الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حول المتغيرات فى تركيبة الطبقة العاملة1

اسامة على عبد الحليم

2012 / 6 / 22
ملف - المتغيرات فى تركيبة الطبقة العاملة ودورها، والعلاقة مع الأحزاب اليسارية - - بمناسبة 1 ايار- ماي عيد العمال العالمي 2012


مثلت محاولة احزاب الديمقراطية الاجتماعية فى بحثهم عن بديل للشيوعية مساهمة جيده فى اوربا وقد حقق هذا مكاسب لعمال هذه المنطقة من العالم خصوصا فى فتره الازدهار الاقتصادى بعد الحرب العالمية الثانية ولكن الأجور العالية التى تمتع بها العمال كانت مرتبطة بالظروف الموضوعية المعروفة من امدادات الطاقة الرخيصة ووفرةالمواد الخام ، وقربها من أسواق التصدير ووالخ, غير ان الاهم فى تقديرى هو توفر عمال اوربا على قدر متميز من الوعى الطبقى بان الرأسمالية تخضع كل مايتعلق بموضوعة العمل والانتاج لاعتبار تحقيق أقصى قدر من الأرباح. لذلك فان عليهم بالتالى ان ينعموا ايضا بجزء من هذه المكاسب التى يعتمد وجودها عليهم بشكل رئيس ,ما دام يتم تنظيم الاقتصاد حول هذا المبدأ، عمال اوربا كانوا بشكل من الاشكال مدركين لمفاهيم الاستغلال والدمار البيئي والمنافسة الاقتصادية الدولية, وهذا بالطبع جزء من الصراع الطبقى الذى حدث فى ظل ظروف تنامى حركات اشتراكية راديكالية هناك اسهمت بشكل كبير فى اقناع النخب السياسية الحاكمة ان هذه الاصلاحات ستمثل درعا من خطر التحولات الثورية, سيما وان الاتحاد السوفيتى كان قريبا وموجودا جدا
ماحدث فى اوربا بعد الحرب الثانية هو احد تأثيرات التقدم التكنولوجى لانسان هذه المنطقة , لكن فى افريقيا مثلا لم يحدث هذا , بفعل الاستعمار الذى كان مازال جاثما فى عالمنا وفى العالم العربى, وبفعل البطء الشديد لمسالة تطور مفهوم تقسيم العمل بسب تخلف اشكال الملكية هناك والتى مازلت محكومة بالعلاقات العرفية والقبيلة
فى المقابل اسهم التقدم التكنلوجى على العمال بالتأثير السلبى , سلبى على مستوى الطبقة , على اساس ان الالة فى كثير من الاحيان تحل محل العامل وتقوم بدوره, والعمل الذى كان يوديه مجموعة عمال اصبح بامكان عامل واحد ان يوديه بفضل تكنلوجيا( الكومبيوتر نمريك كنترول) صحيح ان هذا تاثير مهم على مستوى توفير القيمة وتراكمها , لمصلحة الراسمالية ولكنها مفيده ايضا على مستوى الانسان عموما فى استفادته من مزايا السرعة والتقدم وماتقدمه من تسهيل لنمط الحضارة عموما, و الحضارة من حق الانسان بغض النظر عن موقعه الطبقى
يمكن ايضا ان نقرأ تأثير التقدم التكنلوجى على البناء الطبقى والحراك الاجتماعى كله وهو تأثير يرتبط بالواقع , وبمؤثرات تشمل طبيعة النظم السياسية ومدى توفرها على التعددية السياسية والديمقراطية وحرية الفكر وقبول الرأى الآخر والتسامح وتداول السلطة وبالثقافة كذلك وسيادة ايدلوجيا معينة على المجتمع
ونقول ان الحراك الطبقى مسالة مستمرة وتشمل كل الطبقات, وقد شهدت مجتمعاتنا العربية كيف اسهمت سياسات الليبرالية الجديده فى تحويل البرجوازية الصغيره الى بولتاريا, وكيف تسحق البلوتاريا بهذا القدر من البشاعة كنتيجة مباشرة لسياسة الخصصة وخفض ا لانفاق الاجتماعي وتحرير السوق
والتحول الطبقى ايضا يحدث لان الطبقات لم تظهر كعوالم اجتماعية تامة ابتداء، وكإطارات للمعرفة تتصف غالباً بالتعقيد والتنوع والحدة , فالطبقة بطبيعتها متحركة متنامية ومتطورة ولذلك عندما قسم ماركس الطبقات الى برجوازية، و البرجوازية الصغيرة، والطبقة البروليتارية لم يهمل الاشارة الى أن داخل كل طبقة اجتماعية توجد فئات اجتماعية" اصغر , فالبرجوازية تشمل ( فى تقديرى) العاملين الذهنيين و المهنيين وكل فئة العاملين باجر دون ان يساهموا بشكل مباشر فى انتاج القيمة و تطرح الآن اسئلة قديمة جديده حول امكانية الحاقها بطبقة البروليتاريا, وهى اسئلة مهمة فى تقديرى لانها تسهم فى تقديم روى جديده ونقاشات ستتعرض حتما الى موضوعات من قبيل مستوى تطور القوى المنتجة، ونمو انتاجية العمل، وتقسيمه، الأمر الذي يقود الى فهم اكثر ارتباطا باللحظة حول كيفية ظهور التمايزات بين الطبقات والفئات الاجتماعية
وفى مقاربته لموضوعة التحولات الطبقية يذهب ماكس ويبر الى التفريق بين مفهوم الطبقة اجتماعيا ومفهوم الطبقة اقتصاديا فالطبقات الاقتصادية بالنسبة له مثلا تزيد عن الطبقات الاجتماعية بكثير من حيث الكم , كما يلاحظ ان الحراك الطبقى والتحول من موقع اقتصادى الى آخر يحدث بشكل متسارع مقارنة بالتحول والانتقال من طبقةاجتماعية الى طبقة اجتماعية اخرى, وهذه ملاحظة مهمة فى تقديرى اذ تنظر الى مكنون او محتوى الطبقة فى تعقيداتها وتشابك ادوارها الاجتماعية ولها علاقة بمسالة تداخل التقسيم الطبقى بناء على مفهومى قوة العمل ومفهوم الدخل وقد ذكرت سايقا ان ملاحظة هذا التداخل تجعلنا نراه فى ارتباطه بالقوى الإنتاجية وعلاقات الإنتاج الاجتماعية التي تتميز بها مرحلة تاريخية معينة، وفى اطار العلاقة الجدلية بين هذه المفاهيم
ان الحراك الطبقى ثبت انه يقود الى ان بعض البرجوازية الصغيره يمكن ان تتحول الى رأسمالية و هذا يكشف بان هناك فرق كبير بين هذه الفئات , ولذلك اعتقد ان على البحث العلمى ان يبذل مزيد من الجهد لبحث كثير من القضايا التى لم تبحث اصلا او ربما لم تبحث الا قليلا, كالموقع الطبقى لفئة العاملين الذهنيين الذبن لايسهمون فى تراكم راس المال, وكيف نفهم التطور الذى اتاح للبرجوازية الصغيرة ا ن تصبح مالكة لاسهم شركات كبرى تملك بدورها وسائل انتاج؟, مايكشف الحاجة الى مستويات جديده فى تحليل مثل هذه الظواهر, التفاوت فى مستوى الدخل بين فئة العمال وتأثيره على مسالة الحراك الطبقى , وكذلك مسالة تراجع دور الاحزاب الاشتراكية فى ظل انعدام الوعى الطبقى العتيد لمجمتمعاتنا العاجزه عن تحقيق اى تقدم نحو الاشتراكية؟
سنواصل








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الروسي يستهدف قطارا في -دونيتسك- ينقل أسلحة غربية


.. جامعة نورث إيسترن في بوسطن الأمريكية تغلق أبوابها ونائب رئيس




.. قبالة مقر البرلمان.. الشرطة الألمانية تفض بالقوة مخيما للمتض


.. مسؤولة إسرائيلية تصف أغلب شهداء غزة بالإرهابيين




.. قادة الجناح السياسي في حماس يميلون للتسويات لضمان بقائهم في