الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التعايش مع أهل البعث...!؟

جهاد نصره

2012 / 6 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


صار بالإمكان اليوم بعد تشكيل الحكومة السورية على هذا النحو والتي يمكن اعتبارها تتويجاً مرحلياً لمسار العملية السياسية التي اضطرت سلطة الاستبداد والفساد لإطلاقها بعد أن حلَّت بالوطن نكبة حقيقية،الجهر بدواعي اليأس والتشاؤم والإحباط كما الجهر بحقيقة استحالة استمرار التعايش السياسي مع قيادات البعث المحنَّطة كما كان عليه الحال في العقود الخمسة الماضية..! ونحن نعطي هذه الأهمية لمسألة تشكيل الحكومة من واقع أنها تؤكد المؤكد لقد قدمت قيادة البعث الدليل تلو الدليل منذ بداية النكبة على أنها عاجزة عن استخلاص الدروس أو في أحسن الأحوال لا تريد فعل ذلك فهذه القيادة لا تزال حتى اليوم تتغنى بمليونية الحزب الذي لم يظهر له أثر في معظم المدن الملتهبة..! وهذه القيادة التي أعلنت مراراً أنها لن تحاور سوى المعارضين ( الشرفاء ) ألحقت من تسميهم معارضين ( شرفاء ) بالحكومة بحيث لم يعد هناك من تحاوره بعد أن صار هؤلاء شركاء في الحكم والأدهى أنها أسندت الوزارة الجديدة التي أسمتها وزارة المصالحة الوطنية إلى سياسي منشق عن حزبه ويحتاج لمن يصالحه مع حزبه قبل انشغاله بقضية المصالحة على مستوى الوطن...!؟
لقد بدأت العملية السياسية من خلال دعوة بعض الفعاليات إلى جلسة حوار وطني لم تتكرر نظراً لانكشاف شكليتها وابتذالها.. ومن ثم جاءت محطة انتخابات الإدارة المحلية فكانت هزلية وفق كل المعايير المعروفة.. وتلا ذلك محطة انتخابات مجلس الشعب الصورية التي وضعت النقاط على الحروف وتبين أن خطوة الاستفتاء على الدستور الجديد أريد منها قطع الطريق على مسألة الاستحقاقات النوعية التي فرضت الأزمة العميقة حتمية مواجهتها..!؟
ومن ثم صار بالإمكان اليوم الجهر بأن السلطة إذا ما انتصرت على خصومها فإنما سيعني ذلك العودة إلى حالة التعايش السياسي القسري التي كانت قائمة.. وسيمثِّل هذا التعايش المتجدد انتصاراً آخر لعقلية تأجيل الأزمات أوترحيلها تماماً كما حدث في أزمة أوائل الثمانينات حين انفجرت المعركة الدموية مع الأصولية الإسلامية المتمثلة بجماعة الإخوان المسلمين وجناحها العسكري لتتأكد من جديد حقيقة افتقاد منظومة البعث العقائدية للعقلية السياسية والنظرية القادرة على تخليق الحلول الوطنية هذه المنظومة التي ثبت منذ زمن طويل انتهاء صلاحيتها إضافةً إلى أنها لم تعد تملك مقومات التجدد بعد أن نخرتها جملة الأمراض التي تتسبب بها آفة الهيمنة وفي مقدمتها الفساد...!؟
لقد كشفت وقائع العملية السياسية التي انطلقت وفق السيناريو والآليات التي ارتآها أهل البعث وأملوا من خلالها النجاح في مواجهة الكارثة التي واجهتهم على حين غرة، عن أن الهدف الأول عندهم تمثَّل بإظهار المرونة وإمكانية التكِّيف على أن يندرج ذلك في سياق عملية إعادة إنتاج سلطتهم الشائخة وقد استهلك لأجل ذلك القليل من الماكياج والكثير الكثير من الأحبار والوعود والشعارات المنعشة..!؟
ولأن المقارنة مع ما حدث في بلدان عربية أخرى ليس وارداً نظراً لموقع ودور سورية إضافة إلى تحالفاتها الإقليمية والدولية فإننا نرى أنه على الأغلب سيجد السوريون أنفسهم من جديد أمام حالة التعايش السياسي الملزم وفق منظور وآليات قيادة البعث وخبرة أهل البعث في الترويض والترهيب والترغيب كبيرة بل وقياسية الأمر الذي يكفل الإيفاء بمتطلبات هذه الحالة الانتكاسية...!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. -غادرنا القطاع بالدموع-.. طبيب أمريكي يروي لشبكتنا تجربته في


.. مكتب نتنياهو: الحرب لن تنتهي إلا بعد القضاء على قدرات حماس ع




.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالًا هاتفيًا من نظيره الأميرك


.. حرب غزة: بنود الخطة الإسرائيلية




.. الجيش الأميركي: الحوثيون أطلقوا صاروخين ومسيّرات من اليمن |