الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كتاب * العولمة وحدة وصراع النقيضين العولمة الراسمالية والعولمة الانسانية*

سعاد خيري

2012 / 6 / 20
سيرة ذاتية


كتاب *العولمة وحدة وصراع النقيضين
العولمة الراسمالية والعولمة الانسانية*
لسنوات عديدة شغلت تفكيري السمات الجديدة للنظام الراسمالي في عصرنا. ودخلت في مناقشات طويلة مع زكي خيري , حتى استطعت اقناعه بارائي , بل وشجعني على خوض هذا الموضوع الصعب.
دفعني لخوض هذه المهمة الصعبة فقدان الثقة بالماركسية بعد انهيار التجارب الاشتراكية الاولى , لدى الكثير من الشيوعيين , بل وتخلي بعض الاحزاب الشيوعية عن هويتها الفكرية, والبلبلة الفكرية السائدة في العالم في جميع المجالات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية. فضلا عن ضعف المناعة ضد الايديولوجية الراسمالية المجهزة بكل منجزات الثورة العلمية التكنولوجية الجبارة وثورة المعلومات والاتصالات. فاغرقت العالم في بحر تنظيراتها وفلسفتهاالمضللة , ولاسيما عن انتصار الراسمالية الحاسم ونهاية التاريخ!! مدعومة بفيض مفاهيمها اللبرالية والتعددية وحرية السوق وحقوق الانسان, وبرامجها لاعادة هيكلة الاقتصاد في البلدان الفقيرة. وفي الوقت الذي اصبحت الراسمالية في مرحلتها الاخيرة, مرحلة عولمة الراسمال التي لاتهدد الطبقة العاملة فقط بل تهدد البشرية عموما بخطر الفناء , اصبحت الماركسية ليس اداة الطبقة العاملة من اجل تحررها من الاسغلال والاستعباد فقط , بل اداة البشرية عموما لتحررها من خطر الفناء!!
وبعد دراسة العديد من الكتب الاقتصادية وفي مقدمتها * الراسمال* لماركس, الى جانب كتب اقتصاديين امريكان وانكليز وكنديين وعرب , وفي مقدمتهم الاستاذ سمير امين , ومئات البحوث المنشورة في الصحف والمجلات العربية والانكليزية . وبالاستفادة من احصائياتها والاستعانة بالمنهج المادي الديالكتيكي, تمكنت من وضع هذا الكتاب . وكان البحث الذي نشرته لي الثقافة الجديدة عام 1996 في العدد 269 تحت عنوان * هل الامبريالية اعلى مراحل الراسمالية!* المحاولة الاولى لطرقي هذا الموضوع.
فالعولمة الراسمالية مرحلة فرضتها الثورة العلمية التكنولوجية في ظروف استمرار علاقات الانتاج الراسمالية , بل وسيادتها , نظرا لتخلف العامل الذاتي الذي يكمن في جوهره , وعي وتنظيم الشغيلة , طليعة البشرية الفاعلة , القادرة على القضاء على علاقات الانتاج الراسمالية وبناء المجتمع اللاطبقي. واذ تشدد هذه المرحلة من تطور الراسمالية جميع تناقضات الراسمالية ولاسيما التناقض الرئيس بين العمل والراسمال , وتضيف اليها تناقضات جديدة, والثورة العلمية التكنولوجية تجهزها باخطر وسائل الابادة الجماعية , فان الثورة العلمية التكنولوجية تضع بيد البشرية عموما والشغيلة خصوصا امكانيات جبارة, فكرية وتنظيمية وسياسية وحتى اقتصادية, تمكنها من التحرر من علاقات الانتاج الراسمالية وبناء المجتمع الانساني الحقيقي.
فقد اصبح العلم اداة انتاج مباشرة وزال الفرق بين استغلال شغيلة اليد والفكر, فوسع القاعدة الاجتماعية للشغيلة بفصيل متمكن بالعلم من شل قدرات الراسمالية من استخدام العلم والتكنولوجيا لابادة البشر. فضلا عن امكانية الشغيلة من تسخير اخر المنجزات العلمية والتكنولوجية في كفاحها الفكري والسياسي والاقتصادي, وتعزيز تنظيماتها العالمية وتنسيق نشاطاتها , وتطلق افاق الفكر الانساني وتطور وسائل واساليب كفاحه وفقا لتطور الواقع وانطلاقا من احدث ما توصلت اليه البشرية من نظريات علمية لتطوير المجتمع , وارقاها النظرية الماركسية في تطورها وبالاهتداء بنهجها المادي الديالكتيكي لمواكبة متطلبات العصر.
لقد تصدت البشرية بما ادخرته من خبر كفاحية عبر قرن ونصف من نشوء وتطور الفكر الماركسي وما حققته من خلال نضال فصائلها المجيد, على الصعيد الوطني والعالمي , لتسد الفراغ الذي احدثه انهيار المنضومة الاشتراكية والازمة في الحركة الشيوعية , لتقف بوجه العولمة الراسمالية المتوحشة وتعلن عن وجود قوة النقيض الجبارة للراسمالية!! انها البشرية عموما. فنهضت الحركات العالمية المناهضة للراسمالية على اختلاف برامجها, والمنظمات الانسانية والاجتماعية وحماية البيئة.. وبعد ان ساهمت الحركة الشيوعية العالمية في تأسيس وتدريب هذه المنظمات منذ نشأتها فقد لعبت هذه المنظمات دورا رائعا في تعزيز ثقة الشيوعيين بالبشرية وبرسالتهم التاريخية وبضرور تحرير فكرهم من الجمود العقائدي وتطوير نظريتهم ووسائل واساليب كفاحهم. والتحلي بالتواضع والاعتراف باخطائهم والتعلم من هذه المنظمات وتعليمها والعمل معها. فهذه المنظمات مهما تقدمت وتطورت تحتاج الى القيادة السياسية للشيوعيين, لانها القيادة القادرة على توحيد جميع هذه المنظمات والربط بين اهدافها , فضلا عن الربط بين اهدافها الانية والمستقبلية الامر الذي يمكن هذه المنظمات من تفادي الموسمية وردود الافعال الوقتية.
فالكتاب قراءة ماركسية في الاقتصاد السياسي المعاصر , ومتابعة منهجية لتطور الراسمالية عبر مراحلها حتى مرحلتها الحالية *عولمة الراسمال* اخطر مراحل الراسمالية على البشرية. وانطلاقا من المنهج المادي الديالكتيكي يدرس الكتاب العولمة كوحدة وصراع النقيضين , عولمة الراسمال والعولمة الانسانية. ويرى ان مصير البشرية يتوقف على مصير هذا الصراع, الذي يؤدي اما الى انتصار البشرية او فنائها. لان الحتمية التاريخية لا تتحقق عفويا , وانما من خلال تعزيز وتطوير العولمة الانسانية ! عولمة الكفاح والتضامن بين البشر . ونقض النقيض في هذه المرحلة من تطور المجتمع البشري تعني زوال علاقات الانتاج الراسمالية وزوال انقسام المجتمع الى طبقات , كل اشكال الصراع بين البشر , وبناء المجتمع الانساني الحقيقي مع استمرار بل وتصاعد الكفاح من اجل الاجمل والارفه والاسعد والارقى لعموم البشر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بعد قضية -طفل شبرا- الصادمة بمصر.. إليكم ما نعرفه عن -الدارك


.. رئيسي: صمود الحراك الجامعي الغربي سيخلق حالة من الردع الفعال




.. بايدن يتهم الهند واليابان برهاب الأجانب.. فما ردهما؟


.. -كمبيوتر عملاق- يتنبأ بموعد انقراض البشرية: الأرض لن تكون صا




.. آلاف الفلسطينيين يغادرون أطراف رفح باتجاه مناطق في وسط غزة