الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بيان الحزب الاشتراكي بعد إعلان مرسي رئيسًا

الحزب الاشتراكي المصري

2012 / 6 / 24
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


رئيس للوطن أم أداة للمرشد والجماعة

بعد صدور نتيجة الانتخابات الرئاسية بفوز مرشح جماعة الإخوان المسلمين المتحالفة مع جماعات السلفيين والإرهابيين في الجماعة الإسلامية وتنظيم الجهاد.. يعلن الحزب الاشتراكي المصري عزمه على الاستمرار في النضال من أجل استكمال وإنقاذ مهام الثورة المصرية المجيدة في وجه هيمنة التيارات المتاجرة بالدين، وفي الوقت نفسه من أجل منع فلول نظام مبارك وجنرالاته من التشبث بمفاصل الدولة..

لم يكن باستطاعة مرسي أن يتقلد هذا المنصب الرفيع ما لم يكن منافسه أحد رموز النظام البائد وعلى هذا القدر من العداء للثورة.. ولم يكن بإمكانه أن ينجح دون هذا الإنفاق الهائل بآلاف الملايين من الجنيهات التي أغدقها حكام وأثرياء الخليج علي جماعة الإخوان والسلفيين، وهو المال السياسي غير الشرعي الذي أنفق ببذخ على الدعاية والرشاوى الانتخابية.. وبدون السماح بقيام أحزاب سياسية طائفية مارست الدعاية الانتخابية علنًا في أماكن العبادة.. بل إن جماعة الإخوان المسلمين نفسها لا تتمتع بأي وضع شرعي ولا يعرف شيء عن عضويتها أو ماليتها.. ناهيك عن عمليات التزوير المادي الواسعة التي تقدر بملايين من الأصوات الانتخابية.

من المؤكد أن الإخوان قد التحقوا بالثورة بعد انتصارها كي يغادروا صفوفها منذ الأيام الأولى ليتفاوضوا مع أركان النظام القديم والمجلس العسكري ويتواطئوا معهم ضد الثورة.. ومن المعلوم للكافة أن التيارات السلفية قد أعلنت عداءها العلني للثورة.. وليس بإمكان أولئك أو هؤلاء أن يدعوا انتماءهم للثورة فهم في الصفوف الأولى لمن ناصبوها العداء وتآمروا عليها في السر والعلن..

وقد لعب المجلس العسكري دورًا بالغ الوضوح في مساعدة جماعة الإخوان والسلفيين ومن لف لفهم للحصول على كل هذه المكاسب، ومكنهم من الاستيلاء على مجلسي الشعب والشورى باستخدام كل الأساليب غير المشروعة من أموال الخليج وتكفير المعارضين وإثارة النعرات الطائفية والمذهبية. فقد حرص المجلس العسكري على ألا تتخذ الثورة أبعادًا اجتماعية أكثر جذرية وتضرب في الصميم نظام الحكم الرأسمالي الاستغلالي الفاسد والتابع.. فبرامج التيارات المتاجرة بالدين لا تشكل أي خطر على جوهر النظام القائم، وإنما تُدخل فحسب بعض التعديلات على توزيع المغانم السياسية والاقتصادية بين الفئات الطبقية المتحكمة..

كما يجيء مرسي مدعومًا بتدخلات أمريكية مكشوفة بعد أن أخذت الإدارة الأمريكية من الإخوان والسلفيين كل التطمينات المطلوبة لحماية المصالح الأمريكية وأمن إسرائيل ودعم نظم الخليج العميلة وإبداء الاستعداد في الانخراط في صراع مذهبي في المنطقة تخطط له الولايات المتحدة..
كذلك يبدو جليا أن نحو نصف الأصوات التي حصل عليها مرسي لا تنتمي للتيارات المتاجرة بالدين، وإنما تنتمي لبعض القوى المدنية الديمقراطية التي انحازت في اللحظات الأخيرة لمعسكر مرسي ضد معسكر فلول نظام مبارك والانقلاب الذي نفذه العسكر مؤخرًا، رغم أن مرسي لم يقدموا سوى وعود لفظية بالانضمام لقوى الثورة.

ورغم أن المجلس العسكري قد سحب من مرسي الكثير من الصلاحيات وأوراق قوته، فإنه من المحتمل جدًا أن يتوصل الطرفان إلى اتفاقات وصفقات تضمن للإخوان الهيمنة مقابل الخروج الآمن للجنرالات والاحتفاظ للمؤسسة العسكرية بوضعيتها الخاصة المعروفة.
وإدراكًا من الحزب الاشتراكي المصري لكل هذه الحقائق.. يدعو كل القوى الثورية الأصيلة إلى مراجعة المسيرة الثورية بكل ما ارتكب فيها من أخطاء.. وأن تعمل على رص صفوفها سريعًا على أساس من أن كلاً من المتاجرين بالدين والعسكر هما جناحان للقوى المضادة للثورة والمتآمرة عليها..

إننا لم نشترك جميعًا في ثورة 25 يناير كي يحكمنا مرسي وبديع والشاطر والكتاتني..الخ جماعة المليونيرات المتاجرين بالدين.. ولا بد من الاعتراف بأن مرحلة من مراحل الثورة قد انتهت ونحن على مشارف مرحلة جديدة من الثورة ستكون أكثر صعوبة من حيث التضحيات، ولكن أعداءنا وأعداء الثورة أصبحوا أكثر وضوحًا وافتضاحًا..

نتعهد لجماهير الشعب المصري وطلائعه المناضلة بمواصلة الثورة, وأننا سنبذل كل ما بوسعنا من جهد من أجل تطوير الثورة السياسية إلى ثورة اجتماعية شاملة وعميقة.. وندعو كل أبناء الأمة من الطبقات الشعبية والمتوسطة كي تنضم إلينا في النضال من أجل إنجاز المهام التالية في الأمد القصير:

- الحفاظ على مدنية الدولة المصرية ومقاومة المحاولات الشرسة للظلاميين الذين يريدون إعادة مصر إلى عصور الجهالة والانحطاط، وبعث الفتن الطائفية والقضاء على حقوق المواطنة المتساوية، ومحاربة الإبداع والفكر الحر، واضطهاد المرأة وغيرها من الفئات الاجتماعية المستضعفة.
- تشكيل هيئة لصياغة دستور جديد، حضاري وديمقراطي، تتصف بتمثيل كل قطاعات الشعب، وإتاحة حوار مجتمعي واسع حول الدستور.
- انتزاع أوسع الحريات الديمقراطية في التجمع والتظاهر والإضراب وإنشاء الأحزاب والنقابات والجمعيات.
- مقاومة كل الدعايات الطائفية والاتجار بالدين في السياسة، وعدم التفرقة في الحقوق والواجبات بين المصريين.
- إنجاز المطالب الاجتماعية العاجلة من السيطرة على الأسعار وضبط الأسواق والإبقاء على دعم السلع والخدمات الضرورية والطاقة ورفع الحد الأدنى للأجور والتطبيق الفوري للحد الأقصى، مع ضمان أوسع مشاركة مجتمعية في إعداد الموازنة العامة للدولة.
- تطهير وإعادة هيكلة مؤسسات القضاء والشرطة والإعلام، ووضع المؤسسة العسكرية تحت رقابة شعبية مستحقة.
- استعادة أموال مصر المنهوبة، سواء المهربة للخارج أم المسروقة في عمليات الخصخصة الفاسدة، وعقد محاكمات ثورية ناجزة للكوادر العليا والوسطى في نظام مبارك.
- حماية حدود مصر، والحفاظ على استقلال قرارها السياسي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - موقف غير طبقي
مازن كم الماز ( 2012 / 6 / 24 - 21:38 )
الرفاق في الحزب الاشتراكي , إذا كنا ننتقد الاشتراكيين الثوريين بسبب موقفهم التابع للإخوان في المعركة ضد ديكتاتورية العسكر فإن النقد المستحق لموقفكم هنا هو الطبيعة الليبرالية غير الطبقية لمطالبكم في مواجهة احتمالات الدولة الثيوقراطية الدينية الإخوانية و ربما ديكتاتوريتهم الثيوقراطية الدينية و الاكتفاء ببعض المطالب الإصلاحية المتواضعة فيما يخص العمال و الكادحين و المضطهدين


2 - تحياتي للأستاذ مازن
مصطفى مجدي الجمال ( 2012 / 6 / 24 - 22:09 )
شكرا لاهتمامك.. كنت أتمنى لو لاحظت أن المهام المذكورة في نهاية البيان منصوص على أنها مهام في -الأمد القصير-.. ومن ثم فإنها لن ترضي بالطبع من يمسكون بمسطرة -استراتيجية-.. كما أننا نتصور المهام في الأمد القصير من زاوية إضافية غير زاوية الزمن.. ألا وهي الزاوية المرتبطة بالقدرة على التنفيذ.. ومن ثم فهي مهام تنفيذية أكثر من كونها -شعارات دعائية-.. تحياتي


3 - من أجل خيار ثالث شعبي ضد العسكر و الإخوان
مازن كم الماز ( 2012 / 6 / 25 - 11:18 )
القضية رفيق ليست في شعارات دعائية أو قابلة للتنفيذ,بل كما أزعم في التأكيد على حقيقة تناقض مصالح غالبية الشعب المصري مع مصالح البرجوازية المصرية بشقيها المتنافسين العسكري و الإخواني.الأمر الذي يجب أن يتبلور في محاولات خلق بديل شعبي حقيقي عن كلا البرجوازيتين قد يكون اليسار هو حفازه و أحد عوامل خلقه نحو تنظيم هذه الجماهير بشكل حر و ذاتي مستقل عن الطبقات السائدة و تنظيم الإنتاج و الملكية لصالح هذه الطبقات .لقد انتزع المنتجون حقهم في النضال من أجل مطالب معيشية لكنهم يتعلمون بسرعة في مواجهة النظام ككل محدودية هذه النضالات هذه عملية موضوعية يمكن المساهمة فيها.أما بالنسبة لليسار فإما أن يكون مستقلا عن القوى الطبقية المستغلة و مندمجا بالطبقات المضطهدة أو العكس,و إذا كنا ننتقد عن حق كما أزعم الاشتراكيون الثوريون لتبعيتهم للشق الإخواني من البرجوازية أعتقد أنه علينا جميعا أن نحتفظ كذلك باستقلاليتنا عن الشق الليبرالي من تلك البرجوازية, صدقني رفيق هذا ليس وقت تسجيل نقاط على بعض و أنت تعرف أني لا أعترف بتابوهات فكرية ستالينية أمام أي مواقف و مقاربات سياسية جديدة بشكل جذري , هذه كلمات رفاقية فقط


4 - نحن في سوريا نواجه نفس المعضلة
مازن كم الماز ( 2012 / 6 / 25 - 11:26 )
نفس المعضلة في الاختيار بين ديكتاتورية الأسد الوحشية و بين مشروع دولة ثيوقراطية دينية , و يمارس الجميع الابتزاز على الجماهير و الناشطين , بين الاتهامات بدعم الديكتاتورية القذرة للأسد بمجرد انتقاد أية ممارسات غريبة عن ثورة شعبية كالثورة السورية مثل تطييف الصراع و عسكرته و بين الاتهامات بالوقوف مع إسلام سياسي جهادي يحاول أن يختطف الثورة السورية بدعم إقليمي قوي جدا و بدعم غير مباشر من الديكتاتور نفسه بدفعه نحو تحويل الثورة إلى صراع طائفي و مناطقي -دفاعا عن علمانية النظام- بينما ندافع نحن عن علمانية تحررية كجزء من عملية و صيرورة تحرر و انعتاق البشر من كل اضطهاد و استغلال .. في مواجهة هذا الاستقطاب المزيف ليس أمامنا إلا أن ندافع عن الثورة السورية كثورة شعبية في سبيل الحرية و العدالة الاجتماعية و الخبز و العمل


5 - لنوقد شمعة بدلا من ان نلعن الظلام
محمد جعفر ( 2012 / 6 / 25 - 14:06 )
تحية وتقدير لكم ولكل العاملين من اجل مصر حرة سعيد.ة
بعد ان القت الحكومات السابقة المأجورة بالفرد المصري بغياهب الظلمات وحاصرته بالفقر والامية وحرمته من ابسط حقوقه الانسانية مع ممارسة القتل والغاء لقياداته الوطنية التقديمة فلا بد من ان يكون البديل من نفص تلك الطبقات ولكن بجناحها الديني وه يمثل امتدادا وليس بديلا لان البديل الحقيقي هو التيار الديمقراطي التقدمي وفي ظروف كهذه يعتبر تحقيق برنامجكم المعلن انتصارا حقيقيا لشعب مصر لذا اشد على ايديكم للعمل على انجازه وعندما تختطف السلطتين التنفيذية بسبب غياب الوعي لابد ان نسعى لايجاد سلطة حيادية لضمان حرية الناس وحقوقهم اذن لابد من السعس لايجاد مؤسسة قضائية مستفلة لا تخضع لابتزاز القابضين على السلطة
ان ايقاد شمعة في ظلام خير من الدعوة الى مشروع انتحاري غير واقعي.اكرر تحياتي
مواطن عراقي

اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف