الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل أنت مع بقاء القوات الدولية في العراق أم لا؟

هشام القروي
كاتب وشاعر وروائي وباحث في العلوم الاجتماعية

(Hichem Karoui)

2005 / 2 / 7
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


اهتم موقع اذاعة "ب ب س" على الانترنت في ركن "شارك برأيك" بتوجيه سؤال "بسيط" الى الجمهور العربي , وهو التالي : هل تعتقد أن ثقافة الديمقراطية والانتخابات غريبة عن المجتمعات العربية ؟ وكان ينبغي الاجابة عن السؤال في حدود 150 كلمة. ويمكنكم أن تزوروا الموقع لتتأكدوا بأنفسكم . فالحقيقة أنه الى حد الساعة العاشرة من صباح يوم الاربعاء 2 فبراير الجاري, سجلت ما لا يقل عن 65 مشاركة من مواطنين عرب في كل مكان, علما بأن السؤال طرح على اثر انتخابات يوم الأحد العراقية. وأفترض أن الدوافع التي تجعل الناس يقبلون على هذه العملية – أي الادلاء بالرأي في فضاء عام – لا علاقة لها بالتسلية أو الفراغ, وإنما هي تعبير عن هم حقيقي يحمله المواطنون العرب في أي مكان. هم تستشفه من الطريقة التي يعبرون بها عن أفكار تبدو هي القاسم المشترك بينهم, رغم تباعد المسافة, واختلاف البلدان , وتنوع المستويات الثقافية. وبعبارة واحدة, يمكن أن نلخص المسألة , فنقول : هناك عطش حقيقي للديمقراطية في العالم العربي... عطش انسان يسير في صحراء قاحلة, تحت شمس حارقة , متطلعا الى مكان الماء. ولا أعرف الى أي حد يعي المسؤولون في البلدان العربية هذه الحقيقة, وهم الذين يحاسبون كما يفترض على تباطؤ المسيرة نحو الديمقراطية ان وجدت , أو تعطيلها ومنعها. ذلك أنه إذا غابت الديمقراطية , كما يقول العديد من الملاحظين والمتابعين للشؤون العربية, فهل ينبغي أن نفهم من ذلك أن الشعوب العربية لا تريدها أو لا تفهمها لأنها "بضاعة أجنبية " ؟ أم نفهم من ذلك أن الذي وصل الى السلطة أصبح هو "الراكب" والشعب هو "المركوب" ؟ السؤال الذي طرحته "ب ب س" يستحق فعلا التوقف , لأنه في الواقع يسائل هذه المعاني , ولأن العديد يختفون تحت مبرر "وجود احتلال" لخنق المسيرة نحو الديمقراطية. فانتخابات يوم الأحد في العراق لم تكن حول وجود القوات الامريكية أو لا , بل كانت حول حق العراقي في اختيار المسؤولين التابعين لدائرته ومنطقته وحزبه وانتمائه. كما لم تكن الانتخابات الفلسطينية التي سبقتها حول الاحتلال الاسرائيلي , وانما كانت أيضا تتعلق بحرية اختيار من يمثل الشعب الفلسطيني. فالاحتلال في هذا السياق مسألة مختلفة تماما. أعني يمكن دائما بعد اختيار المسؤولين بطريقة ديمقراطية تنظيم استفتاء مثلا حول وجود قوات أجنبية في العراق : هل العراقيون يريدون بقاءها أم لا ؟ هذا ما يمكن تقريره من خلال استفتاء عام في مرحلة ثانية. أما بالنسبة للفلسطينين , فمن الواضح أنه ليس لديهم حرية الاختيار في هذا المجال , حيث لا يتصور أحد أن استفتاء عاما ينتهي في نتائجه الى مطالبة اسرائيل بالانسحاب الى حدود 1967 سوف يحظى باستجابة الاسرائيليين. أقصد أن المقاومة تصبح شرعية عندما يتبين بالحجة أن القوات الأجنبية موجودة بالقوة ضد ارادة الجميع . ليس هذا هو تحديدا الوضع في العراق. فلم يتضح بالحجة أن أغلبية العراقيين يريدون رحيل الامريكيين اليوم قبل غد, فمن الذي أتى بهم ؟ أليست هي الاحزاب العراقية نفسها التي كانت في المنفى؟ هذه الاحزاب التي تتقاسم منذ ذلك الحين السلطة ؟هذه الاحزاب نفسها التي صوت لها العراقيون يوم الأحد ؟ وقد سمعنا المسؤولين العراقيين يؤيدون تواجد القوات الاجنبية لحماية النظام الجديد الى أن تهدأ الأمور ويعود الأمن. فلماذا يصوت الشعب العراقي لهؤلاء الناس اذا كان يعتقد أنهم لا يمثلونه بل يمثلون السيد بوش ؟
باعتقادي أن الطريقة الوحيدة لكسب راحة البال ورفع الالتباسات بعد تثبيت نتائج الانتخابات واقرار البرلمان وتولي الحكومة الجديدة مهامها, هي أن ينظم استفتاء تحت اشراف الأمم المتحدة مثلا , لمعرفة رأي الشعب العراقي في مسألة واحدة : هل أنت مع بقاء القوات الدولية – امريكا وبريطانيا وحلفائهما – في العراق أم لا ؟ وكفى الله المؤمنين شر القتال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خان يونس: مخيمات في برك الصرف الصحي • فرانس 24 / FRANCE 24


.. قراءة في الصحف • فرانس 24 / FRANCE 24




.. أول منشور لترامب على -تيك توك- بعد أن حاول حظره ذات مرة


.. مؤتمر صحفي لوزير الخارجية اللبناني والقائم بأعمال وزير الخار




.. وزير الخارجية المصري: ندعو حماس وإسرائيل لقبول مقترح وقف إطل