الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التمثيلية

حشاني رابح

2012 / 6 / 20
الادب والفن


لم يعد التمثيل مقتصرا على الفنانين والمواهب الشبابية فقط ، بل انتقل إلى أعلى مستوى وبالخصوص عالم السياسة والمصالح والأطماع الكبرى ،وكما هو معروف أنه يتطلب في صناعة التمثيلية نخبة من الأشخاص ، بداية من المنتج ونهاية بالكومبارس ، ينفذون سيناريو محكم وخطة عمل يقوم بها المخرج مع طقمه في الواقع الافتراضي ، لكن في عالم السياسة فمن يريدها تمثيلية سينمائية ومنهم من يريدها تلفزيونية وآخرون يريدوها تمثيلية إباحية ، تروي مشاهد بواسطة شخصيات الحياة فيهم ما يثير الاٍنتباه والتشويق ، عبر حوار فيه سيمات حقيقية ، أو عقدة تتشابك بخيوط الإنسانية المفقودة في الوقت الراهن ، أو المخاوف التي يتخبط فيها البشر من جراء تشويه الديانات السماوية ، تارة تصادم الحضارات وتارة أخرى مكافحة الجريمة المنتظمة عبر وسائل مشروعة وغير مشروعة ، نشاهد لقطاتها عبر الانترنيت أو قنوات فضائية محايدة ومستقلة .
كما نعرف أن التمثيلية هي الاٍطارالأساسي لمبدأ الحرية ، بخصائص فنية كالمقدمة والعرض والخاتمة تتخللها حبكة فنية وتتضمن بدورها على الصراع والعقدة ، لكن في عالم السياسة وعالم الكبار يختلف الأمر ، لأن في دساتيرهم السياسية والاقتصادية يؤمنون بالمقدمة ويختمونها بالنهاية المأساوية أي صورة واقعية يكتبها السياسي الزعيم وصورة أخرى يخرجها حليفه البارع ، إذا سلمنا أن أسس وقواعد التمثيلية ثابتة في السيناريو ثابتة فاٍن تطبيقها في الواقع متغير جدا حسب الظرف والمكان ، راجع لتكنولوجية عالم الكبار في تقنية الإخراج ، فأصحاب المصالح الغير إنسانية شوهت الحياة الحلوة وجعلتها دم من بعد دم ، دمار ودخان الحروب بجميع تيارات الدنيوية ، والمخططات الراهنة كأزمة المال الأوروبية والربيع العربي كلها سيناريوهات مدبرة في الخفاء .
يجب علينا أن نحدد التمثيلية من حيث الوسيط ولغة الأداء ، ونحدد أيضا جهة الإخراج والإنتاج حتى نستطيع أن نعرف ونتذوق جنس التمثيلية ، وحتى لا ننقلب انقلابا نوعيا على العيش الواقعي والاتجاه الفكري ، لكي لا يسعى عالم الكبار أن يريدوها تمثيلية أمريكية من حيث الأحداث أو تمثيلية فرنسية وايطالية بالمشاهد الرومانسية والغرامية ، فلاربما مشاهد ايروتيكية ، في صور نمطية واقعية وأحيانا متناقضة ، صور جنسية لممثلات مشهورات أو صور مشتبه بهم مثل أسامة بن لادن .
إذن التمثيلية هي حدث وعلاقات إنسانية في عالم متغير الاتجاهات والتعددية الثقافية والفكرية ، وبعد 11 سبتمبر2001 طرأت تحولات إيديولوجية على العالم والوطن العربي بالخصوص ، فتزايد الطلب على التمثيلية باسم الحرية والواقعية ، في نفس الوقت بدأ الكلام عن أزمة حادة ، تمثلت في انصراف الفنانين والمواهب الشبابية عن الفن ، لأن عالم الكبار سيطر على الوضع ، وغرس موضوعيته الهيمنة وزاح من طريقه ذاتية الآخرين ، وأنتج تمثيليات العنف والرعب ، عبر مفارقات سياسية واقتصادية ، تارة بتمثيلية مكافحة الارهاب وتارة أخرى بتمثيلية الكف عن القوة النووية .
إن أساتذة التمثيل الأكاديمي والممثلون الحقيقيون اعتزلوا الفن بسبب أزمة في كتابة السيناريو الحقيقي ، والمواهب الشبابية غيرت مواهبها واختارت عالم المال والسياسة ، فلم يبقى في الساحة إلا عالم الكبار وأصحاب المصالح الكبرى ، جعلت من الواقع العربي حقل تجارب تجسد فيه سيناريوهات تمثيليتها ، فكاتب السيناريو (( الكيان الصهيوني )) والمخرج (( الادارة الامريكية )) أما التمثيل ((حكام العرب )) ، والبطولة طبعا (( أحد حكام العرب )) ، فكانت النهاية مأساوية والضحية الشعوب العربية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صراحة مطلقة في أجوبة أحمد الخفاجي عن المغنيات والممثلات العر


.. بشار مراد يكسر التابوهات بالغناء • فرانس 24 / FRANCE 24




.. عوام في بحر الكلام-الشاعر جمال بخيت يحكي موقف للملك فاروق مع


.. عوام في بحر الكلام - د. أحمد رامي حفيد الشاعر أحمد راي يتحدث




.. عوام في بحر الكلام - الشاعر جمال بخيت يوضح محطة أم كلثوم وأح