الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


رسالة الى أبي رحمه الله

نعمة حسين الحباشنة

2012 / 6 / 22
سيرة ذاتية



اليك يامن توسدت الثرى وسكنت مساكن الأحياء في زمن أصبح الأحياء فيه أموات ؛ أحياء لكن لا يبصرون , يصفقون ؛ يتلونون وفي كل يوم لباس الذل والعار يلبسون ؛ ليكونوا العبيد وهم يرقصون ....

في زمن بيعت فيه كل أخلاقيات الانسان لم يعد للانسان سيدي معنى , زمن بيعت فيه للصعاليك الأوطان ليصبح الوطن هو المنفى ؛ لكني لازلت أعشقه لأنه أنت ؛ فأنا مازلت أذكر كلماتك وعبراتك منذ عشرات السنين عندما قلت "لا" ولانك قلتها أصبحت وحيدا ؛ يتباهون بكراهيتك ويقسمون أغلظ الأيمان أنك ساقط والحقيقة أنهم هم من سقطوا في مستنقع النفاق والظلم والعبودية ؛ لا وبل تبرءوا منك لتتبرء منهم الكرامة والعزة والحرية ؛ عندما كنت أنت كالنجم المضيء المحترق يضيء طريق المظلومين كانوا هم مثل أكوام حجارة مسندة يتعثر بها المارة ؛ وشتان بين من ينيرالدروب وبين حجار العثرة على الطريق ...

عندما أذكر الحرية أتذكرك وعندما أسير في دروبها أراك واقفا تبتسم لا أدري هل هي ابتسامة السعادة والانتصار أم هي ابتسامة الخوف من القادم ؟
أعرف أن الطريق مليئة بالمتربصين ؛ من يمتهنون مصادرة حرياتنا وحياتنا , أنت عرفتهم قبلي . يصادرون حرياتنا ؛ ينتظرون بشوق إسقاطنا ؛ ينكرون علينا مشاعرنا ؛ ويقدرون لكل شيء أسبابه التي تناسبهم هم وترضيهم ، متناسين حقيقة المقابل وأخلاقياته ...

أعرف سيدي أن الطريق مازال صعب شائك لكني لن أتنازل عنه ما بقيت الروح في هذا الجسد و مهما أخذتني الدنيا في متاهاتها سأبقي من أردتها أنت ، لتكن أنت وأفنى أنا ؛ فاغفر لي ان تعبت يوما وخذ لي عندك العذر ان أثقلت على نفسي وتذكر ؛ أنك أنت من علمني حب البشر والقفز فوق جسور الخطر , وأنا مخلوق من طين يحاول السباحة نحو الشاطيء الأخر وسط النهر الجارف ؛ نهر مليء بالتيارات الهوجاء والأفاعي والضفادع الوقحة ؛ ومع هذا مازلت أردد وانا اقاوم : أنا ابنة جلمود الصخرالذي لم ينكسر ؛ لتتكسرتحت خطواتي أنصال همومي الثقال ؛ وتصهل من تحت قبورالقهرخيول الانتصار ؛ أحبك ابي فلا تنسى .....









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بسبب نقص الغاز، مصر تمدد فترات قطع التيار الكهربائي


.. الدكتور غسان أبو ستة: -منعي من الدخول إلى شنغن هو لمنع شهادت




.. الشرطة الأمريكية تفض اعتصام جامعة فرجينيا بالقوة وتعتقل عددا


.. توثيق جانب من الدمار الذي خلفه قصف الاحتلال في غزة




.. نازح يقيم منطقة ترفيهية للتخفيف من آثار الحرب على أطفال غزة