الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل ينجح اللبنانيون والفلسطينيون في الخروج من حلبة الموت المجاني؟

حسن عماشا

2012 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


نجحت اللجان الشعبية والمنظمات الفلسطينية مع قيادة الجيش اللبناني في احتواء الحوادث الأمنية على اطراف المخيمات الفلسطينية. الى حين (...) ؟.
ما دامت المخيمات الفلسطينية تعاني من حصار اقتصادي وسياسي واجتماعي. ستبقى بؤر قابلة لإفتعال التوترات الأمنية من قبل جهات متعددة. تهدف الى استنزاف الجيش اللبناني وتقويض قدراته على الامساك بالأمن الوطني بعدما اصبح هذا الجيش القوة الأمنية الوحيدة الأبعد عن التقاسم الطائفي والمناطقي بين اطراف السلطة. لسبب اساسي هو ان الجيش اللبناني يملك عقيدة وطنية توفر له الحصانة في وجه كل من يحاول النيل من موقعه ودوره في الحياة الوطنية. ومن جهة اخرى يمثل الجيش اللبناني القوة الأكبر في لبنان من أي قوة من قوى التقاسم الطائفي ما يجعله عصي على الاحتواء والتوظيف في خدمة أي فريق من فرق النزاع على السلطة.
اما من جهة المخيمات الفلسطينية، فان استراتيجية القوى السياسية الفلسطينية القائمة على عدم التدخل بالشؤون اللبنانية الداخلية، تبقى صحيحة من الناحية السياسية. الا أن استمرار الأوضاع القائمة والتي تفوق قدرة أي جماعة على تحمل اعبائها في ظل ضيق سبل العيش وتفاقم الازمات على كل صعيد يجعلها كما العديد من المناطق اللبنانية النائية بؤر توتر وحاضنة لمجموعات ارهابية مخابراتية تلتحف عناوين وهويات مختلفة. يسعى الكثيرون لتوظيفها في خدمة اهداف باتت مكشوفة وهي من ضمن الاستراتيجية الأمريكية - الصهيونية. الهادفة الى دفع بلدان المنطقة الى حالة الفوضي وعدم الاستقرار سواء تلك التي لا تدور بالفلك الأمريكي او هي مهددة بتغييرات تطال النظم المتماهية مع المصالح الأمريكية الغربية.
قد لا يشكل ما تقدم شيئا جديدا بالنسبة للمتابعين والمهتمين في تطور حركة الصراع في المنطقة . غير ان ما نود الاشارة اليه هو استمرار الروح الانتظارية واللهاث خلف الأحداث والغرق تحت تداعياتها من قبل من هم يناط بهم المبادرة للخروج من هذه الأوضاع سواء من جهة القوى اللبنانية أو الفلسطينية على حد سواء. ما يؤدي عمليا الى تعزيز مناخ الاستفادة من هذه الأوضاع من قبل قوى التآمر. كأنه يكفي رفع الصوت ورمي المسؤولية على السلطات. في حين اننا لا نجد الا ما ندر من محاولات التواصل والتفاعل الايجابي بين القوى اللبنانية والفلسطينية بغية ايجاد المخارج والسبل الآيلة الى الخورج من الأوضاع القائمة.
ان عدم الاقرار بالحقوق المدنية للفلسطينيين في لبنان يتعدى كونها حقوق انسانية مطلبية الى كونها تعبير عن سياسة فصل وعزل عنصرية. يتوهم اللبنانيون ان بذلك يعزلون انفسهم عن مجريات الصراع مع العدو الصهيوني. فهذا ان كان بالنسبة للبعض هدف وأيديولوجا تستظل شعار الحياد في الصراع العربي الصهيوني ويتعزز هذا الاتجاه في ظل الأوضاع العربية الراهنة وسيادة الاتجاه الرامي الى تصفية القضية الفلسطينية. فانه بالنسبة للبعض الأخر اغلاق باب من ابواب هذا الصراع بكونه لا يستشعر خطر العدو الصهيوني على مستقبل لبنان والمنطقة. أو انه يقدم حساباته الداخلية على حساب هذا الخطر.
كلما انفجر حادث امني يتذكر اللبنانيون ان المخيمات الفلسطينية تعاني أوضاع مزرية. القوى الشعبية المتعاطفة مع قضية الشعب الفلسطيني تلقي المسؤولية على السلطة. والسلطة بدورها تلقي المسؤولية على العرب والأمم المتحدة. وينتهي الاحساس بما يعانيه الشعب الفلسطيني في المخيمات عند انتها قراءة البيانات والتصاريح.
ان هذا العالم لا يحركه موقف اخلاقي او انساني مجرد لحل أية معضلة انسانية – اجتماعية. بل هو يتحرك فقط حين يشعر بخطر ما يهدد مصالحه واستقراره .
فهل تبادر القوى اللبنانية والفلسطينية للبحث في السبل الآيلة الى الخروج من حلبة الموت المجاني؟. ونقول اللبنانيون أولا وخصوصا تلك القوى التي هي خارج نادي التقاسم الطائفي في السلطة فليس لديها ما تخسره الا وهم انتسابها لنادي السلطة.
حسن عماشا
22/6/2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. موسكو تنفي اتهامات واشنطن باستخدام الجيش الروسي للكيماوي في 


.. واشنطن تقول إن إسرائيل قدمت تنازلات بشأن صفقة التبادل ونتنيا




.. مطالبات بسحب الثقة من رئيسة جامعة كولومبيا الأمريكية نعمت شف


.. فيضانات عارمة اجتاحت جنوب البرازيل تسببت بمقتل 30 شخصاً وفقد




.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات