الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بخيخ!!

سعد تركي

2012 / 6 / 20
كتابات ساخرة


برغم صيفنا اللاهب الذي تكاد حرارة شمسه تثقب اليافوخ.. وبرغم ارتفاع "كيج الحماوة" بدرجة خطيرة تستثير رغبة كثيرين في رفس وركل وتسديد "الكلاّت" لأيّ شيء، والدخول في مشاجرات لا تنتهي إلاّ بنزف الدماء وطلب "العطوة".. برغم كل هذا وغيره، يندر أن تجد سائقاً لحافلة نقل ـ مهما كانت حديثة ـ يتكرم على الركاب بنسمة من مكيّف الحافلة مثلما يندر أن يطالب راكب بحقه في التنعم ببعض "البخيخ"!!
منذ ثمانينات القرن الماضي، أضحت اغلب عجلات النقل مجهزة بمنظومة تبريد تلائم أجواءنا، أما بعد التغيير فإنّ المفاضلة ترجّح "الوارد الخليجي" على ما عداه، لا لشيء إلاّ لأنّ منظومة التكييف فيها تناسب تماما ظروفنا المناخية، فنحن خليجيون في المقام الأول حتى لو لم تكن بلدنا محكومة من الأمراء أو المشايخ والملوك، خليجيون وان لم نهرب من صيفنا الجهنمي إلى بلاد الله الباردة.. ارتداؤنا للقاط والرباط زيّاً رسمياً لم يمنع كوننا خليجيين نشارك أخوتنا بطولات الخليج الرياضية!!
منظومة التبريد هي القطعة الأعزّ والجزء الأهم في أيّ سيارة يقتنيها عراقي، وعليه واجب الحفاظ والعناية بها والحرص عليها، فهي أول ما يُسأل عنه لو أراد بيعها. يفاضل السائقون بين منظومات التبريد ويفتخر بعضهم بهواء يجعل الصيف شتاءً برغم انه ليس أكثر من زينة وإضافة لا معنى لها ولا فائدة، قطعة كمالية كبعض الأواني وقطع الفرفوري التي لا تخرجها ربة المنزل من "المعرض" إلاّ لتلميعها وإزالة الغبار عنها. تتفاوت الحجج والمبررات من عدم تشغيل المكيف برغم حرّ شديد أول من يكتوي به السائق نفسه. بعضهم يعزوه إلى رداءة البنزين، وآخرون يرون أنّ تشغيله سيرهق المحرك، ويرى غيرهم انه يزيد من حرق الوقود، واغرب سبب أنّ هذه المكيفات تتعطل حين تعمل في أجواء حارة!!
يقيننا بأنّ بعضاً من السائقين يشبهون ساستنا ومسؤولينا يمنعنا من المطالبة بحق "البخيخ"، فهم يقودون بتهور ويجازفون بحياة اللآخرين.. يشتمون ويلعنون بعضهم بعضاً.. يصرّون على المرور بكلّ حفر و(طسّات) الشوارع التي يحفظونها عن ظهر قلب.. ينظرون إلى زبائنهم كما يرى الساسة في ناخبين لم يكونوا أكثر من وسيلة لرزق ليس مهماً إن كان حلالاً أم حراماً.. يتسابقون ويقطعون طريق بعضهم من دون رادع مهما كان شكله ولونه.. يسهمون في جعل حياتنا أكثر عذاباً ومرارةً، ويجدون ـ دوماً ـ من يصفّق لبراعتهم وشطارتهم في خرق القوانين.
أَجبر التنافسُ الشديد سائقي سيارات الأجرة الصفراء على غلق نوافذ مركباتهم دلالة على هواء "مجرّش" كواحة في صحراء ملتهبة. في حين ما زالت حافلات النقل العاملة داخل المدن تفتح نوافذها لرياح السموم وعواصف الغبار لأنّ مكيفاتها لا تعمل إلاّ في معارض بيع وشراء السيارات. لا جدوى من المكيّف إطلاقاً، كما الديمقراطية التي لم تعد تعني سوى الحقّ في التبرّم و(التدردم)!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - خوف
حمورابي سعيد ( 2012 / 6 / 20 - 09:56 )
اخي سعد...حقهم سواق الحافلات ما يفتحون التبريد لان الخروج من مكان بارد الى مكان حار راح ينصاب الناس بالنشلة بالصيف وهم يخافون على صحة الناس,مثل الساسة ما يجيبون كهرباء لانهم يخافون الناس تنتل .تحياتي


2 - ملاحظة مهمة
سعد تركي ( 2012 / 6 / 20 - 11:00 )
الأخ حمورابي.. ملاحظة ذكية لم اتنبه لها.. جزيل الشكر والامتنان

اخر الافلام

.. مت فى 10 أيام.. قصة زواج الفنان أحمد عبد الوهاب من ابنة صبحى


.. الفنانة ميار الببلاوي تنهار خلال بث مباشر بعد اتهامات داعية




.. كلمة -وقفة-.. زلة لسان جديدة لبايدن على المسرح


.. شارك فى فيلم عن الفروسية فى مصر حكايات الفارس أحمد السقا 1




.. ملتقى دولي في الجزاي?ر حول الموسيقى الكلاسيكية بعد تراجع مكا