الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مساهمة فى نقاش وحدة الشيوعيين الماويين فى تونس وحدة ثورية

ناظم الماوي

2012 / 6 / 25
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


مساهمة فى نقاش وحدة الشيوعيين الماويين فى تونس وحدة ثورية
مقدّمة :
فى المدّة الأخيرة ، إطلعت على الرسالة المفتوحة التى توجّهت بها الحركة الشيوعية الماوية – تونس إلى كافة المجموعات و العناصر الشيوعية الماوية من أجل حركة شيوعية ماوية موحّدة. و لا شكّ أن المسألة المطروحة فى منتهي الأهمّية و بغية المساهمة فى هذا النقاش مساهمة أوّلية كتبت هذه الفقرات.
1- إنجاز المهمّة المركزية أم" الحركة كلّ شيء و الهدف لا شيء" :
توصيف الحركة الشيوعية الماوية – تونس لواقع الماويين فى القطر صحيح و يعكس حقيقة موضوعية. فالتشتّت سمة ملازمة لهم منذ سنوات ما جعل تأثيرهم فى مسار الصراع الطبقي تأثيرا طفيفا ومنعدما أحيانا ؛ و جعل تقدّمهم فى إنجاز مهامهم المركزية بطيء للغاية أو يكاد يكون منعدما لدي البعض إن لم يشهد تطوّر عناصر ما أو مجموعة ما تراجعا . فى حين أنّ وحدة الماويين ضرورية للتقدّم نحو المهمة المركزية ألا وهي تأسيس الحزب الشيوعي الماوي كمركز للأسلحة الثلاثة اللازمة( إضافة إلى الحزب الشيوعي الماوي، جبهة وطنية ديمقراطية و جيش شعبي كلاهما بقيادة البروليتاريا بواسطة حزبها الشيوعي) لإنجاز الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية كجزء من الثورة البروليتارية العالمية.
" يجب أن يكون هناك حزب ثوري ما دمنا نريد الثورة. و بدون حزب ثوري ، حزب مؤسس وفق النظرية الماركسية اللينينية الثورية و طبق الأسلوب الماركسي اللينيني الثوري، تستحيل قيادة الطبقة العاملة و الجماهير العريضة من الشعب و السير بها إلى الإنتصار على الإمبريالية و عملائها. "
" قوى العالم الثورية ، إتحدي و قاومي العدوان الإمبريالي" ( نوفمبر نتشرين الثاني – 1948) ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الرابع.
فى الكلام ، قد يغمرك ماويون معينون بالجمل الرنّانة المعبّرة عن فهم و إدراك صحيحين للمهمّة المركزية الملقاة على عواتقنا و لكن فى الأفعال، هم يمارسون الوصفة التحريفية التى نقدها لينين " الحركة كلّ شيء و الهدف لا شيء". يناضلون دون رسم أهداف تصبّ فى خانة التقدّم نحو إنجاز تلك المهمّة المركزية. لا ننفى ضرورة الدعاية و التحريض الجماهيريين و لكن المشكلة فى المضمون الطبقي و إرتباطه بمهمّتنا المركزية من ناحية ،و فى العمل التنظيمي لبناء الذات الثورية من ناحية ثانية. فغالبية التحرّكات و بالشكل السائد ، حركة من أجل الحركة، حركة دون هدف ثوري، لن تخلق الكوادر الثورية و لن توجد التنظيم الثوري كخطوة نحو الحزب الشيوعي الماوي ذلك أنّ تأسيس الحزب الشيوعي الثوري له مستلزمات و يكون تتويجا لخطط ترسم إنطلاقا من متطلبات الواقع الموضوعي و الذاتي و تطبّق على الجبهات كافة ، الإقتصادية و السياسية والإيديولوجية و التنظيمية.
على كلّ عنصر و على كلّ مجموعة ماوية أن تختار بين الحركة من أجل الحركة فتسقط فى التحريفية أو تغرق فيها و بين النضال البروليتاري الواعي و المنظّم على الأصعدة جميعها و القادر وحده على دفع عجلة التاريخ إلى الأمام. و الخطوة التنظيمية الضرورية و الممكنة راهنا هي السعي بصراحة و تصميم وليس بتراخي أو مداورة إلى توحيد ما يمكن توحيده من الماويين و الماويات قصد النهوض بالمهمّة المركزية.
2- ممارسة الماركسية لا التحريفية :
ومما لا شكّ فيه أن مقولة ماو تسى تونغ الواردة فى الرسالة المفتوحة: "ممارسة الماركسية ونبذ التحريفية والعمل من أجل الوحدة و نبذ الانشقاق والتحلي بالصراحة و الاستقامة و عدم حبك المؤامرات و الدسائس." ينبغى أن تكون أساس كلّ وحدة ثورية وأساس كلّ توجّه نحو الوحدة الثورية. فمن الخطإ الوحدة مع من تبيّن أو يتبيّن أنّه يمارس التحريفية و الوحدة مع ممارسي التحريفية لن تثمر إلاّ وحدة ملغومة قابلة للتفجّر فى أية لحظة، إنّها وحدة رجعية نحن فى غنى عنها بتاتا و مطلقا.
و لا يعنى هذا أنّ الوحدة الثورية ستبنى على قاعدة الإتفاق مائة بالمائة على كافة الأمور و دون بقاء أية نقاط خلافية ثانوية يفتح الجدال حولها جدالا مبدئيا و مرّة أخرى ممارسين الماركسية و ليس التحريفية.
و إذ نشدّد على ممارسة الماركسية لا التحريفية فلأنّ ذلك هو المحوري فى مقولة ماو و " العمل من أجل الوحدة و نبذ الانشقاق والتحلي بالصراحة و الاستقامة و عدم حبك المؤامرات و الدسائس" مرتبطان وثيق الإرتباط بممارسة الماركسية و نبذ التحريفية. فالماركسيون فى التنظيم أو الحزب الثوري ، تكريسا للماركسية وللمبادئ الشيوعية " سيعملون من أجل الوحدة الثورية و يتحلون بالصراحة و الإستقامة و عدم حبك المؤامرات و الدسائس" أمّا أصحاب الأفكار التحريفية و ممارسو التحرفية فأسلوبهم فى العمل داخل الحزب و التنظيم الثوري هو العمل من أجل الإنشقاق و حبك المؤامرات و الدسائس.
و إعتماد العناصر أو المجموعات الماوية مقولة ماو تسى تونغ هذه فى تقييم نفسها و تقييم أفرادها سيساعدها على التعرّف على ذاتها و مدى ماركسيتها أو ماركسية عناصرها. فلنستخدمها بمثابة المجهر الذى يكشف دقائق الأمور و تفاصيلها بشأن مدى ماركسية العنصر أو المجموعة.
3- وحدة ثورية متجدّدة :
واهمون ، مثاليون ميتافيزيقيون ، هم الذين يتصوّرون بلوغ الوحدة دون صراع و الحفاظ على الوحدة الثورية دون صراع أيضا. إنّ إزدواج الواحد مقولة لينينة و ماوية شهيرة صارت متداولة شعبيّا فى الصين خلال الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى وهي تعبير مبسّط عن القانون الجوهري للجدلية ، قانون التناقض/ وحدة الأضداد. و مفادها أنّ كلّ شيء و ظاهرة و سيروة تنطوي على طرفي تناقض فى صراع ضمن تلك الوحدة و بتغلّب طرف أو آخر تتغيّر طبيعة الشيء أو الظاهرة أو السيرورة و المحدّد فى طبيعة هذا الشيء أو هذه الظاهرة أو السيرورة هو الطرف الرئيسي فيها . و من المعلوم أنّ الوحدة نسبية و الصراع مطلق .
و على هذا مطبقين هذا الجانب من الفهم المادي الجدلي للعالم على التنظيم الثوري أو الحزب ، نقول إنّ المجموعات الماوية الحالية تحمل فى ذاتها تناقضات و ما يحدّد طبيعتها هو الطرف الرئيسي فيها و أنّ الوحدة المرجوّة ، الوحدة الشيوعية الماوية الثورية ، ستتتضمّن تناقضات و الحفاظ على هذه الوحدة الثورية و تطويرها سيستدعى النضال الشاق لذا على الرفاق و الرفيقات التحلّى باليقظة المستمرّة و تطبيق مقولة ماو تسى تونغ التى مرّت بنا.
و من واجبنا أن نبذل قصارى الجهد لبلوغ وحدة ثورية و لكن هذا لا و لن يكفي إذ من واجبنا أيضا صيانة هذه الوحدة الثورية على قاعدة التمسّك بمضمون مقولة ماو تسى تونغ إياها و من واجبنا أيضا تطوير الخطّ الإيديولوجي و السياسي – و التنظيمي ...- بالصراع المبدئي و البحث و الدراسة و الممارسة و التنظير الثوريين فى علاقة جدلية بالواقع الموضوعي ووفق متطلّبات تطوّرنا الذاتي و تطوّر الحركة الثورية بصورة أعمّ.
و من يعتقد ان الركون إلى الوحدة القديمة فى شكل مجموعات يكفى ، يمارس الحلقية المعادية للينينية و من يعتقد أن وحدته الحالية ساكنة لا تنطوي على تناقضات و غير قابلة للإنقسام ، يسبح فى عالم الأوهام. و لا أدلّ على ذلك مما حصل و يحصل فعلا صلب غالبية المجموعات الماوية من إنقسامات و أحيانا إنشقاقات معلنة و غير معلنة. هذه حركة الواقع الموضوعي ، هذه حقيقة أنّ المادة حركة و بما أنّنا نعدّ أنفسنا شيوعيين ماويين فلنتجاوز عن وعي طبقي بروليتاري الحلقية و الوحدة القديمة نحو وحدة ثورية جديدة و متجدّدة بإتجاه بناء تنظيم ثوري و النهوض بالمهمة المركزية وتأسيس الحزب الشيوعي الماوي.
4- من معوقات الوحدة و ممارسة الماركسية لا التحريفية :
الآن أكثر من أي وقت مضى ، إمكانية الوحدة يمكن أن تتحوّل إلى وحدة فعلية . الآن و قد كشف الواقع طبيعة القوى الأصولية الدينية و زاد من كشف طبيعة الأنظمة المدّعى أنّها وطنية و أكّد مدى تهافت المفرّطين فى الإستقلالية التنظيمية و السياسية و الإيديولوجية للطبقة العاملة و المتذيلين للقوى البرجوازية بصيغة أو أخرى ، و الآن و قد توفّرت على نطاق واسع أدبيات شيوعية ماوية محلّية و عالمية ، يمكن خوض الصراع من أجل الوحدة من مستويات أرقى و على قاعدة صحّة الخطّ الإيديولوجي و السياسي المحدّد فى كلّ شيء و ممارسة الماركسية و نبذ التحريفية بكلّ ألوانها.
وقد خضنا فى هذه المسائل فى نصوص سابقة موثّقة فى نشرية " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية !"، نقتصر هنا على التذكير بمقولتين و إحالة على دراسة بعض الوثائق الماوية .
أ - بصدد طبيعة التيارات الدينية ، أصاب لينين حين قال :
" ... ينبغى أن لا يغرب عن البال بوجه خاص: ...
ضرورة النضال ضد رجال الدين و غيرهم من عناصر الرجعية و القرون الوسطى ذوى النفوذ فى البلدان المتأخّرة ؛ ... ضرورة النضال ضد الجامعة الإسلامية و ما شاكلها من التيارات التى تحاول ربط الحركة التحرّرية المناهضة للإمبريالية الأوروبية و الأمريكية بتوطيد مراكز الخانات و الإقطاعيين والشيوخ إلخ".
( لينين" مسودّة أوّلية لموضوعات فى المسألة القومية و مسألة المستعمرات" يونيو – يوليو ( حزيران –تموز) 1920.)

ب- و بصدد صفات الشيوعي النابذ للعروشية و القبلية و الزعاماتية و الإنشقاق و حبك المؤامرات و الدسائس ، نعيد عليكم – و لا يجب أن نملّ من أن نردّد مستقبلا - المقولة الماوية التى وردت فى الرسالة المفتوحة التى نناقش :
" على الشيوعي أن يكون صريحا ، صافي السريرة ، مخلصا ، عظيم الهمّة و النشاط ، يفضّل مصالح الثورة على حياته، و يخضع مصالحه الشخصية لمصالح الثورة . و عليه أن يتمسّك فى كلّ زمان و مكان بالمبادئ الصحيحة و يخوض النضال بلا كلل أو ملل ضد جميع الأفكار و الأفعال الخاطئة،و ذلك من أجل توطيد الحياة الجماعية للحزب و تعزيز الروابط بين الحزب و الجماهير. و عليه أن يهتم بالحزب و الجماهير أكثر من إهتمامه بأي فرد ، و ان يهتمّ بالآخرين أكثر من إهتمامه بنفسه. و بهذا وحده يمكن أن يعدّ شيوعيّا ".
و بخصوص طبيعة العصر و البرجوازية الوطنية و الديمقراطية الجديدة فأعداد " لا حركة شيوعية ثورية دون ماوية " تزخر بالمقالات فى هذا المضمار و من يروم الرجوع إلى المصادر الماوية فكتابات ماو تسى تونغ و بيانات الحركة الأممية الثورية متوفّرة على الأنترنت .
ت- و بصدد " من يقود من ؟" وطبيعة البرجوازية الوطنية و الأنظمة المدعى أنّها وطنية ، نشدّد على ما أثبتته تجارب طبقتنا و الصراع الطبقي عبر العالم من أنّه إن لم تقد البروليتاريا الثورة الديمقراطية الجديدة / الوطنية الديمقراطية فلن يتمّ المرور إلى الثورة الإشتراكية و ستمارس الطبقات البرجوازية مهما كانت- كمبرادورية ،وطنية أو برجوازية صغيرة- دكتاتورية برجوازية الطابع عموما ضد من؟ بالطبع ضد الشعب وضد البروليتاريا .و فى خضمّ النضال و إنجاز الثورة لا بدّ للبروليتاريا أن تخوض بكلّ ما أوتيت من جهد معركة " من يقود من؟" بمعنى ينبغى أن تكسب معركة قيادة الطبقات الأخرى : الفلاحين الفقراء و الصغار و البرجوازية الصغيرة و أيضا البرجوازية الوطنية المتذبذبة المواقف و التى قد تلتحق بالعدوّ جزئيّا أو كلّيا فى لحظة من لحظات النضال الثوري .و هي ليست يسيرة بتاتا بل قد تتخذ أحيانا شكلا دمويّا. لذا على الشيوعيين و الشيوعيات الحقيقيين أن لا يتذيّلوا لأيّة طبقات برجوازية مهما كانت و أن يخوضوا هذه المعركة التى لا مناص منها و منذ الآن و بلا هوادة فهي معركة حياة أو موت بالنسبة لنجاح الثورة و مستقبلها الإشتراكي.
فى " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984 ، نقرأ فقرة تلخص هذه المسألة تلخيصا صحيحا:
" و من أجل تتويج ثورة الديمقراطية الجديدة، يترتب على البروليتاريا أن تحافظ على دورها المستقل و أن تكون قادرة على فرض دورها القائد فى النضال الثوري وهو ما تقوم به عن طريق حزبها الماركسي - اللينيني- الماوي . و قد بينت التجربة التاريخية مرارا و تكرارا أنه حتى إذا ما إشتركت فئة من البرجوازية الوطنية فى الحركة الثورية فإنها لا تريد (ولا تستطيع ) قيادة ثورة الديمقراطية الجديدة و من البداهة إذا ألآ توصلها إلى نهايتها. كما بينت التجربة التاريخية أن "جبهة معادية للإمبريالية " ( أو " جبهة ثورية " أخرى من هذا القبيل ) لا يقودها حزب ماركسي- لينيني – ماوي لا تؤدى إلى نتيجة حتى إذا ما كانت هذه الجبهة (أو بعض القوى المكوّنة لها ) تتبنى خطا "ماركسيا" معينا أو بالأحرى ماركسيا كاذبا . و بالرغم من أن هذه التشكيلات الثورية قد قادت أحيانا معاركا بطولية بل و سدّدت ضربات قوية للإمبريالية ، فإنها أظهرت أنها عاجزة على المستوى الإيديولوجي و التنظيمي ،عن الصمود أمام التأثيرات الإمبريالية و البرجوازية.و حتى فى الأماكن التى تمكّنت فيها هذه العناصر من إفتكاك السلطة ، فإنها بقيت عاجزة عن تحقيق تغيير ثوري كامل للمجتمع فإنتهت جميعا ،إن عاجلا أم آجلا ، بأن قلبتها الإمبريالية أو أن تحولت هي نفسها إلى نظام رجعي جديد يعمل اليد فى اليد مع الإمبرياليين . "
5- شيوعيون و نفتخر بذلك ، نعلن آراءنا و أهدافنا :
هويتنا شيوعية و لا ينبغى أن نخفيها فالرفاق الشيوعيون الماويون فى إيران و أفغانستان و هما دولتان تحكمهما الأصولية الإسلامية لا يخفون هويتهم و حزباهما واضحا الهوية : الحزب الشيوعي الإيراني (الماركسية- اللينيني- الماوي) و الحزب الشيوعي الأفغاني ( الماوي). و قد أثبت تاريخ الصراع الطبقي فى القطر أنّ الذين أخفوا الهويّة الشيوعية فعلوا ذلك لأجل التذيّل للقوى البرجوازية أو التيارات الدينية و هذا إنحراف قاتل و خطأ يترتب علينا تجنبه و قتاله بما أوتينا من جهد حتى لا نسقط فى التجريبية و نقضي على الماوية لصالح أعداء البروليتاريا.
إخفاء الهوية ، مهما كانت تعلاّته، ليس ممارسة للماركسية بل ممارسة للتحرفية فمنذ" بيان الحزب الشيوعي " ورد على لسان ماركس و إنجلز :
" و يترفع الشيوعيون عن إخفاء آرائهم و مقاصدهم ، و يعلنون صراحة أنّ أهدافهم لا يمكن بلوغها و تحقيقها إلاّ بدكّ كلّ النظام الإجتماعي القائم بالعنف. فلترتعش الطبقات الحاكمة أمام الثورة الشيوعية . فليس للبروليتاريا ما تفقده فيها سوى قيودها و أغلالها ، و تربح من ورائها عالما بأسره ".
و شدّد على ذلك ماو تسى تونغ ، مصرّحا :
- " نحن الشيوعيين لا نخفى آراءنا السياسية أبدا. إنّ منهاجنا للمستقبل أو منهاجنا الأقصى هو نقل الصين و التقدّم بها إلى المجتمع الإشتراكي و الشيوعي، و هذا أمر مؤكّد لا يتطرّق إليه أدنى شكّ. و إسم حزبنا ذاته و نظرتنا الماركسية إلى العالم يشيران بكلّ جلاء إلى هذا المثل الأعلى للمستقبل، الذى هو غاية فى الإشراق و الروعة."
" الحكومة الإئتلافية " ( 24 أبريل- نيسان 1945) ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الثالث.
6- أمميون قبل كلّ شيء :
نظرا لطبيعة المرحلة و طبيعة الثورة و المدّ القومي فى الخمسينات و الستينات و السبعينات و ضعف البروليتاريا نظريّا و تنظيميا ، ظهرت إنحرافات فى صفوف مجموعات إدعت تبنّى الماوية ونظّرت لخطّ يتذيّل للبرجوازية و يخدم مصالحها و ويروّج للأفكار القومية و حتى الدينية فمارست التحريفية لا الماركسية .
هذا التنظير و هذه الممارسة للتعصّب القومي و التعصّب الوطني المتقنّعان بقناع الماوية لا يمتّان بصلة إلى الماركسية- اللينينية –الماوية الحقيقية التى تؤمن بأنّ الماويين أمميون بروليتاريون قبل كلّ شيء و يتبنون و يطبّقون مقولتي ماو تسى تونغ :
" أيمكن للشيوعي ، وهو أممي ، أن يكون وطنيّا فى الوقت ذاته ؟ إنّنا نرى أنّ ذلك أمر ممكن ، بل أمر واجب. إنّ مضمون الوطنية تحدّده الظروف التاريخية. فثمّة " وطنية" المعتدين اليابانيين ،و"وطنية" هتلر ،و ثمّة وطنيتنا نحن. أمذا " الوطنية " المزعومة لدى المعتدين اليابانيين و لدى هتلر فمن واجب الشيوعيين أن يقاوموها مقاومة حازمة. فالشيوعيون فى كلّ من اليابان و المانيا هم دعاة إنهزام إزاء الحرب التى تشنّها بلادهم، إذ أنّ من صالح الشعبين الياباني و اللماني إنزال الهزيمة بالغزاة اليابانيين و هتلر بشتّى الوسائل فى الحروب التى يشنّونها، فكلّما كانت هزيمتهم أفدح كان ذلك أفضل...ذلك لأنّ الحروب التى يشنّها هؤلاء تضرّ بالشعب فى كلا البلدين فضلا عن إضرارها بسائر شعوب العالم. أمّا فيما يتعلّق بالصين فإ،ّ الحال على خلاف ذلك ، لأنّ الصين هي ضحيّة العدوان. و لهذا السبب يجب على الشيوعيين الصينيين أن يجمعوا بين الوطنية و الأممية. فنحن أمميون ووطنيون فى آن واحد،و شعارنا هو القتال ضد المعتدين دفاعا عن الوطن. إنّ الإنهزامية جريمة بالنسبة إلينا ، فى حين أنّ النضال فى سبيل كسب حرب المقاومة ضد العدوان الياباني هو واجبنا الذى لا يجوز أن نتنصّل منه، إذ أنّ دحر المعتدين و تحرير أمّتنا أمر لا يمكن إنجازه إلاّ إذا حاربنا دفاعا عن الوطن. كما أنّه لا يمكن تحرير البروليتاريا و سائر أبناء الشعب الكادح إلاّ إذا تحررت الأمّة. و إذا إنتصرت الصين و دحرت الإمبرياليين الغزاة تكون قد قدّمت بذلك عونا إلى شعوب البلدان الأخرى . فالوطنية إذن هي فى واقع الأمر تطبيق عملي للأممية فى حرب التحرّر الوطني. "
" دور الحزب الشيوعي الصيني فى الحرب الوطنية " ( أكتوبر – تشرين الأوّل – 1938) ، المؤلفات المختارة ، المجلّد الثاني
" ما هي هذه الروح التى حملت رجلا أجنبيّا على أن يتبنى قضية تحرّر الشعب الصيني كأنّما هي قضيته الخاصة دون أن يداخله فى ذلك أي دافع من الأنانية؟ إنّها روح الأممية ، هي روح الشيوعية، التى يجب على كلّ شيوعي صيني أن يتعلّمها منه...علينا أن نتحد مع البروليتاريا فى جميع البلدان الرأسمالية، مع البروليتاريا فى اليابان و بريطانيا و الولايات المتحدة و ألمانيا و إيطاليا و سائر البلدان الرأسمالية، و هذا هو السبيل الوحيد إلى دحر الإمبريالية و إلى تحريري أمتنا و شعبنا و تحرير سائر الأمم و الشعوب فى العالم. و تلك هي أمميّتنا ، هي الأممية التى نستعين بها فى مكافحة التعصّب القومي و التعصّب الوطني."
" فى ذكرى نورمان بيثون" ( 21 ديسمبر – كانون الأوّل- 1939) ، المؤلفات المختارة ن المجلّد الثاني
و ختاما ، نعيد رفع راية : " ممارسة الماركسية ونبذ التحريفية والعمل من أجل الوحدة و نبذ الانشقاق والتحلي بالصراحة و الاستقامة و عدم حبك المؤامرات و الدسائس" وننتظر من الرفيقات و الرفاق أن يرفعوا هذه الراية لنحرز الخطوات المرجوّة إلى الأمام.
جوان 2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الوحدة ؟؟ كيف
حافظ بن مبروك ( 2012 / 6 / 28 - 00:40 )
الدغمائية داء عضال ، و ترديد المقولات و حفظ النصوص لا ينفع ابدا ، الحديث عن الوحدة دون ادنى اجابة عن السؤال : كيف نتوحد ؟ لا معنى له ، انه مجرد هراء لشخص يعنقد انه يفكر ، بينما هو يردد قوالب جاهزة كان ماو قد نبه لخطورتها .

اخر الافلام

.. بعد فوز اليسار.. سيناريوهات تشكيل الحكومة الفرنسية


.. حظوظ معسكر ماكرون في تشكيل الحكومة.. اختلاف اليسار يسهل المه




.. الآلاف من أنصار تحالف اليسار الفرنسي يرفعون العلم الفلسطيني


.. بعد فوز اليسار: ما سيناريوهات تشكيل حكومة مستقرة في فرنسا؟ |




.. فرنسا.. مواجهات بين الشرطة وأنصار اليسار أثناء احتفالهم بالت