الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


إيران و الفصل الحاسم من مسرحية العراق الجديد

نزار جاف

2005 / 2 / 8
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عبر مختلف العصور التأريخية حاولت إيران أن يکون لها دور بارز في المناطق التي تطل عليها وعلى وجه الخصوص العراق التي کانت دوما تحتل موقعا بارزا في الاستراتيجية الايرانية . وهذا الاصل التأريخي للقضية يمنحها نوعا من العمق قد يجنح أحيانا نحو أبعادا معنوية إستغلتها العقلية السياسية الايرانية لتحقيق مطامحها الخاصة . ولعل إستثمارها لعاملي العرق و المذهب لدى کورد و شيعة العراق يبينان بوضوح مانلمح إليه ، إذ أن إيران الشاهنشاهية حاولت عبر الشاهنشاه الذي کان يتخذ لنفسه صفة " آريامهر" وتعني " ملک الآريين " أن تکبت الحس القومي للکورد المتواجدين في إيران و نفس الوقت کانت ترمي الى کسب ود و تأيد الکورد المتواجدين في العراق وذلک باللعب على وتر الاصل العرقي الواحد للفرس و الکورد . أما مافعلته الدولة الصفوية الشيعية بالامس و ماتفعله إيران " ولاية الفقيه " اليوم بخصوص شيعة العراق فهو لايخرج إطلاقا من دائرة المطامح الاستراتيجية لهذه الدولة . وقد کان تبنيها للمعارضة العراقية ولاسيما للفصيلين الشيعي و الکوردي موجها على هذا الاساس ، وحتى إنها قد إستغلت المقاتلين الکورد في حربها ضد النظام البعثي ببغداد في محاور الغرب وإستفادت منهم بذکاء للدخول في بعض المحاور الاستراتيجية في کوردستان والتي دفع الکورد فيما بعد ضريبة باهضة عليها تجلت في عمليتي القصف الکيمياوي لحلبجة و الانفال السيئتي الصيت . أما لعبها على الوتر المذهبي فقد حفز النظام البعثي " الطائفي أساسا " على المزيد من الفتک بالشيعة و هضم حقوقهم ودفعهم الى زوايا ضيقة جدا . وبعد حرب عاصفة الصحراء وماتبعتها من نشوء منطقة "No fly zone" في کوردستان وتکون منطقة نفوذ کوردية مدعومة من الغرب ، بدأت السياسة الايرانية تتخذ بعدا جديدا للحد من منطقة النفوذ هذه ، وقد کان إشتراکها في محور " أنقرة ـ دمشق ـ طهران " والاجتماعات الدورية التي کانت تعقد بشکل دوري في العواصم الثلاث يصب أساسا في دائرة القلق الايراني من " سکينة الخاصرة الکوردية " التي زرعها الغرب " أمريکا خصوصا" على حدودها الغربية المنفتحة والمتصلة معنويا و عرقيا بکوردستان العراق . ولعل إشتراکها وتنسيقها المفضوحين مع أنقرة فيما يتعلق بالحرب الداخلية التي دارت رحاها بين الفصيلين الکورديين الرئيسيين لردح من الزمن کان يعکس أساسا الموقف الحقيقي لطهران من التجربة السياسية الکوردية الجديدة في کوردستان . ناهيک أن دعمها اللامحدود لنشوء أحزاب إسلامية کوردية و تبنيها المادي لبعض من الاحزاب القومية الکوردية يدخلان أيضا في ذات السياق . وقد کان موقفها من الانتخابات العراقية التي جرت أواخر الشهر المنصرم ، غير واضح المعالم رغم التصريحات التي کانت تطلق من قبل مسؤليها حول دعمها لها . وقد کان لتسرب وثيقة سياسية خطيرة صادرة عن أعلى سلطة سياسية في إيران حول تواجد و إستقرار أعدادا من القوات الامنية الايرانية في العراق و إنتظارها الاوامر مع جهات سياسية " عراقية " أخرى للعب أدوارها في مايشبه عملية " إنقلاب عسکري " فيما لو کانت نتائج الانتخابات " في غير صالح الاسلام " کما جاء في الوثيقة يؤکد ضلوع الجهات الرسمية الايرانية بما هو أکثر و أکبر من مجرد ما يسمى بالتدخل في الشؤون الداخلية . ونستطيع أن نضع تصويت بعض القوى الاسلامية و القومية الکوردية لحزب" التجمع الاسلامي " المحسوب على طهران في نفس المضمار رغم أن تلک القوى هي بالاساس منضوية في قائمة " التحالف الکوردستاني " وقد کان لتسرب نبأ هذا التلاعب الايراني بمسألة الانتخابات و کذلک ماتقوم به بعض القوى السياسية الاخرى المحسوبة على طهران" مثل المجلس الشيعي الترکماني" من تشکيک بنزاهة الانتخابات التي جرت في کرکوک والمطالبة بإلغائها ، بداية لقلق الشارع الکوردي من الدور الايراني المتعاظم لافي کوردستان و إنما في عموم العراق . ولو أضفنا القلق الترکي المتزايد من العملية السياسية الجارية في العراق وخصوصا مايتعلق بالشأن الکوردي لوجدنا إلتقاءا و إتفاقا إيرانيا ترکيا على القضية من حيث المبدأ و الاختلاف في التفاصيل . لکن هذا التسارع الايراني للعب کل أوراقها دفعة واحدة في الروليت العراقية له مايبرره . إذ أن غالبية المراقبين و المحللين السياسين يميلون الى أمن سياسة العصا ستکون هي الغالبة على السياسة الامريکية للإدارة الجديدة للرئيس بوش فيما يخص إيران ولعل الشد الاوربي الاخير في الملف النووي الايراني و ماأعقبه من تصريحات قوية لبوش بشأن إيران ، هي خطوة ذات مغزى ليس من الصعب تفسير أبعدها المستقبلية .

کاتب و صحفي کوردي
مقيم في المانيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتماع مصري إسرائيلي أميركي مرتقب بشأن إعادة فتح معبر رفح| #


.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية لسكاي نيوز عربية: الكرة الآن




.. رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن أن نتنياهو سيلقي كلمة أمام ال


.. أربعة عشر متنافسا للوصرل إلى كرسي الرئاسة الإيرانية| #غرفة_ا




.. روسيا تواصل تقدمها على جبهة خاركيف وقد فقدت أوكرانيا أكثر من