الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لماذا تخشى السعودية ودول الخليج ثورات الربيع العربي

ميعاد العباسي

2012 / 6 / 19
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


لماذا تخشى السعودية ودول الخليج ثورات الربيع العربي

المتابع للوضع العربي في اعقاب اندلاع ثوراته الربيعية يستطيع ان يحدد موقف بعض دول المنطقة عن طريق مراقبة سلوكها تجاه الانظمة الحاكمة القديمة والجديدة وعن طريق دعمها او تحيزها ضد هذه الثورات. وله ان يتساءل عن اسباب الدعم أو التحيز والتخلي عن تقديم المساعدة

هل تساءل احدكم لماذا تدعم السعودية ودول الخليج المرشح الرئاسي للانتخابات المصرية احمد شفيق رئيس الوزراء المصري السابق لنظام حسني مبارك الذي يخوض الانتخابات ضد خصمه الاخوان المسلمين؟

ولماذا تدعم السعودية اليوم المعارضة الشعبية السورية لاسقاط نظام بشار الاسد؟

ولماذا دعمت السعودية المعارضة الليبية لاسقاط نظام معمر القذافي؟

ولماذا تخليهم عن تقديم الدعم لمساندة حقوق الانسان في الشعب اليمني الجار؟

من الواضح ان سلوك بعض دول الخليج بصورة عامه، والمملكة العربية السعودية خاصة، يتجلى في دعم الانظمة الدكتاتورية السابقة والموالية لمصالحهم ومحاربة الانظمة الجديدة التي من المحتمل ان تشكل خطرا ستراتيجي على مملكاتهم
فالسعودية كمملكة، انها لا تمثل فقط سيادتها السياسية والجغرافية فحسب، بل تطمح في تمثيل آيديولوجية الدين الاسلامي والسيطرة على الفكر العقائدي، لذلك ليس من مصلحتها "كراعي للدين" ظهور حركات واحزاب اسلامية منافسة ربما تطرح اصلاحات دينية وتضع حلولا لقضايا المجتمع، لانه هذا بدوره سيقوض ارادة المملكة كونهم الشرطة الاسلامية للوطن العربي
الهواجس نفسها تراود المملكة في ليبيا وتونس خشية تفشي التيارات الاسلامية وظهورها كمنافس او خصم في الساحة الاسلامية والسياسية

فبالاضافة الى الاهداف الستراتيجية الخليجية في الاقليم، هناك مخاوف سعودية-خليجية بتمدد الشيعة في الوطن العربي، لذا كان من الاولويات القضاء على هذا التمدد بطريقة او باخرى من خلال ايجاد حلفاء مستعدون لاسداء الخدمات دون ان يضعوا انفسهم في خط المواجهة
ولابد من الاشارة هنا الى انه من المشروع لاي دولة ان تمارس سياستها في ردع الاخطار والتحديات التي تواجهها، على ان تكون سياسة متوازنة بطرق دبلوماسية بعيدة عن المؤامرات وعقد الصفقات السرية، كما تفعل بعض الدول

وبلا شك فان دور دول الخليج والمملكة العربية السعودية تحديدا، ومواقفهم من ثورات الربيع العربي هو قرار ستراتيجي مدروس ينم عن تخوفات تفشي داء الديمقراطية في دول الجوار والتي من الممكن ان تتسلل الى نظامهم وتقلبه على عقبية ان شاءت الاقدار، ولكن الاهم من ذلك هو تخوفهم من فقدانهم لنفوذهم في المنطقة وفقدان اصدقائهم القدامى من الزعماء العرب كحسني مبارك على سبيل المثال الذي مثل سياسة السعودية في صراعها مع ايران افضل تمثيل-- رغم ان دخول مصر في صراع ضد ايران، قد لا يخدم مصر بل يضر بمصالحها السياسية والاقتصادية، كما اشار اليه اكثر من مرة الكاتب فهمي هويدي (من معتدلي التيارالاسلامي) الذي اكد على ان هذا لا يخدم مصر ولا القضية العربية

لطالما كانت السياسة المصرية الخارجية مرآة تعكس المصالح السعودية في المنطقة وتمثلها خير تمثيل، فقد استمراستخدامهم لنظام حسني في فرض نفوذهم في الصراع الفلسطيني-الاسرائيلي وفي مقاطعة ايران الداعمة لحركة حماس الفلسطينية، حيث كانت مساهمة مصر في حصار غزة ضد حماس لمصلحة منظمة التحرير الفلسطينية هو مشروع سعودي، كما استخدم السعوديين نظام مبارك في مقاطعة وشجب النظام السوري قبيل محكمة الحريري وقرار الامم المتحدة بسحب القوات السورية من لبنان في 2005
وهذا يفسر رغبة وسعي المملكة السعودية لازاحة نظام بشار الاسد الذي يمثل عقبة ضد السياسات الخليجية، على عكس حليفهم مبارك الذين يسعون لايجاد بديل له في نظام مصر
الحالي
وكانت زيارة ملك البحرين حمد بن عيسى للرئيس المخلوع حسني مبارك في المستشفى--التي اثارت حفيظة المصريين-- وكأنها زيارة رسمية، دليلا على دعمهم له وحرصهم على مساعدته، فضلا عن كون هذه الزيارة رسالة استخفاف بارادة الشعب المصري وحكومته المنتخبة، بان الديمقراطية التي يسعى اليها الشعب المصري لا تعني شيئاً للخليج

عل احدنا يستطيع ان يفترض جدلا ما اذا كانت السعودية تدعي انها تدعم وتتبنى الديمقراطية في الوطن العربي، لماذا لا تدعم حقوق الانسان وحرياته داخل حدود المملكة؟ ولماذا لا تدعم الشعب الليبي بعد سقوط القذافي؟ او لما تخليهم عن مساندة الشعب اليمني الجار؟
ومن المنطلق نفسه اذا كانت السعودية تدعي انها حامية الدين والملة، لماذا التملص والبرود في موضوع الجهاد الاسلامي دعما للقضية الفلسطينية؟

ان دعم السعودية للمعارضة السورية اليوم هو ليس دعما للديمقراطية وانما هي محاولة لازاحة عقبة اخرى تقف في طريقهم، خشية من ما يسمى بالتغيير








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا يحدث عند معبر رفح الآن؟


.. غزة اليوم (7 مايو 2024): أصوات القصف لا تفارق آذان أطفال غزة




.. غزة: تركيا في بحث عن دور أكبر خلال وما بعد الحرب؟


.. الانتخابات الرئاسية في تشاد: عهد جديد أم تمديد لحكم عائلة دي




.. كيف ستبدو معركة رفح.. وهل تختلف عن المعارك السابقة؟