الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


تصبحون على وطن!!.. «بسيط كالماء، واضح كطلقة مسدس»!

كمال مراد

2005 / 2 / 8
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي


وسط الطوفان الإعلامي عن الانتخابات العراقية في ظل الاحتلال الأمريكي، استعادت الذاكرة إحدى طرائف «أشعب» التي تحكي عن كذبة روجها في السوق: بأن الوالي يقيم وليمة كبيرة.. بدأ الناس بالتراكض نحو بيت الوالي، فما كان من أشعب إلا أن ركض وراءهم مصدقاً كذبته كي لاتفوته تلك الوليمة.
لقد كانت قصة أشعب حكاية لضرب المثل والتندر.. واليوم نجد أن تلك الحكاية أصبحت واقعاً ترسمه وسائل الإعلام وأقلام المحللين السياسيين.. فمن إدانة لاحتلال دولة ذات سيادة.. إلى الإقرار بشرعية مفرزات ذاك الاحتلال.. ولم يقتصر الأمر على التسليم بواقعة الاحتلال، بل تعداه لإدانة الفعل المقاوم للواقع الجديد باعتباره إرهابا ًيمس الأمن والاستقرار، بعد أن أصبحت مهمة الغزاة إلباس الشعوب ثياب التحرر والديمقراطية كي ينعموا بالسلم وراحة البال..
ولأن الاحتلال بمفهومه الجديد «تحرير وتحضير ودمقرطة»، لاتلوث عباءته عمليات القتل والقصف والتدمير وإن سالت بعدها أنهار دماء..
وبعد أن أعلنت الولايات المتحدة على العالم نصوص عقد الإذعان لها في ظل نظامها العالمي الجديد، أصبح للمفردات مضامين ملونة تحمل في الوقت ذاته الشيء ونقيضه.. فالسيادة والشرعية وحق تقرير المصير في الاندماج أو الانفصال للدولة أو لأي مجموعة قومية أو دينية أو أثنية، تتحدد وفق رؤية ماما أمريكا وبابا بوش .. وبقدرة سحرية يصبح الحق باطلاً والباطل حقاً.. ولم تعد تلك المعادلات المتداخلة لسان حال القوة العظمى، بل أصبحت نضالاً تحررياً فوق الشبهات تنادي به الأقليات والأكثريات في دول العالم الأول والثالث ومابينهما.... لتتأكد مصداقية كذبة أشعب بعد أن فلسفها توفيق الحكيم في «نهر الجنون» الذي لابد أن يشرب منه العقلاء كي يسود الجنون..
هل أصبح العالم كذبة؟!!
● رئيس مجلس الأمن القومي في دولة تعتبر أمريكا «الشيطان الأعظم»، يدعو اليوم لمراجعة موقف بلاده العدائي إزاء الولايات المتحدة الأمريكية، مؤكداً أن الاستمرار في ذلك هو من قبيل «السذاجة السياسية»!!.. وصاحب التصريح مرشح لخلافة الرئيس الحالي في الانتخابات الرئاسية المقررة في حزيران المقبل!!..
● القذافي صاحب عبارة «طز بأمريكا» يعتب على أصدقائه في واشنطن ولندن لإنهما لم يكافئاه بعد إنهاء برنامجه النووي!!
● بعد رحيل عرفات وانتخاب الرئيس الجديد الذي اتفق عليه (الجميع) والذي وعد بوقف عمليات «العنف» أي الانتفاضة.. تواصل إسرائيل ذبح الفلسطينيين وتغيير الواقع في القدس وتدرس هدم حي المنطار وإقرار مسار الجدار!!
● أحزاب مازالت تدعي الشيوعية.. تتآمر على كوادرها.. تحمل شعارات لاتمثلها!!
● «لاحياة في هذا البلد إلا للتقدم والاشتراكية».. «اليد العليا هي اليد المنتجة...» «الأرض لمن يزرعها ويعمل بها» بقايا شعارات باهتة على الجدران... وخصخصة قادمة باندفاع!!..
● مظفر النواب، بالأمس لعن الحكومات والحكّام.. واليوم، على شاشة «الحرة»، يعبر عن أفق ديمقراطي أمام صندوق الاقتراع!..
● صحفنا الرسمية تعلن خروجها من عقلية المكاتب نحو الشفافية وتسجل في حفل تأبين ممدوح عدوان ماقاله السيد الوزير وتتجاهل كلمات قامات كبرى، منها محمود درويش!!..
● حكام مصر «المباركون» ينادون بالديمقراطية والانفتاح.. يوقعون «الكويز» عبر «إسرائيل».. يبيعون المعامل.. ويصادرون في المعرض الدولي للكتاب أحد عشر كوكباً لمحمود درويش وأرض السواد وبادية الظلمات من مدن ملح عبد الرحمن منيف... ونحو (71) عنواناً، منها أعمال نصر حامد أبو زيد!!...
● بوش يعلن: «رفض العراقيون أيديولوجيا الإرهاب المعادية للديمقراطية، وسجلوا نجاحاً باهراً في الانتخابات.. لكن مازال أمامهم طريق طويل يسلكونه لتحقيق الديمقراطية»!
هل أصبح العالم كذبة؟!
● المقاومة العراقية والفلسطينية تؤكد وضوحها وسط أعراس الديمقراطية التي أطلقها بوش.. وبعد ربع قرن من رحيله ترسم بالرصاص ماقاله رياض صالح الحسين:
«بسيط كالماء، واضح كطلقة مسدس»! . .
هذه هي الحقيقة.. «من يماري بالحقيقة»؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ماذا قال الرئيس الفرنسي ماكرون عن اعتراف بلاده بالدولة الفلس


.. الجزائر ستقدم مشروع قرار صارم لوقف -القتل في رفح-




.. مجلس النواب الفرنسي يعلق عضوية نائب رفع العلم الفلسطيني خلال


.. واشنطن: هجوم رفح لن يؤثر في سياستنا ودعمنا العسكري لإسرائيل




.. ذا غارديان.. رئيس الموساد السابق هدد المدعية العامة السابقة