الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تحالف محرج جداً

سعدون محسن ضمد

2012 / 6 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


يندهش المراقب للصراع السياسي المحتدم في العراق لهول ما يراه من استخفاف السياسيين بمصالح الناس، بل وبعقولهم، وهم يفتعلون أزمات تكاد أن تذهب بكل المكاسب التي حصلنا عليها بعد المذابح والحروب والاضطرابات المخيفة، التي دفعناها ثمناً لهذه المكاسب.. وكان آخر ما اتحفنا به استخفاف هؤلاء السياسيين هو ما سمي بأزمة سحب الثقة، هذه الأزمة التي كشفت الكواليس المهلهلة لمشهدنا السياسي.
إذ من المدهش والمحير أن تتشكل جبهة تضم بعض أهم الكتل السياسية وتسعى بكل جهدها للإطاحة بالحكومة عبر استخدام منفذ سحب الثقة الدستوري، ومع ذلك، وبعد ان تستهلك ما يقرب من الشهر من وقتنا وجهدنا وتعرض مصالحنا لمخاطر جسيمة، يتبين لنا أن هذه الكتلة، (المحروسة)، لم تدرس خيارها بشكل جيد، بل هي لم تدرسه نهائياً، وإلا بماذا تفسر لنا، كيف أنها تجشمت عناء هذه المغامرة المحرجة، قبل أن تتأكد من موقف رئيس الجمهورية، مع أنه يمثل بالنسبة لها ورقة الجوكر التي راهنت عليها لكسب حربها الخاسرة بكل المقاييس؟!!
هناك خيبة أمل لدى أكثر المثقفين ممن كانوا يراهنون على قُدْرَةٍ، ولو أولية، لدى سياسيينا على استثمار آليات الديمقراطية بشكل ذكي لحماية القوة والسلطة في الدولة وعدم السماح لأي حزب أو شخص من الهيمنة عليها بشكل مطلق. لكن خابت الآمال، ويحق لها أن تخيب ما دامت تنعقد على سياسيين بمثل هذا المستوى المحرج.. ومحرج جداً لتحالف سحب الثقة أنه لم يقدم، قبل خوضه مغامرته الخاسرة، برنامجاً واضحاً يحدد فيه مواطن الخلل في أداء الحكومة، ويضع خططاً واضحة وعملية لتجاوزها. محرج جداً أنه لم يفعل ذلك، محرج لنا طبعاً وليس له، لأن عدم تقديم مثل هذا البرنامج يكشف لنا مدى استخفاف السياسيين بعقولنا.
محرج جداً لكتلة العراقية أنها لم تتأكد من توجهات نوابها، ممن كانت تعول عليهم في التصويت على سحب الثقة في البرلمان، ولم تأخذ منهم التعهدات الكافية، خاصَّة وأن أعضاءها مشهود لهم بالتقلب والميلان مع الريح حيثما مالت. محرج جداً لهذه الكتلة أن تفتعل في كل يوم أزمة مع أنها لم تربح ولا واحدة من هذه الأزمات الكثيرة، محرج لها مطالبتها رئيس الوزراء بأن تشاركه إدارة الملف الأمني قبل أن تنتهي التحقيقات الجارية مع أحد أكبر قادتها المتهمين بأكثر ملفات الإرهاب وحشية في العراق، خاصَّة وأن هذا القائد كان من ضمن مرشحيها لحقيبة وزارة الدفاع!!!
محرج جداً للتيار الصدري أن يلوّح بملف سوء الخدمات بوجه الحكومة، خلال حملة سحب الثقة، وهو يدير وزارة الإسكان ووزارة العمل والشؤون الاجتماعية ووزارة الأشغال والبلديات ووزارة التخطيط.. محرج له أن يلوّح بملف الفساد ورئيس لجنة النزاهة في مجلس النواب من أعضائه وقد توعد حال تسلمه رئاسة اللجنة بخوض حرب كبيرة على الفساد والفاسدين، لكننا إلى الآن لم نشهد ولا وقع حافر واحد من حوافر خيول هذه الحرب الموعودة.
محرج جداً للتحالف الكردستاني أن يواجه رئيس الوزراء بتهمة الاستبداد والتفرد بالقرار، وحكومة أربيل في طريقها لأن تتحول إلى حكومة عائلة، محرج جداً لهذا التحالف أن يواجه الحكومة الاتحادية بملف الفساد مع أنه متهم بتهريب النفط ومن قبل قادة كبار من كتلة التغيير، الكردستانية، ممن أعلنوا مراراً أن هذا التهريب لا يحتاج لوثائق لأنه علني وسافر، وأنهم طالبوا الحكومة ومن داخل برلمان الإقليم بالكشف عن مصير أموال هذا النفط المهرب دون أن يتلقوا جواباً مقنعاً.
أخيراً محرج جداً لهذا التحالف، ولنا أيضاً، أنه يهدد الحكومة باستجوابها في البرلمان، إذ الجميع يعلم بأن مثل هذا الاستجواب من شأنه أن يفضح جرائم يحرص الجميع على التستر عليها، ثم من سيجرؤ على مواجهة المالكي في جلسة الاستجواب، والجميع يعلم بأنه يحتفظ لكل جبين بلطخة مناسبة وفاضحة؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - افضحهم
حسين عباس ( 2012 / 6 / 23 - 11:56 )
افضحهم واكشفهم كما كشفت زيف اوثان القديسين واخرج اسراراهم واهتكها كما هتكت اسرار المتخلفين


2 - ما عاد الجميع يتحرجون
عبدالرزاق السويراوي ( 2012 / 6 / 23 - 13:24 )
إحتمالات مواجهة الحرج لدى الجميع ربما لم يحسب لها أيّ حساب .. كونهم يتبنون معظم قراراتهم إعتمادا على ردود الفعل الآنية التي يتوهمون أو بالأحرى يراهنون على حصولها ... أمّا في ما يختص بالفضح الوثائقي الذي ربما سيلجأ إليه الجميع كلا يحاول إسقاط الآخر من خلاله فيندرج ايضا ضمن الفوضى التي تعصف بالجميع بحيث باتوا لا يتحرجون من شر الغسيل امام الشعب وإنْ كان معظم ما بحوزتهم من ملفات ( سوداء ) يعرف العراقيون خطوطها الرئيسة ...


3 - الى متى ........؟؟؟؟؟
حسين خلف حمزة ( 2012 / 6 / 23 - 14:48 )
للاسف انه ليس هناك امل في انقاذ هذا البلد وحقيقة المشكلة ليست التحالف او التيار او علاوي والمالكي بل هو الشعب الذي يتحكم به هؤلاء فهم مادة الفناء وسبب التفرق والتزندق والتجهيل!!! الى متى تبقى صراعات حكومة ورجال دولة يعيثون بالعراق فسادا-ويزيدون من همومنا ومشاكلنا التي تنتهي ابدا- واصبحو حملا- زائدا- لايحتمل عجيب ان يكون رئيس وزراء العراق يحمل ملفاته تحت ابطه ليردع من تسول له نفسه المساس بكرسي حكمه الذي اتنبئ به انه لن يتزحح منه ابدا- مادمنا تتقاذفنا تيارات التخلف والجهل والرجعية والاحزاب الدينية واللااخلاقية من هو المالكي ومن مقتدى ؟اليسا كلاهما قذفتهم رحم واحدة وغذاهم ثدي واحد وهاهم يتعاطون مايسمى خطا- سياسة وكأنه جدل في مدارس النجف عن الشمس هل هي من المطهرات ام لا!!!والواضح والذي لالبس فيه بأن العراق أيل للسقوط واقصد به النهاية الموجعة والمحزنةولن تقوم له قائمة ولن يبقى فيه حجرا- على حجر ولن يكون هناك ضوء في نهاية النفق لانهم سيهدمون حتى هذا النفق وسيأكلون الحجر والشجر ويشربوا ماءه كمااحتسو دمائنا قطرة باثرقطرة ثم يعودا الى حيث تشتري لهم اموال المهتوكين ديارا- وضياع...


4 - شكرا اصدقائي
سعدون محسن ضمد ( 2012 / 6 / 23 - 16:10 )
اصدقائي حسين عباس وعبد الرزاق السويراوي، ممتن لمروركما وتعليقكما، خالص تحياتي


5 - هي نكطه
ليث العراقي ( 2012 / 6 / 23 - 18:18 )
العزيز سعدون .. مع كل الأحترام لجوانب الحرج الذي رصدته بكل موضوعية !! إلا أني إجد فيه ما يكشف عوراتهم ويفند كل مدعياتهم الوطنية !!على الرغم من قناعتي بعدم حرجهم ؟ وبإنتهاء ألأزمة الحاية بتوافق يحفظ ماتبقى لهم من ماء الوجه ويستر المتبقي من هول فضائحهم بحق الوطن والمواطن الذي لازالو يمتهنون مأساته لتحقيق غاياتهم


6 - مجرج جدا ولكن ليس كما تراه
laith ( 2012 / 6 / 24 - 06:12 )
كل ماقلته هو دفاع عن المالكي..لماذا لا تقول انه محرج جدا ان يقوم المالكي باستخدام اجهزه الدوله الامنيه لاصطياد خصومه السياسين في مسرحيات هزيله لايصدقها حتى المجنون..اليس هذا احراجا للديمقراطيه وللمنجزات التي انت سعيد كل السعاده بها؟؟ اليس محرجا جدا وانت تنظر الى قناه العراقيه التي اصبحت والله اكثر سخفا مما كانت عليه في زمن صدام وهي تمجد بالمالكي ليل نهار وتنشر لنا مقولات اعضاء دوله القانون بالسبتايتل وبالمقابلات وكانهم اعضاء في مجلس قياده الثوره؟ الاتشعر عندها بالحرج؟ الاتشعر بالحرج عندما قام المالكي برمي رئيس مفوضيه الانتخابات بالسجن واستهدافه للمفوضيه بسبب رفضها الانصياع له؟ الا تكون ديمقراطيتك في خطر لو سيطر المالكي على المفوضيه؟ الا تشعر بالحرج وانت ترى ان المالكي يرفض اقامه فيدراليه في ديالى وصلاح الدين ويهدد تلك المحافضات بالويل والثبور بل ويحتل مجالس تلك المحافضات بمساعده المليشيات لانهم طالبو بحقهم (الديمقراطي)؟ طبعا هناك المزيد من الاحراجات ولكن قد لاتعني لك شيء ولاتريد ان تراها مادام المالكي قد اذل واهان طائفة اخرى تراها انت وغيرك طائفه لاتستحق الحياه


7 - طارق الهاشمي و الفكر الجهنمي
laith ( 2012 / 6 / 24 - 06:26 )
سعدون ضمد يقول (كيف تشارك العراقيه في الملف الامني وطارق الهاشمي متهم بالارهاب) !!! وهذا هو بالضبط مااراده المالكي ورهطه من تلك ا لمسرحيه وبعدها مسرحيه ليث الدليمي.الهدف من تلك المسرحيات هو تصوير العراقيه على انها مشاركه او هي اصل الارهاب لكي يجدوا الحجج والاسباب لحرامنها من حقوقها التي وقع عليها المالكي في اربيل..القائمه العراقيه تمثل من انتخبها ياسيد وهي اكثر من اربع محافظات تعيش الان تحت سطوه وحوش جيش المالكي الطائفيه التي تعتقل وتقتل وتذل وتهين كل يوم ابناء تلك المحاظات بوازع طائفي مقيت ,,لقد نسيت ان هؤلاء هم من ضحوا بدامائهم لمحاربه الارهاب الذي قتل اولادهم اكثر مما قتل من الاخرين..ثلاث اخوه لطارق الهاشمي كانو ضحيه الارهاب.طارق الهاشمي هذا المغفل الذي صدق ان هناك ديمقراطيه ومشاركه مع مصاصي الدماء من امثال المالكي.طارق الهاشمي انتخبه اكثر من 150 الف شخص في بغداد ومعنى هذا انه يمثل مكون كامل في بغداد.ياتي المالكي بتلك ا لمسرحيه كي يقول لمن انتخبه انكم ارهابيون ولم يعد لكم مكان في العاصمه


8 - محسن ضمد والطائفيه المقنعه
laith ( 2012 / 6 / 24 - 06:36 )
يحاول محسن ضمد دائما ان يصور نفسه على انه علماني ديمقراطي متمدن ومحاور محايد يجيد فن فهم الاخرين.ولكن مشكلته في طائفيته الكامنه في اعماقه والتي اكتسبها على مر السنين.فهو وان خرج من نظام الدين فهو لايصلي ولايتمسك بمنهج وهو ايضا من المشككين في اصل الدين وصدقيته.رغم كل ذلك فهو مايزال يحمل الغيض والبغض والكره وحتى العدائيه لاتباع المذهب الاخر ,انا متاكد لو ان حرب طائفيه اندلعت لحمل ضمد سلاحه وحارب وقتل دون ان يعرف لماذا يحارب ومن يقتل وانه مستعد ان يصدق شخصا يدعي انه المهدي لو قام هذا الشخص بقتل 70 الف من اعداء المذهب في يوم واحد كما تصفه الروايات,تلك الروايات التي يضحك عليها ضمد في الصباح وينام على نشوتها في المساء


9 - تحياتي
سعدون محسن ضمد ( 2012 / 6 / 24 - 10:10 )
الاصدقاء حسين خلف حمزة، ليث العراقي، شكرا على المرور العبق، تحية من القلب


10 - مع الاسف
اشو ( 2012 / 7 / 14 - 12:47 )
مع الاسف يقال هذا التعليق السخيف جدا على سعدون من قبل شخص مثل ليث الذي لااعرف لماذا لم يذكر اسمه صراحت تقول هذا وانت لم تعرف من هو سعدون محسن انه علم من اعلام العراق انه انسان مثقف وراقي وحساس انتبه لكلامك فاني لم اقبل ان يقال حرف عن سعدون محسن عراقي الاصيل


11 - وماخفي كان اعظم
لؤي العطواني ( 2012 / 7 / 27 - 04:54 )
مع الاسف ان تعليقات بعض الاخوه هي مشخصنه ..ياريت لو يستهدف نقدكم وتعليقكم مضمون وفكرة المقال وليس شخص كاتب المقال. ماتفضل به الاخ الكاتب هو واقع حال السياسه في العراق وما خفي كان اعظم

اخر الافلام

.. هل تمنح المحكمة العليا الأمريكية الحصانة القضائية لترامب؟


.. رصيف غزة العائم.. المواصفات والمهام | #الظهيرة




.. القوات الأميركية تبدأ تشييد رصيف بحري عائم قبالة ساحل غزة |


.. أمريكا.. ربط طلاب جامعة نورث وسترن أذرعهم لحماية خيامهم من ا




.. مشاهد من آثار الدمار جراء قصف مبنى تابع للصليب الأحمر في وسط