الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فِيمَا بين اليمِين واليمين ضاعت مِصر

السموأل راجي

2012 / 6 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


كان من الغباء بمكان الحديث عن إنتخاباتٍ مصرِيّة تتنزّل في سياق سيرورة إلتفاف غير مسبُوق تجاوز حتّى ما تحدَّثَ عنهُ ماركس في الثّامِن عشر من برُومِير بدأ مُنذُ تِلاوة بيان التنحِّي سيِّء الذِّكر والصِّيت وتفوِيض صُلُوحيّات الـمُبارَك أمريكُوصهيُونِيًّا إلى المجلس العسكرِيّ فغاب مسار الثّورة ومُباشرةً كشّرت قُوى اليمين الليبراليّ عن أنيابها بعدما إلتحقت إعلاميًّا وبإبتذال بالثّورة الشّعبِيَّة التي أساء بهائِم أشباه اليسَار فهمها وإستيعاب لحظتها وحتّى من فهمها غرق في حالة اللتخبُّط والشَّلَل التّنظِيمِيّ والـبَـهْـتَـة أمام جحافِل من الجماهِير الـمُـفَـقَّـرَة المُنتشرة في الميادِين ومرّت مُخطّطات سرقة دماء الشّثهداء وما بقِي غير ضُراط الإستنكار ينطلق فيُغطِّي الــجَوَّ ببعض الغازات النَّــتِــنَــة ليس إلاّ وتتواصل مأساة الفقر وجرائِم النّهب ولا معنَى للمُفاضلة بين المُرسِي وشفِيق ومتولِّي وزفت فالكُلّ في الجُرْمِ سواء!
لم تقُم فِي مِصر من بعد تمرِير صلاحِيّات "الريِّس" لوزير دفاعِه وسط زغارِيد نساء التّحرِير وهتاف شبابه جمعِيَّة تأسيسيّة مُنتخَبَة مُباشَرَةً تعكف على وضع دُستُور ينضبِط لشعارات ومضامِين الثّورة "خُبز،حريّة،كرامة وطنيّة" أو كما ردّدهُ الشّعب (عيش،حرية،عدالة إجتماعية) ، وسُرعان بعد الإرتِخاء النِّسبِيّ وإطلاق موجات التّحذِير الليبرالِيّة بأبشع أوجُه الخيانة في عدم الدُّخُول في موجاتٍ مطلبِيّة "فِئوِيَّة" أو عُمّالِيّة ، وبعد تواصُل لقاءات البَقَر المُـبْـتَــدَأَة أيّام عُمَر سُليمان تمّ الإجماع على رفض مُقترحات العسكَر عن إستِحياء ليس إلاّ في مشاهِد تعكِسُ جدِيًّا الرّغبَة في إقتِسام كعكة السُّلطة لا غيْر وليذهب الــغَــلاَبَــة للجحيم فالخِلاف مع "الريِّس المخلُوع" كان فقط من أجل هامِش من المُشاركة الدِّيمقراطيّة أو فُتات من الحُريّات وليس من أجل إسقاط جوهر النِّظام الــمُـتَـمَـثِّل في قاعدته الماديّة الليبرالِيّة الجديدة والإرتماء الإنتحارِيّ في مُستنقع التبعيّة بما يعنِيه ذلك من إفْقار الـفقير وسيادة قانُون الإنحِدار الطبقيّ القَسْرِيّ لكافّة الطّبقات الشّعبِيّة ولم يَشِذّ عن قاعدة التّهالُك على السُّلطَة وإقتسام أركانِها المُهترِئَة أحد وغالبيّتهم السّاحِقَة شاركُوا في إجرامٍ مسكُوت عنه وهو إنتخاباتٍ كانت نتائجها تتحدّد على مكتب عُمر سليمان والحزب الوطنيّ الـمُـنْـحَـلّ ورفع الجمِيع رايَات الدِّفاع عن الشّعب ومُكتسبات الثّورة وحُوِّلَت أنظار "الرّأي العامّ" إلى طوابِير المُرَشَّحِين لمنصب رئِيسٍ صُلُوحيّاته غير واضحة مُبْهمة وفي غياب دُستُور وناهضت الليبراليّة ومعها أشباه اليسار الـعَـار الدّولة الدّينيّة ورفع الإخوان عَلَم الدّولة المدنيّة ووقف المُشِير مُتبوِّلاً على الكُلّ بِــــدَوْلته العسكريّة مُفرِغًا المنصب من محتواه ومُــعَــيِّـنًا لواءًا من المُخابرات العسكرِيّة بصفةٍ إستباقِيّة كمُدير ديوان الريِّس!
ما حصَل في 16/17 يونيو/حزيران الجارِي كان إستكمالاً لدرب إغتصاب الوعي الشّعبِيّ بمُشاركةٍ من كافّة قُوَى اليمِين الرِّجعِيّ وبإسهامٍ من روث اليَسَار البَائِس ولم تكُن هناك إنتخابات وإنّما مهزلَة وضحِك على ذُقُون الجماهِير ولا فارق بين مُرسِي وشفيق وصباحِي بل والأتعَس أن يكُون الفريق رئيسًا في مرحلة ما بعد ثورة مُطاحٌ بِها لتكون فضِيحة غير مسبُوقَة والأكِيد أنّ من إنتفَضَ يوم كان الصّمتُ سائِدًا والرّكضُ وراء الإصلاحات دُون المُناداة بالغطاحة بالنّظام كَــكُلّ وليس فقط السُّلطة سيثُور من جديد حالما تتعمّق الأزمة الإقتصادِيّة ويتفاقم الإحتقان الإجتماعيّ لتكُون التّصفِية النّهائيّة للحساب مع اليمين بكُلّ أطيافِهِ مادام جوهره الإقتصاديّ أوحَد سواءًا إلتحَى أم تعرَّى.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحجاج يتوافدون على عرفات لأداء ركن الحج الأعظم


.. الحرب في أوكرانيا.. خطة زيلينسكي للسلام




.. مراسل الجزيرة مؤمن الشرافي يرصد آخر الأوضاع في مدينة رفح


.. كيف هي الأجواء من صعيد عرفات؟




.. مراسل الجزيرة يرصد أراء الحجاج من صعيد عرفات