الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اشتراكية العالم العربي

حميد المصباحي

2012 / 6 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


الفكر الإشتراكي في عالمنا العربي,ظهر تاريخيا بشكل مفارق,فلم يكن وليد صراعات طبقية حادة بين الطبقة العاملة وخصومها الإقتصاديين,الذين تنحاز لهم الدولة,بل كان نتيجة انبهار النخبة العربية بفكرة العدالة,التي اعتبرتها مطلبا يمكن أن يتجمع حوله العاطلون والفقراء,والفلاحون والمتضررون من اختيارات الدول التي ظهرت بعد استقلال الدول العربية,والتي لم تحقق ما طمح له رجالات المقاومة,سياسيا الإستقلال عن القوى الإستعمارية,اقتصاديا تحقيق ما يضمن تنمية الوطن وخصوصا المناطق المهمشة,والتي كانت بفعل بعدها عن المراكز الحضرية,بؤرة لبداية المقاومة المسلحة,والتي أرغمت على التخلص من أسلحتها والإنخراط في النضال المدني,الذي تزعمه رجالات المدن,وتجارها,فاعتبر بمثابة التحرير والإستقلال,من هنا كانت حركات اليسار التاريخية,تحمل في طياتها بوادر الصراعات والتقاطبات بين المراكز المدنية,والضواحي المهمشة في المحيط البعيد عن القرارات السياسية
كما أن رهانات الثورة لديها,ظلت
تتجاذبها مؤسستان,واحدة عسكرية,انتهت بها إلى خلق طغمة عسكرية,تسيست بتحالفها مع يسار اشتراكي تبنى القومية,ليلعب على شعور الشعوب العربية,التي ارتبطت وجدانيا بالقضية الفلسطينية,والتي بها اكتسب هذا التحالف شرعية الشارع,ولم يحارب بها,بل اكتفى بالتهديد بها,وحتى الحروب التي خاضها,انهزم فيها,أو انتصر شبه انتصار فيها ضد إسرائيل,أما المؤسسة الثانية,فهي فعالية المجتمعات المدنية,التي انجذب إليها اليسار العربي,بناء على مقولة أن الثورة السياسية لاتحقق أهدافها إلا إن كانت مدعومة بالهيمنة الإيديولوجية,والتأزيم الإقتصادي للبرجوازية العربية المتعفنة,فاستمر الإستعداد لحد الإنتظارية,التي انتهت إلى اشتراكية إصلاحية,سميت بالإشتراكية الديمقراطية,التي سمحت لليسار العربي بالإنخراط في اللعبة الإنتخابية,التي بها تحول الكثير من اليساريين العرب,إلى عرابين للبرجوازية,التي طالما واجهوها إيديولوجيا,وساهموا في إصلاح بعض أعطابها سياسيا,من منطلق الوطنية,أو القومية,أو حتى خلق البرجوازية الوطنية,التي تخلق الثروات,وتتقوى بها الطبقة العاملة,وتكتسب وعيها الثوري بمواجهة البورجوازية ,لكن هذا لاينفي أن العالم العربي,عرف حركات شيوعية راديكالية,وصلت بنضالها حد حمل السلاح في وجوه الأنظمة الحاكمة,وخاضت صراعات قوية,ولم تنهزم إلا بفعل ظهور اشتراكيين ديمقراطيين,اعتقدوا بإمكانية الحكم بالإحتكام إلى آليات انتخابية شفافة,فاقتنع الكثير من الشيوعيين في العالم العربي بهذا الخيار,لكن مواقفهم بقيت قوية رغم الإنهاك والسجون.
بذلك,أعتقد أن قسما من الإشتراكية العربية,تبنى الإشتراكية كفكر تحريضي,لم تكن غايته تغيير الأنظمة,بل فقط تخويفها,لانتزاع مكاسب سياسية,ومراكمة رأسمال رمزي,يتحول إلى قوة اجتماعية وحظوة سياسية,بها يتحقق ما أسماه كارل ماركس,بالتسلق الطبقي,أو ريع سياسي,ينتهي بالتقرب من مالكي القرار,لقضاء حاجات فيها الفردي والقبلي وحتى العائلي,فغدت أحزاب اليسار,تكتلات مصلحية,تحقق بالسياسة لأتباعها ما عجزوا عن تحقيقه اقتصاديا,بالكد والعمل,باستثناء حركات قليلة,اختفت أو كادت عن حقل المجابهة السياسية المباشرة,بفعل صعوبة العودة إلى حقل الصراعات الطبقية,وظهور خيارات مغايرة بعد انهيار الإتحاد السوفياتي,الذي لم يكن السبب الوحيد,بل هناك أولا الأسباب السالفة الذكر.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - اشتراكية العالم العربي ام ليبراليته؟
محمد هالي ( 2012 / 6 / 27 - 18:04 )
انظر المقال المنشور في الحوار المتمدن

اخر الافلام

.. انتخابات إيران الرئاسية: خامنئي يحث الناخبين على التصويت في


.. الحكومة الجديدة في مصر تؤدي اليمين الدستورية • فرانس 24




.. الانتخابات النيابية الفرنسية: نتائج الجولة الأولى في ميزان ا


.. مقتل قيادي بارز في حزب الله بغارة إسرائيلية استهدفت سيارته ب




.. #مصر.. إغلاق مبكر للمحال التجارية عند العاشرة مساء #سوشال_سك