الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قضية اليسار الراديكالي

حسن خليل

2012 / 6 / 25
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


نحن في حاجة لبناء ائتلاف لليسار الراديكالي. لما؟ و كيف؟

ما هو وضع اليسار حاليا؟

1 - اليسار في مصر الآن موزع علي عدد من الأحزاب – التنظيمات – المجموعات بالإضافة لعدد كبير من اليساريين غير المنتمين لأي تنظيم

2 - نتيجة لان بناء هذه التنظيمات بدء بعد الثورة أو توسعت بشدة بعد الثورة فلم يحدث فرز بين اليسار علي أساس الموقف النظري و الفكري و السياسي الذي تتخذه هذه المنظمة أو تلك بل أن الانتماء يستند أساسا علي الفاعلية في الشارع بالإضافة للصدفه المحضة

3 - التنظيمان الأكبر وسط اليسار هم الاشتراكيين الثوريين و حزب التحالف الشعبي الاشتراكي. و بالتأكيد يوجد عديد من التنظيمات و المجموعات الكبيرة و الصغيرة و التي تناضل سواء في الميادين أو في المواقع لن أعرض لها هنا ليس لقله أهميتها و أنما لمحدودية معلوماتي

الاشتراكيين الثوريين تنظيم عقائدي مكافح و اكتسب شعبية مؤخرا نتيجة للهجوم الواسع عليه من قبل النظام و الإخوان. و يضم في صفوفه مكافحين شباب و مخضرمين . لكن التنظيم يتبني نوعا من الماركسية البدائية الشعبوية التي تستند لبث الحماس أكثر من التحليل الملموس للواقع الملموس و ينزع بشدة نحو اليمين فيما يتعلق بقضية الإسلام السياسي متأثرا بفكر بنيوي لا علاقة له بالماركسية و برنامج التنظيم المباشر برنامجا يغلب عليه الطابع الناصري أكثر من الاشتراكي.

حزب التحالف الشعبي الاشتراكي و هو حزب يساري التوجه و لكنه ليس عقائدي يهدف لأن يكون حزبا شعبيا يضم أعدادا كبيرة . و غالبا هو التنظيم الأكبر وسط تنظيمات اليسار. و يضم الحزب بين صفوفه عديد من المناضلين الماركسيين و غيرهم. و أكتسب الحزب شعبية خاصة بعد أستشهاد المناضل مينا دانيال عضوه في مذبحه ماسبيرو. و رغم أن الحزب يرفع برنامجا أقرب للديمقراطية الشعبية إلا أن السلوك الفعلي للحزب يرتكز أساسا علي المواقف من المناورات السياسية الجارية بعيدا عن أي توجه طويل الأمد . و رغم أن أعضاء التنظيم يناضلون في الواقع فالحزب لا يركز جهده علي مثل هذا النضال إلا بشكل عابر. و يتكون الحزب من عدد من التوجهات التي تتصارع فيما بينها منها تيار التجديد – الذي يشترك مع الاشتراكيين الثوريين في الموقف اليميني من الإسلام السياسي – و كذلك أعضاء سابقين في حزب التجمع و مناضلين فرادي عديدين. و تميزت مواقف الحزب بالذات بالتخبط فيما يتعلق بانتخابات الرئاسة -ما بين مؤيدي أبو الفتوح و مرشح الحزب نفسه و غيرها من المواقف -مما يعكس التوازنات و الصراعات داخله أكثر مما يعكس موقفا متماسكا للحزب ككل. و يزداد نفوذ اليمين داخل الحزب مع كل أغراق في تفاصيل العملية السياسية و بعد عن النضال الموقعي.

4 – نشأت ظاهرة اليسار الجديد و هو اليسار الشبابي الذي يتراوح بين رفض التنظيمات القائمة لجمودها أو ليمينيتها أو لبعدها عن الشارع . و اليسار الجديد ظاهرة واعدة بالنسبة لليسار المصري عموما لو عرف كيف يتفاعل معها و يفهم منها و يفهمها . و اليسار الجديد مثل مجموعة مينا دانيال و غيرها و اليسار الجديد يقدم لليسار عموما أساليب جديدة للكفاح و في مجالات جديدة. لكن اليسار الجديد ما زال أمامه طريق طويل قبل أن يبلور نظرياته الكفاحية . فهذا اليسار الجديد لم ينشأ في المعاهد و الجامعات بل في معارك الثورة و شوارعها.

5 - أدت الثورة إلي فيض من الأساليب الكفاحية الجديدة و أبتكارات ثورية لم تكن معروفة من قبل. و هناك حاجة لبلورة فهم أعمق للممارسة العملية خاصة بين صفوف الطبقات المختلفة و في اللحظات المختلفة من وعيها الطبقي

5 - أن هناك حاجة لبلورة تكتيك و استراتيجية و ممارسة عملية مستندة لليسار الراديكالي و تتجاوز الانتهازية اليمنية التي نحصر رؤيتها في السياسية بالمعني المبتذل . فالثورة تطرح تحديا نظريا هائلا أمام اليسار المصري غير المؤهل. فهذه الثورة التي تجري في بلد رأسمالي تابع هل يمكنها تجاوز الرأسمالية و أذا كان هذا مطروحا فعن أي نظام جديد نتحدث؟ و ما هي الاشتراكية في القرن 21 ؟و هل يمكن أنجاز ثورة سياسية بدون أنجاز أجتماعي مماثل ؟ أن النضال النظري هو أضعف حلقات النضال اليساري حاليا و لا يمكن أن نطمح في ضم الشعب لصفوف اليسار بمثل هذا الوضع. معظم الجهد الفكري للمنظمات اليسارية ينصب علي ملاحقة التطورات السياسية دون وجود رابط بين المواقف السياسية و الاستراتيجية العامة أو حتي الهدف المرحلي. و أدبيات كل المنظمات اليسارية تقريبا تكشف هذا الخلل

6 - هناك أتجاه وحدوي وسط فصائل اليسار و هو اتجاه يجب تشجيعه و تعميقه و لكن القوة الدافعة لهذا الاتجاه تتعارض مع نوازع العصبوية و من شأن بناء تحالف لليسار الراديكالي أن يقدم حلا لقضية الوحدة المبدئية علي أساس من فهم عميق للثورة يتجاوز مجرد اندماج المجموعات اليسارية إلي تقديم أساسا متينا لهذا الاندماج علي المستوي النظري كما علي مستوي الممارسة اليومية

7 - لم يصل مستوي تغلغل اليسار الآن في أي طبقة أو فئة إلي الحد الذي يمثل فيه الشعور العام لجمهور اليسار وسيلة للضغط في أتجاه الوحدة أو النضج الفكري. فاليسار ما زال – رغم التقدم الذي احرزه بعد الثورة – قوة هامشية سياسيا في حياة كل الطبقات بما فيها الطبقة العاملة. أن بناء أئتلاف لليسار الراديكالي يجب أن يضع نصب عينية التغلغل و سط الطبقة العاملة و فقراء المدن و الريف بشكل أساسي

ما هو وضع الصراع الطبقي الآن؟

يتميز الصراع الطبقي الآن بالتعقيد الشديد. أذ تشتبك أزمة النظام مع أزمة الثورة. النظام البرجوازي يواجه عجزه عن مقاومة الثورة بتسليم قيادته تحت الحراسة المشددة من المجلس العسكري لأشد أجنحته رجعية و تخلفا و فاشية. و هو يأمل أن يقوم هذا الجناح بقمع الثورة و أخراسها. و يتصاعد الصراع بين أجنحة النظام حول نصيب كل منهم في السلطة و الثورة. و من ناحية أخري تواجه الثورة أزمة عميقة مرتبطة بالانفصال بين السياسي و الاجتماعي. و هذا الوضع المعقد رغم أنه يحمل مخاطر سحق الثورة فأنه أيضا يفتح الباب أمام أنتشار نفوذ اليسار لو عرف كيف يرفع شعارات صحيحة و كيف يرتبط بالجماهير

ما هو اليسار الراديكالي؟

صعوبة الإجابة علي هذا السؤال تنبع من أن بناء أئتلاف لليسار الراديكالي يهدف في المحل الأول إلي الإجابة عليه بالذات. لكن يمكن أن نضع بعض المحددات الرئيسية

1 اليسار الراديكالي هو يسار ماركسي
2 اليسار الراديكالي هو اليسار الساعي للتغيير الاجتماعي و ليس مجرد الإصلاح السياسي أو الاقتصادي
3 اليسار الراديكالي هو اليسار الذي يعطي أولوية مطلقة للعمل اليومي وسط صفوف الشعب و بالذات الطبقة العاملة و يسعى لتمثيلها و أن يكون جزء منها

لماذا أئتلاف و ليس حزبا؟

1 - لأن اليسار الراديكالي منتشر وسط صفوف كل المنظمات اليسارية و وسط عديد من الأفراد و جماعات اليسار الشبابية الجديدة
2 - لأن بناء أساس نظري و فكري لهذا اليسار لم ينضج بشكل كافي بعد و هو شرط ضروري لبناء حزب و لجذب الأعضاء
3 - لأننا لا نريد في هذا الوقت أن نقسم اليسار مجددا عن طريق بناء منظمة أخري بجوار ما هو قائم بل علي العكس نريد أن ندفع في اتجاه الاندماج و الوحدة علي أسس أقرب ما يمكن لليسار الراديكالي.

كيف نبدأ في بناء أئتلاف اليسار الراديكالي

1 – المبادرة أن بناء اليسار الراديكالي مرتبط بمبادرة المجموعات و الأفراد الحزبيين و غير الحزبيين لوضع أسس هذا الائتلاف و لبناء صيغة عملية و نظرية ليجتمع حولها كل المبادرات المشابهة
2 – الجريدة أن أئتلاف اليسار الراديكالي لن يتحقق بدون جريدة معبره عنه تفتح صفحاتها للنقاش الواسع عن الاستراتيجية و التكتيك الثوريين في هذا المرحلة . أي جريدة نظرية و فكرية في المحل الأول

ما هو الحزب الذي نريده؟

نحن نريد نوعين من الأحزاب . حزب جماهيري شعبي واسع و حزب طليعي قيادي عقائدي محترف. كان لينين يدعو لبناء ذلك الحزب الطليعي علي أساسا من وحدة اللجان المحلية. بينما نحن ليس لدينا مثل تلك اللجان المحلية إلا فيما ندر. كان لينين لديه الكوادر و كانت قضيته الرئيسية هي ربط هؤلاء الكوادر بحزب "مركزي" و رفعهم من مستوي الحلقية و ضيق الأفق. نحن علي العكس لدينا كوادر قليلة و لدينا جمهور -واسع نسبيا – من اليساريين. لذا فحاجتنا إلى حزب شعبي جماهيري واسع يمثل القاعدة لحزب طليعي متماسك و مبدئي. و ربما يمكن حل قضية الحزب الشعبي الواسع عبر بناء جبهة شعبية و ربما لا يمكن أن تحل بهذه الطريقة في المستقبل المنظور. وهذه قضية من القضايا الرئيسية التي يجب أن تكون محل عناية أئتلاف اليسار الراديكالي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كيف تساهم ألمانيا في دعم اتفاقية أبراهام؟| الأخبار


.. مروان حامد يكشف لـCNN بالعربية سر نجاح شراكته مع كريم عبد ال




.. حكم غزة بعد نهاية الحرب.. خطة إسرائيلية لمشاركة دول عربية في


.. واشنطن تنقل طائرات ومُسيَّرات إلى قاعدة -العديد- في قطر، فما




.. شجار على الهواء.. والسبب قطع تركيا العلاقات التجارية مع إسرا