الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


شراكة السرّاق

طارق الاعسم

2012 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


شراكة السُرّاق

تكمن مشكلة الشعب العراقي فيما نعتقد انه تخلص من نظام صدام الدموي دون ثورة او انقلاب وانما عن طريق جيوش التحالف بقيادة امريكا.

وبالتالي فان هنالك فجوة تقتل فرحة العراقيين لاسيما حين يرون بأم اعينهم ثورات شعبية تطيح بالحكام المستبدين في تونس ومصر واليمن ومستقبلا في البحرين وبشكل مشوه في سوريا والحبل على الجرار. ان مشكلة العراقيين ان فرحتهم بسقوط صدام ترتبط بذكرى الاحتلال الامريكي، وهو الاحتلال الذي مارس فيه الامريكان في العراق ممارسات جعلت العراقي محتار بين ان يشكرهم او ان يبصق على وجوههم. بالتالي فأن العراقيين تنقصهم الثورة الحقيقية التي تزيح الظلم والطغيان. واذا كان مفهوم الحكومات المستبدة ان يرأسها دوما طاغية واحد مستبد يشفط خيرات الشعب ويسومه العذاب فان في العراق شراكة مستبدة من احزاب وكتل وشخصيات سياسية اتفقت على ان تشترك في شفط خيرات شعبها وفي ان تسومه العذاب. بالتالي فان الطغاة عندنا هم رؤوس لجسد واحد هو جسد الاستبداد فالعراقي قد راى بأم عينه بلع ثرواته على يد كارتلات حزبية متنوعة الازياء من الشروال الى العباءة الى ربطة العنق بل ولَمَسَ لمْسَ اليد الانياب التي تنهش من دمه باسم الشروال والعباءة وربطة العنق. ان كل الفرق بيننا وبين شعوب العالم هو ان شعوب العالم يسهل عليها ان تحدد هدفها باسقاط طاغية بالاسم ، بينما لا يستطيع العراقي سوى ان يثور ضد الجميع ويطرد كل الوجوه الكالحة التي اشبعته كذبا وزيفا واذلته بسوء الغذاء والماء والكهرباء والخدمات واستنزفت ابناءه وآماله في صراعاتها التافهة التي لا تزيد عن صراعات الحرامية حين يختلفون على قسمة ما سرقوه. نحن بحاجة الى ثورة ضد الظلمة القتلة السراق المتاجرين بدمنا بائعي العراق ومفتتيه وشافطي خيراته، ثورة ضد الكتل والاحزاب المزيفة والمؤسسات المزيفة والجيوش المزيفة والوزارات والكيانات المزيفة ، فكل ما حولنا لا تعدوا ان تكون واجهات لشركات ومافيات ودكاكين لمخابرات دول الجوار ان ما جائتنا اثر سقوط صدام لا تعدوا ان تكون موجة من الجراد المدمّر الذي يهلك الخيرات ولا يبقي ولا يذر. ان ما يحصل هو استمرار لمعركة (الحواسم)، ولعل من يتذكر منظر السراق الذين استولوا على البنوك واراضي الدولة ومخازنها وحملوها بمنظر مخز على رؤوس الاشهاد يستطيع ان يعيد رسم المشهد بادخال المكياج والمونتاج وباخراج جديد ليرى انه ذات المشهد ولكنه هذه المرة يتم بتكنيك وبرستيج عال وشراكة واستيزار ومناصب وحصص يتم فيها اقتسام كل شيء من نفطنا الى دمائنا. بل ان الاحداث قد اثبتت ان الحركات الارهابية ذاتها اصبحت قفازات بيد هذا السياسي وذاك يرهب به الاخرين ويستقوي به واذا لم يعطه حصته كاملة من الشراكة فلا بأس بتفجير او تفجيرين في سوق شعبي لينبه شريكه انه موجود ولابد ان يأخذ حصته غير منقوصة. دعوة خالصة للعراقيين جميعا ان يساهموا باصواتهم وبآلياتهم الديمقراطية المكفولة دستوريا في تغيير هذا الواقع المدمر الذي ينهش في جسد شعبنا ووطنا وخيرات اجيالنا، فالسكوت اصبح علامة الرضا لدى الظلمة، والانكى منه ان يستغل هؤلاء الظلمة بسطاء شعبنا في مظاهرات تهتف لفلان ضد علان وهي لا تدري ان كليهما سُرّاق مع سبق الاصرار والترصد وكل ما في الامر ان البعض منهم يرى ان اقتسام الغنيمة كان خلاف العدل!! وانها قسمة ضيزى.طارق الاعسم








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تشـــــخيص صائب
كنعــان شـــماس ( 2012 / 6 / 26 - 16:54 )
يا استاذ طارق بما ان كل حزب لديه ميليشياته المسلحة وتمويل خارجــي فاي حزب يستطيع تدمير الاخر فالحالة كما كنا في زمن صدام يتسحيل ازاحته الا بطامـــــة امريكية وها قد مضى مايقارب عشرة سنوات ولايوجد قانون للاحزاب واظن يا استاذ طارق (( لو )) سحبت امريكا اســـلحة هذه الاحزاب وصادرة اموالها فاظن اكثرها زعيقــــــا لن يحصل على كرسي واحد في البرلمان انها ماساة كبيرة كبيرة جدا وليكن الله في عون العراقيين تحية

اخر الافلام

.. فخر المطعم اليوناني.. هذه أسرار لفة الجيرو ! | يوروماكس


.. السليمانية.. قتلى ومصابين في الهجوم على حقل كورمور الغازي




.. طالب يؤدي الصلاة مكبل اليدين في كاليفورنيا


.. غارات إسرائيلية شمال وشرق مخيم النصيرات




.. نائب بالكونغرس ينضم للحراك الطلابي المؤيد لغزة