في الظل توجه مسار السياسة الخارجية والعسكرية والاقتصادية على مستوى أميركا والعالم اجمع فالديمقراطية فيها توجه ضمن محددات لايمتلك الفائز فيها من أمره شيئا ابتدءاً من لون ربطة العنق التي يرتديها إلى كلمته التي يلقيها والعملية لاتعدو عن تبديل طاقم بطاقم لتنفيذ سيناريو يعد مسبقا محدد بالزمان والمكان أما الناخب الأمريكي فانه يعرف إن مساحته في التغيير لا تتعدى هوامش يلعب الإعلام والمال السياسي دورا كبيرا في تشكيل رأيه فيها . ولهذا تكون نسبة المشاركين في الانتخابات متدنية جدا ، للقناعة العامة بان الأمور تسير وفق مقدرات ومصالح أكبر من حجم الناخب بكثير. وليت الأمور انحسرت إلى هذا الحد بل تعدته إلى قيام أمريكا برسم مقدرات الشعوب من خلال فصال وإعداد نماذج للديمقراطية ودساتيرها . وكان للعراق نصيبا من هذه النماذج المعدة في المطبخ السياسي الأمريكي ، وهي الديمقراطية الكتلوية والتي تسمى تلطيفا بالتوافقية والتي استهلت بمجلس الحكم ذي الاصطفافات الطائفية والعنصرية المدعومة إقليميا وهذا القالب الأمريكي وضع لكي يستمر ، لأنه ليس من المعقول ترك دولة مثل العراق بإنتاج مستقبلي قريب من النفط يقارب الاثنى عشر مليون برميل نفطي في اليوم الواحد أن تخرج من هذا التكلس التوافقي (ديمقراطية المكونات) ، إلى آفاق ديمقراطية مؤسساتية حقيقية من مؤسسات وحكم أغلبية ومعارضة فاعلة توجه مسار الحكومة .
كما إن الوضع الدولي ينذر بقرب حلحلته لإعادة ترتيب موازين القوى في العالم . مما يشكل خطرا على مستقبل المنطقة بأسرها ، يكون أول المعصوف بهم المشروع الشرق أوسطي الأمريكي الإسرائيلي.
تمكن المالكي خلال دورتين لرئاسة الوزراء من ضعضعة زعامات الكتل الذين يلجئون للازمة المستدامة للحضور في المشهد السياسي ويغذون مرجل الطائفية والعنصرية بالزيت لإذكاء الفتنة كلما خبأت نارها لترميم بناء ديمقراطية التكتلات كلما شعروا بتهالكه وخروجه عن القالب الأمريكي ولم يكن المالكي في هذا العمل (تحطيم ديمقراطية التكتلات) حريصا على بناء ديمقراطية حقيقية بل هو يسعى لبناء دولة ومشروع وطني يحسب لدولة القانون حصريا على حساب الكتل والأحزاب والتيارات والنحل والملل الأخرى .
شكلت زعامات الكتل السياسية سدا منيعا أمام قيام وتشكيل أحزاب سياسية وطنية لأنه ليس لها مكان في ديمقراطية المكونات بل حتى حزب عريق بتاريخه ونضاله مثل الحزب الشيوعي العراقي استعصى عليه موطئ قدم في برلمان يتكون من 325 كرسي .
تعدى ذلك إلى إجهاض أية فعالية ديمقراطية كما حصل مع تظاهرات ربيع عام 2011 تحت نصب الحرية .
كما تحول البرلمان إلى إكسسوار يستعاض عنه بالغرف المغلقة التي تجمع أنفار من زعامات المماليك .
أما الانتخابات فقد أخذت ميليشيات الكتل على عاتقها إشاعة فوبيا دراماتيكية تتصاعد كلما اقترب يوم قيامها من اجل غلق المناطق لصالحها .
والباقي تتعهده مفوضية الانتخابات بالتعاون مع السفارة الأمريكية لوضع احدث برامج الفرز في حاسبات المفوضية !!!!!!!!!!!................
أما مؤسسات المجتمع المدني فهي واجهات حزبية لإطراف ديمقراطية المكونات اتخذت مسارين الأول الاستحواذ على المساجد فأصبح لكل كتلة وحزب مجموعة منها فهي بمثابة بيوت لأحزابهم وليست بيوت لله .
والمسار الثاني التحشيد العشائري الذي وجد ضالته في النزعة العشائرية التي تميل إلى الوجاهة والتفاخر بعد عقود من التهميش واجترار الذكريات وتصفح أحلام اليقظة . وهي مؤسسة بالية ذات قيم متخلفة تمتهن المرأة وتلغي دورها وتصادر فيها أصوات وأراء أفراد القبيلة والانكى من ذلك إن مقوماتها المادية زالت منذ صدور قانون الإصلاح الزراعي على يد عبد الكريم قاسم وهرب من بركاتها !؟ أفراد العشائر ذاتهم ما سمي بالهجرة من الريف إلى المدينة فهي مؤسسة مهلهلة انحسرت على ذات الشيخ وأبنائه وإخوته وهي تعاني من انشطارات وهذه المؤسسة وجدت في ضعف الملف الأمني ضالتها فنمت كمستعمرات الفطريات تستحلب الخصوم بالحق والباطل عندما يلجاؤون إليها هربا من عدالة مراكز الشرطة !؟ ( والمستجير بعمر عند كربته كالمستجير من الرمضاء بالنار) .
اقتصرت الحياة المدنية المتحضرة على نوافذ بحجم سم الخياط ( خرم الإبرة) مثل جمعة شارع المتنبي وبعض المعارض الفنية ذات التداول المحدود والندوات والورش التي تأخذ صفة إسقاط فرض لأنها مقررة ضمن الخطط السنوية للمؤسسات الحكومية .










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. البرازيل.. سنوات الرصاص • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قصف إسرائيلي عنيف على -تل السلطان- و-تل الزهور- في رفح




.. هل يتحول غرب أفريقيا إلى ساحة صراع بين روسيا والغرب؟.. أندري


.. رفح تستعد لاجتياح إسرائيلي.. -الورقة الأخيرة- ومفترق طرق حرب




.. الجيش الإسرائيلي: طائراتنا قصفت مباني عسكرية لحزب الله في عي