الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية شجرة البرتقال.ثلاثملاحظات في المتن ...وقراءة في المعنى

علي متعب جاسم

2012 / 6 / 22
الادب والفن


تنطلق القراءة التي نزعم القيام بها لهذه المجموعة من الافتراض الأتي .
إن العمل الابداعي يعيد إنتاج الواقع برؤى مختلفة ومتباينة وبالتالي لايمكن الركون الى مستوى واحد وان اختلفت الرؤى أي المستوى المتعدد للرؤية الإبداعية والمستوى المتعدد أيضا للرؤية النقدية .ما يعني ان قراءة الواقع إبداعيا تتاطر ضمن قناعات ورؤى واستشرافات يقوم بها المبدع لذا ينتقل الواقع من كونه حدثا مرويا مرئيا إلى واقع مخيل ذي أبعاد جديدة تنتجها المخيلة بعد ان تحول الصور البصرية الى صور ذهنية فتمازج وتقارن وتركب فيما بينها وبذا ينقل المبدع قارئه الى عالم هو كما يفترض عالم الكاتب أي العالم الذي يتشكل ويتبلور وفق رؤية الكاتب ولا يمكننا في كثير من الأحيان قراءته إلا من خلال هذه الرؤية التي تنفذ إلينا عبر لغة تنتمي إلى ذلك العالم وتبوح بأدق تفاصيله . ربما ما تحدثنا به آنفا ليس افتراضا محضا بقدر ما هو حقيقة تصدق على عوالم الإبداع الأدبي ,ومن هنا سنعاين هذه المجموعة نقديا وفق مستويين هما المتن والمعنى
المتن بوصفه تجليا والمعنى قراءة وتأويلا .المتن بوصفه إظهارا والمعنى بوصفه تحولا .
ولا نعني بالمتن إظهار الاهتمام بالمبنى الذي تتشكل من خلاله صيغ الخطاب إلا بالقدر الذي نراه ضروريا .

يظهر العنوان صيغة صرفية تحيل الى دلالة المفرد "حكاية" في حين أن العنوان الداخلي يصحب بمجموعة قصصية ومن هنا نفترض ان القصص كلها تنتج حكاية أي تنتج قصة وتدور ضمن بنية واحدة ما يتشكل عندنا تصور لبنية الحكاية الإطارية التي تتوالد في داخلها الحكايات ونحن إزاء ذلك يترسخ عندنا الظن في قراءة القصة الأولى .التي تروي عودة الابن الذي أخذه السفر عن أحضان قريته "ها هويعود إذن إليها مقررا البقاء معلنا منذ الشروع انه يدخلها من أبواب الذاكرة "سأمدك بالذكريات وحكايات الأصدقاء " . الذاكرة هي المنفذ الرئيس الى الأحداث وإذ نفترض ان الذاكرة تعيد تشكيل الأحداث الماضية وفق منطق الزمن الحاضر فإننا إزاء صراع زمني يتولى قص الحدث برؤية احادية تشكل المتن وتحافظ الى حد ما على المبنى الذي اخذ طابع رواية الأحداث . وهنا نفترض ان الأحداث تتوالى بانتقائية وليس بتراتبية .المهم صياغة الحدث صياغة تواصل الفعل التاثيري ليكون سردا قصصيا يستثمر اليومي والشخصي من سيرة القرية غير ان ما أظهرته بنية الحكي خلافا لما افترضنا .
الكاتب انتقى أحداث ما كتبه لا بفعل المؤثر الفني وانما بحسب ما أسعفته الذاكرة في اغلب الأحيان ولذا لارابط بين ما كتب اذ لايتواصل الفعل التاثيري من حكاية إلى أخرى وهذا من أهم ملاحظاتنا على المتن .
وإذا أضفنا الى ذلك ان تفعيل الذاكرة في الكتابة كان فيما نرى استعادة للحدث وليس انتاجا له ,نصبح على يقين بان هذه الحكايات ان جاز لنا وصفها بهذا الوصف هي اقرب الى اليوميات منها الى السيرة او القصة ,ان اليوميات تتعامل مع الحدث بصفته الواقعية التقريرية على عكس السيرة التي تحلل الحدث الماضي برؤية انية معاصرة وعلى عكس القصة التي تخلق عالما مخيلا يرتب أشياء الواقع كما ذكرنا في المقدمة .
لاننوي القول إن اليوميات خارج قوسي الإبداع ,فهي نمط من الكتابة له قراؤه وفيه لذته وتاسس ضمن نمط من الكتابة لها أصولها وقواعدها لاشك ,إلا أننا ما يجب ان نقوله ان الكاتب انساحت رؤيته خالطا بين اليوميات والسيرة والقصة . والامثلة على ذلك في كل حكاية او قصة او يومية . وهي ملاحظتنا الرئيسة الثانية على المتن .اما الملاحظة الثالثة فتكمن في ضعف الرؤية التي يقدمها الراوي الممسرح .


"نهر يصعد .." في هذه القصة راو يتحد بالحدث ويشكله عبر انطباعات تغترب عن الذاكرة .

النهر لاتغيره الرؤية المفترضة على الرغم من وجود لغة شعرية تحاول رسم الصورة بعناية إلا انها تبقى انطباعات لاتنقل القارئ إلى مستوى الخلق .
وتتجلى هذه الانطباعات بشكل اكثر في تراكم الوصف من دون العثور على مبررات حقيقية له "21.22"..
إن ملاحظات المتن قد لاتشكل عائقا كبيرا أمام تجليات المعنى الذي تبنى الكاتب خيار اللغة في إظهاره ,الواقع إن لغة القاص في غالب المواضع
لغة تميل إلى خلق شعرية مبهرة إلا أنها تعتمد الوصف او تقوم على الوصف وتنتهي عنده ما يعني أنها تقطع الطريق على القارئ لمواصلة تفتيشه عن الممتع من المعنى ,
"وزمنه المحفور فيها بألوان الشجر"35 او
"نامت الأشجار قرب حديقتي راسمة لوحة زرقاء وظلا لغيمة الحب التي تكتب آماله وحياته من تعب واسى .قدم تهدي قدما كل صباح يراه كأنه في موسم عرسه بصيص متبق مثل رماد مهجور ."72
وعلى الرغم من أن الكاتب يتمتع بقدرة طيبة على توظيف اللغة سرديا إلا انه لايضخ تلك القدرة بكاملها لخلق عالم فيقطعها من دون مبرر وربما يقطع اللغة باستعمال الجمل القصيرة بما يشكل ارتباكا في السرد من وجهة نظري
"حدقت بتعبير رسمه ,أحس بتيار غير منظور ,ينفذ إلى هينيه كالنسمة الشاردة ,تجتاز كل الحدود ,يتدفق عبر هواء الغرفة ,المسافة نائية غاية ما يكون الناي,.."36
ولكن بالمجمل أرى ان المعنى تشكل عبر أكثر من صياغة أو نسق وهو أمر يحسب للكاتب

حكاية شجرة البرتقال .سمير عبد الرحيم اغا المطبعة المركزية

.جامعة ديالى








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكر على قراءة
سمير اغا ( 2012 / 7 / 5 - 10:41 )
الدكتور علي متعب
تحية كونية بالغة المودة
نشكركم جزيل الشكرعلى قرائتكم الموقرة ونتمنى ان تكون هذه القراءة بداية لمسيرتي في الكتابة
تحية لكم ونشكركم مرة اخرى
الكاتب سمير اغا

اخر الافلام

.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض


.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب




.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟