الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليبيا , إلي أين ؟

علي لّطيف

2012 / 6 / 25
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


ليبيا إلي أين ؟

كل الخيارات موجودة علي الطاولة , فمع كثرة السلاح و نقص الثقافة و الخبرة السياسية و التعصب القبلي المنتشر بين أفراد المُجتمع و ضعف المجلس الوطني الإنتقالي و الحكومة الانتقالية يُمكن لأي شي الحدوث . فإنفجار الوضع مُتوقع من أغلب المنطقيين و الواقعيين علي الساحة الليبية و كذلك العالمية .

ما الذي يحدث في الشارع الليبي ؟ ما الذي يدور في عقل المواطن البسيط ؟

لا يُوجد أي حراك سياسي لا إجتماعي حقيقي في الشارع الليبي , بل كُل بادرة حراك تعود بالفشل , فمُظاهرات نزع السلاح تبدوا حلماً سخيفاً عند مُنظمينها , يصل الي مكان المُظاهرة و لا يري إلا بعض الناس الذين يعرف أغلبهم لانهم دائماً في كُل مظاهرة . تُنظم المظاهرات في كل اسبوع من نزع سلاح و مشاكل الجرحي و إنتخابات المجالس المحلية و لكن لا حياة لمن تُنادي . كأن الشارع الليبي مازال مُتطبع و متقمص شخصيته القديمة في النظام السابق و هي تتمحور حول " أن لا دخل له في السياسة و لا دخل له فيما يحدث حوله و لا دخل له في البلاد , إنه فقط ينتقد لحاجة في نفسه. و يرد علي الآخرين الذين يدعونه للحِراك " أخطي رأسي و قُص " .

أصبحت المشاكل تآتي من كل حدٍ و صوب , كأن لا نهاية لها و لا بداية لها , فتسمع بالإغتيالات المُستمرة و لا تقول إلا " لا حول و لا قوة إلا بالله " , و في يوم آخر تسمع بحالة إختطاف و لا تقول إلا " إن شاء الله يرجع بالسلامة " , و تسمع في يوم آخر عن إشتباكات كانت قبلية ام كانت من أجل نفوذ ام كانت بسبب حال من حالات السُكر و لا تقول إلا " ربي يهديهم , فسدوا البلاد . "

كأن المواطن الليبي إعتزل دوره في خدمة مُجتمعه و تغرب عن جسده و أصبح أنانياً لا يهتم إلا بنفسه , لا يسعي إلا لإسعاد شخصه و لا يعلم أن هذا لا يتحقق بتعاسة المُجتمع , فسعادة المُجتمع بسعادة الفرد .

الثورة الليبية فتحت ليبيا علي العالم الخارجي فتحاً مُبيناً و فتحت ليبيا للمواطن الليبي فتحاً مبيناً أكبر فتعجب الحاج مُصطفي لوجود مثل هذه الإختلافات في مُجتمعه الذي كان لا يبصر حقيقته ل42 سنة , فمازال الحاج مُصطفي ينظر إلي من يختلف معه كأنه عدو كأنه عدو شيطاني يسعي لهدم منزله , و مازال يري أنه يجب أن يعيش لذاته لإن الحياة هكذا , فالحاج مُصطفي يري ان "إبن العم" مازالت لها ثاثيرها بين الناس , فيقول في نفسه " كُلها تدير هكي , علاش أنا لا " .و يسمع الحاج مُصطفي في خطبة الجمعة كلام أحد الشيوخ و تذوب نفسه في بلاغة كلمات الشيخ و ينسي عقله و منطقه و يعود إلي زوجته و يقول لها " القيادة حرام " .

ليبيا إلي أين ؟

السيناريوهات متُعددة و كاتبوها كثيرون , و يُمكن أن يحدث أي شي . فالفكر إقصائي و إحتكاري , إما تكون مثلنا و إما تكون عدونا , و لا تُولد دولة برأي واحد و فكر واحد , فالتعددية فرض من فروض البناء و لكن هذا ما لا يستطيع أن يراه الفرد ,و لا أعاتبه علي هذا ف42 سنة من ثقافة الإقصاء لها تاثير سلبي لا يُمكن عكسه في وقت قصير و لكن لكل شي بداية , فتقبل الرأي الآخر بداية الطريق للبناء , فبتقبل الآخر نحترم الآخر و الإحترام يُكتسب و لا يُشتري بالمال و لا بالقوة .


إذا وُجد الإحترام , وُجد مُجتمع سليم , و إذا تقبلنا بعضنا , تتقبلنا ليبيا .

فكما قال غاندي : -

" الإختلاف في الرأي ينبغي ألا يؤدي إلى العداء ، وإلا لكنت أنا وزوجتي من ألد الأعداء."








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلب بوليسي يهاجم فرد شرطة بدلاً من المتظاهرين المتضامنين مع


.. اشتباكات بين الشرطة الأميركية ومتظاهرين مؤيدين للفلسطينيين ب




.. رئيسة حزب الخضر الأسترالي تتهم حزب العمال بدعم إسرائيل في ال


.. حمدين صباحي للميادين: الحرب في غزة أثبتت أن المصدر الحقيقي ل




.. الشرطة الأمريكية تعتقل عددا من المتظاهرين من جامعة كاليفورني