الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أخي الدكتور البرادعي

مجدي مهني أمين

2012 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


لا أعلم كيف جاءتني هذه الفكرة، أن أكتب للدكتور البرادعي رسالة؛ منذ الأمس وقبل أن يستبق الإخوان إعلان النتيجة، ويتصدرهم الدكتور مرسي بهذا التراص الغريب لأربعة من أنصاره، كأنهم يحتمون في بعضهم من شئ ما أو فعلة ما، "أين هم من الشهداء اللي كانوا منتشرين في الميدان، ولم تخطئهم الكاميرا التي التقطتهم باتساع ميدانهم كما التقطهم رصاص الغدر. ولكني قبل هذا المشهد بفترة كنت أفكر في الدكتور البرادعي، كنت أرى قصورا ما في خطوة الرجل، هل هي عقلانيته وحكمته، هل مخاوف اسرته؟ هل مخاوفه هو على هذه الأسرة الفاضلة؟ هل انزعاجه الشديد من الأقلام التي تطاله إثما وعدوانا من محترفي الكتابة واصحاب الأقلام المأجورة، وهو الرجل عفيف اللسان نقي السريرة بتاريخه المشرف اللي بناه بصبر وجهد وعمل وكفاءة؛ بما لا يسمح له بالتدني لمثل هذه الأقلام الصغيرة؟

قامة بحجم البرادعي تتحرك بتؤده، وأقزام تتحرك بثقة وتملأ الفراغ فراغا، ثم جاءت انتخابات الإعادة، وجاء هذا الاستباق بما يخل بكل القواعد المتعارف عليها في الانتخابات التي تتضمن أن يلقي الفائز خطابه بعد الإعلان الرسمي للنتيجة، ولكن الإخوان كمتعطشي سلطة، ومستبقي أحداث راحوا لخطابهم يحيط بهم شبابهم متناسين أي بلبلة يحدثها خطاب كهذا، بل قد تكون البلبلة مقصدا من مقاصد هذا الخطاب.. ألم يعتمدوا على البسطاء والفقراء في حصد الأصوات بالزيت والسكر والبطاقة الدوارة، وأخيرا الطفل الدوار؟ فمن الطبيعي لمن يقوم بهكذا خروقات أن يعلن فوزه بنفسه متجاهلا أجهزة الدولة في أن يكون هذا الإعلان مسئولية اللجنة العليا للانتخابات.. هم رجال جماعة مش رجال دولة، يسعون، في طريقهم لأقامة جماعتهم، لهدم أجهزة الدولة أو إقصائها عن القيام بأبسط أدوارها في الإعلان الرسمي للمرشح الفائز.

تناسوا حتى الموظف الغلبان اللي بيقوم بالفرز، ناس سهرانة طول الليل بعد يوم انتخابي طويل تقوم بعملية الفرز، والقنوات التلفزيونية تنقل صورهم في لجانهم الفرعية وهم يقوموا بالفرز ومكتوب على الشاشة "يحدث الآن"، اللي في نفس الوقت قناة الجزيرة جايبة الدكتور مرسي في مؤتمره الصحفي بيلقي خطابه، وتبدأ البلبلة: "لأ، ده مش كانش إعلان نتيجة نهائية، ده كان إعلان نتيجة شبه نهائية".. نهائية ولا شبه ، طبعا الناس تتوه، وإحنا عايزين إيه غير كده؟ الناس تتوه، وإحنا- أي الإخوان- نتولى السلطة !!

هذا ما كان يدور بخلدي، وما كنت آخذه على الإخوان، أو أضيفه لهم من قائمة طويلة من قصور وتقصير؛ أما في الشعور بالمسئولية الوطنية، أو في كفاء إدارة المواقف، نقص في المسئولية وتراجع في الكفاءة. وهنا تذكرت ما كنت أفكر فيه بخصوص الدكتور البرادعي، رجل السياسة مبادئ؛ رجل الفضيلة، ورجل الكفاءة.

أعتقد أننا جميعا ننتظر من الدكتور البرادعي الكثير، وعليه أن يتخلص من كافة العوائق التي تمنعه من المساهمة الفعالة المتناسبة مع ثورة تبرد وتلتهب، وتبرد وتلتهب، فحتى لو اختار الدكتور البرادعي طريقا مغايرا للسائد الآن من طرق الالتفاف والاستباق وغيرها، فعليه، في طريقه العقلاني، أن يكون له خريطة وإطار وأفعال ينضوي خلفها الشباب، حتى لا يتركوا نهبا لمحترفي السياسة ومقاولي التحالفات.

لن ينقذ الثورة أن نقول أنه رغم كل شئ كان فيها رجل فاضل، لكن ها ينفعها كتير أن نقول أن الثورة كان فيها رجل فاضل حرك الفضيلة لتملأ ربوع الثورة، وتجمع الشمل، وتعود بحق الشهداء، وتعيد الحرية، والعدالة والكرامة، للمواطن المصري المطحون.

عليكم يا أخي الدكتور البرادعي التحرك بكل طاقتكم وعقلكم فبل ان تضيع معالم الطريق من الناس، هذه مسئوليتكم وعليكم تحملها، هذا وقتكم أيها الأخ الكريم، وقتكم ووقت لفيف من رجال ونساء مصر من يجمعون بين الفضيلة والكفاءة، وإلا ضاع الوطن بين الأمنيات النبيلة والواقع المتردي.

هذه كلمتي لكم، كلمتي لكم التي حضرتني بدون سابق انذار، حضرتني لكم ولهذا اللفيف من الرجال والنساء ذوي الفضيلة والكفاءة، من يعرفون ويعرفن أنفسهم، ويعرفون ويعرفن البرادعي، والبرادعي يعرفهم ويعرفهن، كالدكتور غنيم والدكتور أبو الغار، والأستاذ جورج اسحق، والمستشارة تهاني الجبالي، وشباب النواب في المجلس المنحل، وغيرهم الكثير الكثير.

لا بد من حضوركم القوي في المشهد سواء من خلال الفعل السياسي كقادة فكر، أو من خلال حزب الدستور كرجال ونساء سياسة، لابد من الحركة حتى لا تخور مصر في اليأس، وتختلط الأمور وتُسفك دماء نحن أولى بها كي تشارك في البناء، فلدينا من الدماء ما يكفي من وقود كي نقلع وسط هذا الموج المتلاطم.

أنا لا أعوّل على شخص ولكن على ضمير كائن في هذا الوطن، ساكن في العديد من أبنائه وبناته البررة، ونحن نستصرخ هذا الضمير كي يعمل، ويضع خطة، ويجمع شمل، ويتخذ خطوات. على هذا الضمير أن يتحرك ليرد السياسة لمبادئها بدلا من أن تتمزق مصر في أيادي سياسيين بلا ضمير، وبلا قلب ومشاعر، عليكم ان تتحركوا حتى تتزن الصورة في أعين شباب قام بالثورة، ومات طوعا واختيارا من أجلها، عليكم التحرك لأن الرئيس القادم خصمنا، أيا كان الرئيس، حتى تحقق الثورة أهدافها.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اسم على مسمى
عبد الله اغونان ( 2012 / 6 / 20 - 14:22 )
البرادعي مين؟
المسؤول عن تفتيش ايران خاصة ووحدها هذا هو مانعرفه به

اخر الافلام

.. الحوثيون يعلنون بدء تنفيذ -المرحلة الرابعة- من التصعيد ضد إس


.. مصادرنا: استهداف مسيرة إسرائيلية لسيارة في بنت جبيل جنوبي لب




.. تصاعد حدة الاشتباكات على طول خط الجبهة بين القوات الأوكرانية


.. مصادر عربية متفائلة بمحادثات القاهرة.. وتل أبيب تقول إنها لم




.. بروفايل | وفاة الداعية والمفكر والسياسي السوري عصام العطار