الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


صورة كينيث جاريك الممنوعة من النشر

حيدر محمد الوائلي

2012 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


صورة كينيث جاريك الممنوعة من النشر

حيدر محمد الوائلي

خير الكلام ما قل ودل...
وأكثر خيراً من الكلام وقليله ودلالته صورة معبرة لمصور بارع أبدع في التقاطها كما أبدع في وصفها وهو يدون من تحتها عبارة توقظ الضمير وتحيي النفوس وتصفع وجوهاً تمشي وهي منومة في سرير الحياة اليومية لا سبيل لها سوى النوم بعيون مفتوحة...
هذه الصفعة نالت مني مأخذها فصفعة الحقيقة موجعة...
بل لو كانت صفعة (مادية) لا (وصفية) لأحمر لها خدي حيث الحقيقة المرة التي لا يراها الكثيرين من المنومين والنائمين حيث لا يريدون أن يروا غير ما يشتهوا أن يروا...

في يومٍ من أيام العراق الدموية...!!
وهل من يومٍ عراقٍ دون دماء...؟!
في أحد تلك الأيام كان المصور الأمريكي (كينيث جاريك) (Kenneth Jarecke) يتجول مصطحباً كاميراته ليوثق حرباً لم يكن للشعب بها ولها ومنها لا ناقة ولا جمل حيث ورطته السياسة والظالمين بها فكان هو حطبها وحطيمها ومن إكتوى بنارها ولسعه شرارها ولا زال...
في حرب الخليج الثانية، حيث حرب الخليج الأولى مع إيران في ثمان سنوات عجاف، وحرب الخليج الثانية لدى غزو الكويت في أشهرٍ عجاف، ليعقبها حصار ظالم ووحشي أشد ضراوة وألماً وضرراً من الحرب ودام خمسة عشر سنةٍ عجاف ضاق المر منها الشعب والنظام وحاشيته في رغدٍ وهناء، فصمتت منظمات حقوق الأنسان والأمم المتحدة فكانت تلك السنوات كفيلة بتدمير الشعب معنوياً وإجتماعياً ونفسياً...
ومن ثم أتت حرب الخليج الثالثة وسقوط نظام ظلم صدام، ومن بعده مسلسل الإرهاب والقتل والدمار وبشاعة الجرائم وسط خذلان الناصر وخيانة الصديق ومكر الجار وكراهية أبن العم، فقضى من قضى نحبه مظلوماً مقتولاً ومحترقاً ومتفجراً ومتمزقاً من نار تفجيرات أبناء الإسلام ورافعي شعار الله حيثما ولوا ولكن حيثما ولوا لم يك ثم وجه الله...!!
ومن ورائهم سياسيات دول عظمى وأخرى مجاورة تدين لها بالولاء والطاعة، تجمعت لتخريب العراق والعبث بالمنطقة بأسرها...

في حرب الخليج الثانية ألتقط (كينيث جاريك) الذي كان برفقة ضابط شؤون عامة فصادف وجود أرتال عسكرية محترقة لسيارات الجيش العراقي العائد بقرار من (صدام) بالأنسحاب حيث دخل بمغامةر للكويت لا داعي لها ليأمر بسحب الجيش العراقي سحباً مذلاً (مع الأسف)...
أرتال وجيش أُبيد عن بكرة أبيه بضربات طائرات الجيش الأمريكي التي لا ترحم، فطلب (كينيث) من الضابط الذي برفقته التوقف لدى رؤيته حافلة يجلس بكرسيها الأخير جندي عراقي محترق ومتفحم ولا زال فيه رمق من حياة حيث نظر الجندي المتفحم مكشراً عن أسنان هي الأخرى محترقة ومباشرة لـ(كينيث) الذي لم ينتظر كثيراً ليوثق بعدسته أشهر صورة لمعركة دموية في التاريخ الحديث حيث كان الجندي العراقي المسكين متفحماً فاغراً فاه ولعله يصرخ من ألم النار التي دبت فيه...
كان محترقاً متفحماً ومكشراً عن أسنانٍ محترقة وغاضبة ومرعبة، لا يتمالك من ينظر لها إلا أن يرتعب ويشمئز من منظرها، لذلك كتب تحتها (كينيث) وصفاً لتبرير حجته بتلك الصورة، حيث كتب يقول:
(إذا لم أصور هذا، فأناس مثل أمي سيعتقدون أن الحرب هو ما يشاهدوه على التلفاز...!!)

تم منع نشر هذه الصورة في الوكالة التي يعمل بها كينيث وهي الأسيوشيتد برس (Associated press) لبشاعتها، ولكن تم تسريبها ونشرها لاحقاً في صحيفة لندن اوبسيرفر (London Observer) في عددها الصادر في العاشر من آذار 1991، وقد أثارت جدلاً كبيراً وقتها.

كانت بالفعل صورة وحشية، ولكنها للأسف الحقيقة المتوحشة والتي يشفق من وحشيتها حتى الحيوانات المتوحشة، فالحرب أبشع مما يتصوره البعض ممن يتابع الأخبار من على شاشات التلفاز، حيث ألاعيب القنوات التلفزيونية وتوجهاتها، وخبث وتمويه وسائل الأعلام المختلفة ومموليها، فالحرب أبشع ما يكون من وصفها بأي وصف أخر غير الوحشية، مهما كانت مبرراتها...!!

وأليكم الصورة ومصورها...









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجامعات الأميركية... تظاهرات طلابية دعما لغزة | #غرفة_الأخب


.. الجنوب اللبناني... مخاوف من الانزلاق إلى حرب مفتوحة بين حزب 




.. حرب المسيرات تستعر بين موسكو وكييف | #غرفة_الأخبار


.. جماعة الحوثي تهدد... الولايات المتحدة لن تجد طريقا واحدا آمن




.. نشرة إيجاز بلغة الإشارة - كتائب القسام تنشر فيديو لمحتجزين ي