الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دعونا وآلامنا

جمال الهنداوي

2012 / 6 / 19
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


ترفعا شديدا ابداه تنظيم القاعدة وهو يبدي عدم مبالاته بالبراءة المجانية التي قدمتها له الواجهات الفضائية للقائمة العراقية..وبتبنيه واعترافه بالمسؤولية عن"غزوة الاربعاء المباركة"يعلن عن رفضه الاتهامات التي وجهت لبعض النواب بالتحريض والتي سارعت الى توجيهها بعض القوى والعناوين المحسوبة على المعسكر الآخر,جاهرا بتبرمه عن مشاركة جهة ما بالنصر المؤزر على"العدو"المكون من جموع الزائرين الذين كانوا يحتسبون خطاهم ودعائهم واقدامهم المتورمة لوجه الله وهم يحيون ذكرى وفاة الامام موسى الكاظم(ع).
وان كان هذا الفرح والاستبشار بدماء المؤمنين مما لا يستغرب من هذا التنظيم الذي بنيت اركانه ومبادئه على معاداة الانسانية والولوغ في امن وامان العراقيين الا انه قد يكون من المثير للريبة –بل قد يكون التقزز-هو كل ذلك الاندفاع المتسرع الروتيني لبعض القوى المشاركة في الحكم الى توجيه دفة الغضب الجماهيري المكلوم الى الهجوم والانتقاص من بعض الشركاء من جهة ومسارعة الطرف الآخر الى توجيه اصابع اللوم والتقريع الى القوى الامنية الوطنية ومن ثم الحكومة والعملية السياسية برمتها..
فقبل ان يجف الدم العراقي الطهور عن الطرقات المعفرة باقدام التقاة السائرين تراكمت علينا تصريحات السياسيين المتهمة لقوى بعينها في دعم الارهاب مقابل الزعيق حد التوسل من الطرف الآخر بمسؤولية الاجهزة الامنية عن الحادث من خلال التلميح الفج لوجود مؤشرات–لا نعلم كيف تم الاستدلال لها- استخدمت في الجرائم الارهابيةلا تتوفر الى الاجهزة التنفيذية المختصة.
ان الشعب العراقي الجريح قد يكون متجاهلا مستنكفا عن الانخراط امام السجالات العقيمة التي تسمم المشهد السياسي العراقي..لكنه لا يستطيع التحمل طويلا امام ممارسات بعض القوى السياسية في توجيه الجهد السياسي والاعلامي الى استثمار العمليات الارهابية كفقرة في سباق الارقام المحتدم بين القوى المؤيدة والمعارضة لسحب الثقة عن المالكي..كما انه من المخزي ان تكون دماء العراقيين وسيلة لاستجلاب التأييد والتحشيد –بل وحتى التشنيع-في مسيرة التقاطعات المعتقة المتطاولة ما بين اقطاب العملية السياسية المتعثرة وكممارسة لتحقيق مكاسب انتخابية قد لا تثق تلك القوى من امكانية تحقيقها طبيعيا في ظل الانكشاف المخزي لشعاراتها بعد تجربة الاداء النيابي الهزيل لعناوينها ورموزها السياسية..
ان الخلاف في المنطلقات الفكرية والعقائدية وفي وجهات النظر تجاه القضايا السياسية ..حتى ما يمكن ان يصل لمستوى الازمات يجب ان لا يصل الى حد التناغم مع المنظمات الارهابية والقوى الاقليمية المعادية للشعب العراقي في جهدها المشكك في ولاء وانتماء قوات جيشنا الباسل ومنظومته الوطنية.. والى استصغار الانجازات الامنية التي تحققت بسواعد ابناء العراق البررة الشرفاء المخلصين الذين حموا الوطن بدمائهم وارواحهم من الانزلاق في اتون التشرذم الطائفي والاثني المقيت من خلال التصدي للارهاب المتوحش القادم من خلف اسوار الوطن ليعيث في الارض فسادا..ويجب ان لا تكون الرغبة في التموضع على الخارطة السياسية العراقية في مدياتها العليا مبررا لنكأ جراح الشعب ووأد نضالاته وتضحياته على مذبح الحرية والتقدم والنماء.
ان محاولة استدراج الدعم الشعبي يكون من خلال المنجز الامني او الخدمي او عن طريق طرح البرامج الانتخابية الواقعية والمتماسكة والمدعومة بسجل من الاداء السياسي المطمئن والمتمتع بالمصداقية والواعد بالمزيد من الشفافية والادارة الحكيمة لموارد الشعب وثرواته..وليس من خلال النيل المتشفي القادح بالنكبات الوطنية التي يدفع الشعب ثمنها فادحا من ارواحه ودمائه ومقدراته وثرواته الوطنية..
ان الشعب العراقي العظيم..والذي اثبت تمسكه بثوابت ومقدسات الامة ..والمصر على ترسيخ العملية السياسية وآلياتها الدستورية .. سيذهب في مسيرته نحو الحرية وبناءالدولة المدنية الديمقراطية الحرة دون ان ينظر للخلف وغير آبه بقوى التخلف التي تنشد اعادة عقارب الساعة الى الوراء.وهذا الشعب لن ينسى او يغفر لمن يرقص على آلامه ودمائه وشظايا عظامه المتناثرة على ارصفة الشوارع المحترقة..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما الذي يربط الحوثيين بحركة الشباب الصومالية؟ | الأخبار


.. نتنياهو يحل مجلس الحرب في إسرائيل.. ما الأسباب وما البدائل؟




.. -هدنة تكتيكية- للجيش الإسرائيلي في جنوب قطاع غزة ونتانياهو ي


.. جرّاح أسترالي يروي ما حصل له بعد عودته من غزة




.. حل مجلس الحرب الإسرائيلي.. والترددات على تطورات الحرب في غزة