الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حق الدفاع عن حقوق الانسان بين الحماية والانتهاك .

جودي زينب

2012 / 6 / 19
حقوق الانسان


نتحدث كثيرا عن حقوق الانسان وعن كيفية الدفاع عنها , ولكن نهمل في الوقت ذاته الحديث عن القائمين بهذه المهمة النبيلة والصعبة في نفس الوقت ,هؤلاء الذين يضحون بحياتهم احيانا من اجل حماية حقوق الانسان في جميع انحاء العالم ,انهم وبكل بساطة من يطلق عليهم اسم " المدافعون عن حقوق الانسان " , من هم المدافعون عن حقوق الانسان ؟ وهل يعنون بحماية خاصة ؟ كبف يمكن حمايتهم ومساعدتهم اثناء اداء مهامهم ؟ هل يكفل حق الدفاع في القانون الدولي بحماية كغيره من الحقوق ؟ بعبارة اخرى اين محل حق الدفاع عن حقوق الانسان من الاعراب ؟
المدافع عن حقوق الانسان هو من يعمل من اجل اي حق من حقوق الانسان بالنيابة عن افراد او مجموعات من الافراد , ويسعى المدافعون عن حقوق الانسان الى تعزيز وحماية الحقوق المدنية والسياسية , فضلا عن تعزيز وحماية واعمال الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية .
ومن بين انشغالات المدافعين عن حقوق الانسان :
حالات الاعدام خارج نطاق القضاء .
- التعذيب
- التوقيف والاحتجاز التعسفي
- تشويه الاعضاء التناسلية للاناث
ا- لاخلاء القسري للمساكن .
ا- لحصول على الرعاية الصحية والنفايات السامة وتاثيرها على البيئة .
كمالهم نشاطات متعددة في مجال حقوق الانسان مثل :
الحق في الحياة , الحق في الحصول على الغذاء و الماء , الحق في السكن اللائق , الحق في التعليم وحرية التنقل وعدم التمييز , بالاضافة الى حقوق المراة , حقوق الطفل , حقوق الشعوب الاصلية وحقوق اللاجئين والاقليات .
يشمل نشاط المدافعين عن حقوق الانسان كل انحاء العالم دون استثناء او تمييز بين البلد والاخر حيث نجد نشاطهم في الدول المستقرة وفي الدول التي قسمتها النزاعات المسلحة على حد السواء , وفي الدول الغير ديموقراطية والتي بها ممارسة ديموقراطية وفي الدول المتقدمة والنامية ,ناهيك عن التحديات التي تواجه المدافعون عن حقوق الانسان كالهجرة , الايدز , النزاعات .....
يعمل المدافعون عن حقوق الانسان على المستويين الاقليمي والدولي وهذا بالتنسيق مع مختلف الاليات الاقليمية والدولية لحقوق الانسان من خلال تقديم المعلومات اللازمة ورصد حالات معينة تتعلق بحقوق الانسان , اضافة الى قيامهم بجمه ونشر المعلومات المتعلقة بانتهاكات حقوق الانسان والتبليغ عنها والعمل على لفت انتباه الراي العام اليها وهذا يتم بمساعدة منظمات حقوق الانسان عن طريق تقارير دورية .
كما يتضمن نشاط المدافعين عن حقوق الانسان
ايضا يمثل نشاطهم دعما كبيرا لضحايا الانتهاكات من خلال التحقيقات وتقديم الاعانة لهم ومساعدتهم الى اللجوءالى المحاكم للدفاع عن حقوقهم ,بحيث قد يساهم المدافعون عن حقوق الانسان في الادلاء بشهاداتهم وفي التاثير في السلطات والممارسة نوع من الضغط عليها للالتزام بما قبلت به من التزامات دولية بخصوص حقوق الانسان , كما يعمل المدافعون عن حقوق الانسان على العمل على تعزيز قدرة الدولة في ملاحقة مرتكبي الانتهاكات من خلال العديد من الوسائل والتي من بينها : توفير التدريب في مجال حقوق الانسان للمدعين العامين والقضاة ورجال الامن .
كما يركز بعض المدافعين عن حقوق الانسان على دعم الحكم الرشيد وتعزيز التحزل الديموقراطي والقضاء على الفساد وسوء استخدام السلطة وتوعية السكان ودعوتهم الى التصويت واهمية الاتخابات . وهم بذلك يساعدون على تنفيذ ما جاءت به المعاهدات الدولية لحقوق الانسان وهذا بمساعدة مختلف المنظمات الحكومية وغير الحكومية التي تاتي بمشاريع وبرامج دعم كثيرة وفي مختلف كجالات الحياة كلها تصب في اطار واحد هو التوجه نحو حياة افضل للسكان .
في الحقيقة قد يكون اهم نشاط يظطلبع به المدافعون عن حقوق الانسان هو اعمل على نشر ثقافة حقوق الانسان ليس فقط في اطار مهني مثل ( القضاة , المحامين , رجال الشرطة..) وانما لدى العامة وفي المدارس والجامعات بمعنى ايصال المعلومة لكافة شرائح المجتمع لان حقوق الانسان للجميع .
لذلك تعد كل من نشر المعلومة وتوعية الناس وتعبئة الراي العام هي الادوات المستعملة لدى المدافعين عن حقوق الانسان الى جانب العمل على توفير الوسائل المادية التي تجعل من حقوق الانسان حقيقة واقعية .
يتعرض المدافعون عن حقوق الانسان الى العديد من الانتهاكات فقد كانوا ضحية عمليات اعدام , تعذيب , ضرب , توقيف , حجز تعسفي , تهديد بالقتل بالاضافة الى تقييد حريتهم وايضا كانوا ضحية اتهامات باطلة ومحاكمات جائرة , حيث ان هذه الانتهاكات لا تخصهم لوحدهم بل تتعدى الى اللحاق باسرهم وعائلاتهم اذ تصل لدرجة تهديد امنهم وسلامتهم , وتتعرض النساء المدافعات عن حقوق الانسان لمخاطر ناشئة عن كونهن نساء لذلك فانهن يتطلبن اهتماما خاصا .
يتجسد اهتمام الامم المتحدة بالمدافعين عن حقوق الانسان من خلال الجهد الذي تبذله من اجل توفير الحماية اللازمة لهم اذ تمثلت اول خطوة رئيسية في هذا الصدد في تعريف – الدفاع عن حقوق الانسان رسميا كحق في حد ذاته والاعتراف بان العاملين في مجال حقوق الانسان هم مدافعون عنها حيث اعتمدت الجمعية العامة للامم المتحدة القرار 53/144 المؤرخ في ديسمبر 1998 المعروف باسم " الاعلان الخاص بالمدافعين عن حقوق الانسان " , وفي سنة 2000 طللبت لجنة الامم المتحدة لحقوق الانسان الى الامين العام ان يعين ممثلا خاصا معينا بالمدافعين عن حقوق الانسان يقوم برصد ودعم تنفيذ هذا الاعلان .(1)
ينص الاعلان على توفير الدعم والحماية للمدافعين عن حقوق الانسان في اطار عملهم مثل :
تشكيل رابطات ومنظمات غير حكومية, الالتقاء والتجمع السلمي رفع شكاوى بشان السياسات القانونية المؤهلة مهنيا او اي مشورة ومساعدة اخرى دفاعا عن حقوق الانسان , حضور الجلسات العلنية وسير الاجراءات والمحاكمات لتقييم مدى امتثالها للقوانين الوطنية والالتزامات الدولية , حق الفرد في ممارسة عمله كمدافع عن حقوق الانسان وحقه في التمتع بحماية قانونية بموجب القانون الوطني ..... كما ينص على واجبات الدول مثل : حماية وتعزيز واعمال حقوق الانسان , اعتماد تدابير تشريعية وادارية وغيرها لضمان اعمال حقوق الانسان , توفير سبيل تظلم فعال للاشخاص الذين يدعون انهم ضحية انتهاك حقوق , اجراء تحقيق سريع في اي انتهاك , ضمان ودعم انشاء وتطوير مؤسسات وطنية مستقلة لتعزيز حقوق الانسان وحمايتها وايضا العمل على التثقيف في مجال حقوق الانسان على كافة المستويات .
اما بالنسبة للمثل الخاص فهو مستقل عن اية دولة وليس من موظفي الامم المتحة ولا يتقاضى مرتبا , وتتمثل مهامه في:
الاتصال مع المدافعين عن حقوق الانسان : يتلقى المعلومات منهم بما في ذلك ادعاءات تعرضهم للانتهاك.(2)
الاتصال مع الدول بانتظام في اطار المحافل الدولية كالدورات السنوية التي تعقدها لجنة حقوق الانسان في جننيف , والجمعية العامة في نيويورك حيث يقدم ال ممثل الخاص تقاريره السنوية الى الدول ويجيب على الاسئلة التي تطرحها تلك الدول , كما تتاح له الفرصة لاجرا لقاءات مع الدول .
يقوم الممثل الخاص بزيارات رسمية الى الدول امنا بطلب منه او بدعوة منها وتدوم من 5 الى 10 ايام يتم فيها الاجتماع مع رءساء الدول او الحكومات او الوزراء ومؤسسات حقوق الانسان ووكالات الامم المتحدة والمدافعين عن حقوق الانسان وهذا لمناقشة بعض المسائل كالانتهاكات التي يتعرض لها المدافعون عن حقوق الانسان , هل توفر التشريعات الوطنية الحماية اللازمة لهم , الجهود المبذولة وطنيا لذلك , امكانية حصولهم على دعم وتمويل ,بالاضافة الى ذلك يحضر الممثل الخاص سنويا عددا من الاجتماعات وله اختيار المواضيع التي يراها مهمة .

في الاخير نقول لابد من تعميم الاعلان وجعله موضوعا لحملات تدريب وادراجه في التشريعات الوطنية , ايضا لابد من تشجيع انشاء مؤسسات تابعة للدولة واخرى مستقلة تقوم باعمال معايير حقوق الانسان , وعلى السلطات كافة التحقيق في اي انتهاك يحدث بكل جدية وصرامة ووضع اليات تعمل على تحقيق ذلك .



* مصادر البحث :

- صحيفة الوقائع رقم 25 الصادرة عن الامم المتحدة .
- الاعلان الخاص بحق ومسؤولية الافراد والجماعات وهيئات المجتمع في تعزيز وحماية حقوق الانسان والحريات الاساسية المعترف بها عالميا :9 كانون الاول / ديسمبر 1998

1 - شرع في اعدا الاعلان عام 1984 وانتهى من اعداده عام1998 بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسين لصدور الاعلان العالمي لحقوق الانسان , هو ليس صكا ملزما من الناحية القانونية لكنه يحتوي على مبادئ كرستها صكوك دولية اخرى كالعهد الدولي للحقوق المدنية والسياسية .
2 - تستخدم رسائل الاجرا العاجل للإبلاغ عن انتهاك يزعم انه وقع او على وشك الوقوع مثلا تهديد محامي حقوق الانسان نتيجة قيامه بعمل يتعلق بذلك , ويستخدم رسائل الادعاء لإيصال معلومات بشان انتهاك يزعم وقوعه بالفعل ولا يمكن تغيير ما ترتب عليه من اثر في المدافع عن حقوق الانسان مثل عندما يقتل احد المدافعين عن حقوق الانسان .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. برنامج الأغذية العالمي: توسيع العملية العسكرية في رفح سيكون


.. الأونروا: الرصيف البحري المؤقت لا يمكن أن يكون بديلا للمعابر




.. كل يوم - خالد أبو بكر: الغذاء ينفد والوقود يتضاءل -المجاعة س


.. المثلية الجنسية ما زالت من التابوهات في كرة القدم الألمانية




.. مظاهرات حاشدة في مدينة طرابلس اللبنانية دعماً للاجئين السوري