الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل أنا ماركسي ؟

ماجد جمال الدين

2012 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


هنالك روائية أميريكية إسمها أورسولا دي غوين ، وهي من أعظم كتاب روايات وقصص أدب االخيال لعلمي في القرن العشرين . وسيسعد بالتأكيد من قرأ لها ، وأنا قرأت لها تقريبا كل ما ترجم من أعمألها للغة الروسية ، فمكتبتي في الخيال العلمي كانت تضم آلاف الكتب والمجلات المخنصة .
في إحدى روايات دي غوين تصف مجتمعا في كوكب آخر الناس هنالك ثنائيوا الجنس ... ولكن ليس بألمعنى المعتاد عندنا ، بل في أن كل فرد حسب الرغبة والإنفعالات الآنية في وقت التزاوج الربيعي يستطيع التحول الى ذكر أو أنثى ( وتتبدل أعضاءه التناسلية تلقائيا ,, إلى ما يشبه تماما أعضاء البشر التناسلية الذكورية وألأنثوية ) .. ولكن ليس هذا موضوع حديثنا ! ألمهم في هذا المجتمع (البشري ) أن هؤلاء الناس ومنذ الطفولة يُربّون على نوع خاص متعصب جدا من الشرف وألإعتداد الشديد بالنفس .. والفكرة ألأساسية فيه أن لا يكون الفرد ظلا للآخرين ,, ألمرأة والرجل الزوجة أو الزوج ليس ظلا لرفيقه مهما دامت علائقهما ( التي قد يتبادلا فيها ألأدوار )، وكذا العامل والوزير ليس ظلا لرئيس الجمهورية والحكومة ، فكل منهم له دوره في حياة وتطور المجتمع وله رأيه الخاص وتطلعاته ... التي ينافس من أجلها ..

أنا قرأت البيان الشيوعي لماركس وأنجلز وكان عمري 13ـ 14 عاما أي في عام 1964 . وأبي لم يكن شيوعيا ولكنه قريب منهم منذ قبل ثورة 14 تموز الخالدة بزعيمها ، وتعرض لللإضطهاد وألإيذاء من العصابات البعثية بعد الثورة لكونه آنذاك في منظمة الشبيبة الديموقراطية ... والدتي القديسة أم ألأربع شهداء و التي شاركت في مظاهرات ال 48 في شارع الملك غازي ( الكفاح ) تعلمت القراءة والكتابة في مدارس محو الأمية التي أنشأها الزعيم الخالد وأنهت بكلوريا الصف الثالث المتوسط بعد ذالك بداية السبعينات .
وبعد هذا قرأت الكثير من ألمؤلفات ( الماركسية اللينينية ، والسارترية أيضا ) وأنا قارئ نهم منذ طفولتي للشعر وألأدب العربي والعالمي ، وإنضممت لحشع حين كان عمري 16 ـ 17 عاما .. وحصلت على بطاقة العضوية وأنا كنت جنديا في الخدمة العسكرية عامي 1971 ، 1972.. وبعدها إستلمت مسؤولية لجان حزبية وكنت أدرس الرفاق أسس الفلسفة الماركسية وطبيعة النضال الطبقي والسياسي ، وقد إشتغلت عاملا في معمل البيرة في الزعفرانية بطلب من الحزب وساهمت في تدعيم العمل النقابي هنالك ، قبل أن اشتغل لاحقا في المؤسسة العامة لللإذاعة والتلفزيون وبعدها أسافر إلى موسكو ألإتحاد السوفييتي للدراسة بمنحة حزبية عام 1975 ..
ما قلته أعلاه ليس لمجرد عرض السيرة الذاتية والدفاع عنها أو تبرير مواقفي وخصوصا أني خرجت من حشع فقط بعد أربع سنوات في عام 1979، ولكن لتوضيح فكرة هذا المقال ولهذا أرجو الإنتباه لمعنى المقال والسؤال ألآول .
ألكثيلرون يقولون أنا محمدي ( أي مسلم ) وآخرون يسوعيون مسيحيون وآخرون ماركسيون ولينينيون وستالينيون وتروتسكيون وماويون ألخ .. وعفالقة وناصريون ايضا .. وآخرون صدريون وعلويون ألخ ..
هكذا يعلنون إنتمائهم الفكري ...
أما أنا فقد يتهمني البعض بأنني يعقوبي من شلة المعلم يعقوب أبراهامي وتابعيه ، وأنا مع جل إحترامي للمعلم يعقوب وغيره من ألإنسانيين فأنا بالطبع لا أنسب نفسي لآحد وهو أعلم بذلك رغم أني اعلنت قبل سنين عديدة أنني عربي صهيوني وكردي آشوري .. وأنا لستُ غاندوياً نسبة للمهاتما ، ولا قاسميا نسبة لزعيمنا الخالد الذكر ولا فولتيريا كما يدعي أحدهم من التافهين هنا .. بل أنا نفســــي .
وأنا إلــه !
فأنا إلـــه نفسي !
وهكذا كان معرفي وإسمي في منتدى الملحدين .. أنا إله نفسي ..
وأتمنى للجميع أن يترك المعرفات المؤدلجة على الشاكلة الدينية بأن يضع نفسه ظلا لشخص آخر ربما عاش قبل قرن من الزمان أو قرونا عديدة ليتسمى بإسمه فكراً ، و ليكن كل شخص إله نفسه .. فكرا وعملا وأخلاقا ...
تحياتي من سيزران محافظة سامارا ـ روسيا 25.6.2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الاستاذ ماجد جمال الدين المحترم
وليد يوسف عطو ( 2012 / 6 / 25 - 13:51 )
احب ان اثمن فيك استقلالك الفكري والتنظيمي وفهمك الخاص للماركسية واعجبني قولك ( ليكن كل شخص اله نفسه )وهكذا غدوت انا من زمان اله نفسي . على الحرية والمحبة نلتقيكم ايها العزيز


2 - من العراق إلى سامارا
شامل عبد العزيز ( 2012 / 6 / 25 - 15:45 )
تحياتي وتقديري
أهلاً بالعزيز ماجد
حتى لو كانت سيرة ذاتية فما البأس في ذا ؟
مختصر مفيد وضروري لو وعى كل منا ما تقوله
حتى الشلة المسكينة لا يوجد فيها إلا من هو إله نفسه
في بعض الأحيان يكون هناك مزج بين الجدّ والهزل وهذا مطلوب كنوع من التغيير ولكن ليس بصورة دائمية
من بديهيات الحياة أن الإنسان كل يوم في شأن يتأقلم ويتماشى ويتعايش مع الجديد والمتطور وهذا برأيي هو الصحيح فلا معنى للحياة بالسكون
بوركت جهودك
شكراً


3 - أنا هو أنا
الباشت ( 2012 / 6 / 25 - 16:31 )
بلا ألقاب أخرى..وخاصة -إله- التي حان أن تختفي بعد أن أخذت أكثر مما تستحق


4 - العزيز ماجد
جاسم الزيرجاوي-مهندس أستشاري ( 2012 / 6 / 26 - 02:19 )
العزيز ماجد
تحية لك ولكل الزملاء
الفكرة وصلت و واضحة لكن كنت أتمنى منك مشكوراً أن تتوسع في المقال اكثر وابعد
مع مودتي و تقديري


5 - عذرا عن الرد وإليكم جوابي أيها ألأعزاء!
ماجد جمال الدين ( 2012 / 6 / 26 - 06:59 )
أولا أعتذر عن ألأخطاء ألمطبعية الكثيرة .. لا أدري لم لا أستطيع ملاحظتها قبل أن ينشر المقال !
ألأخ رعد الحافظ عادة يعنون تعقيباته بشكل : ( رد للأحبة ) .. وددت أن أقتبس العبارة في عنوان التعليق وأنا اتسائل مع نفسي لماذا رد للأحبة وليس جوابا وتجاوبا معهم .. أعتقد نحتاج للدكتور علي منهل ليوضح لنا ألأمر !

ألأخ ألعزيز وليد
سنلتقي بالتأكيد ، فانا سارجع إلى بغداد بعد شهرين ، أي حين يخفت لهيب الصيف ونتخلص من رمضان ومشاكله .. ولم أنسى وعدي بأنني سأزورك في منتزه الزوراء !
ألأخ ألعزيز شامل
(((من بديهيات الحياة أن الإنسان كل يوم في شأن يتأقلم ويتماشى ويتعايش مع الجديد والمتطور وهذا برأيي هو الصحيح فلا معنى للحياة بالسكون )))
ما قلتَه هنا هو أدعى لأن يتخلص الشخص من أن يبصم على نفسه وفكره بأسماء أشخاص آخرين فيتجمد في قوالب ساكنة سكون الموتى السابقين ممن يريد أن يتقمص في أرديتهم ..
تحياتي لك من سيزران ، وجوابا على سؤال سابق لك عن الأحوال هنا أقول أنني أعيش في شقة صغيرة في الطابق الخامس لمبنى على النمط الخروشوفي ( البناء يعود لتلك الفترة ) ولذا لا أستطيع مثلا شراء غسالة .. يتبع


6 - تتمة
ماجد جمال الدين ( 2012 / 6 / 26 - 07:02 )
ولذا لا أستطيع مثلا شراء غسالة ملابس لأنها تأخذ حيزا كبيرا وأيضا من التخوف أن ينزل الماء الى الطابق الأسفل ويخلق مشاكل مع الجيران ..
بودي أن نتلاقى اكثر عبر المسنجر !

ألأخ ألباشت
كلمة إله ، لو نظرت لجذورها اللغوية ( وهي كلمة عبربة الأصل كما أذكر ) وليس للمعاني المفاهيمية التي أسبغها عليها أصحاب الأديان ، لوجدت أنها تعني السيد أو صاحب المُلك .. لذا حين أقول أنا إله نفسي فهذا يعني أنني سيد نفسي ومالكها .. كل إنسان يجب أن يملك أمر نفسه ..

أخي وأستاذي المستشار
لقد قلت سابقا ، أن مجرد تسمية فكر فلسفي كالمادية الديالكتيكية او علم إقتصادي بإسم شخص معين ونعتها مثلا بالفلسفة الماركسية أو الإقتصاد الماركسي يحولهما من فكر وعلم إلى دين .. للأسف أتباع هذه الديانات ، ممن يطلقون على أنفسهم كلمة ماركسيون وستالينيون وتروتسكيون وماويون ألخ ، لن يستوعبوا هذا الأمر مهما توسعنا في الشرح .. وخير الكلام ما قل ودل ..
اطيب تحياتي للجميع



7 - الماركسي الحقيقي
يعقوب ابراهامي ( 2012 / 6 / 26 - 08:28 )
إذا كان كاتب المقال ليس ماركسياً فمن هو الماركسي؟
أنا أقصد طبعاً ماركسي حقيقي، بالمعنى الماركسي للكلمة، ماركسي كما كان كارل ماركس ماركسياً
أليس كارل ماركس هو الذي قال: أنا لست ماركسياً؟


8 - والدتي القديسة أم ألأربع شهداء
يعقوب ابراهامي ( 2012 / 6 / 26 - 09:17 )
إذا كانت الوالدة القديسة قد شاركت في مظاهرات 1948 فلا بد أننا قد التقينا في إحدى مظاهرات شارع الرشيد أو شارع غازي أو ساحة السباع. وحتى إن لم نكن قد التقينا فأنا أشعر أنني أعرفها جيداً
كم كنا نتوقد حماساً وكم كنا سذجاً


9 - انت إله فأنت لست ملحداً
سيلوس العراقي ( 2012 / 6 / 26 - 10:03 )
السيد المحترم ماجد
نعم أنت إله أنا اعترف بذلك، مثلما الأحبة يعقوب ابراهامي وشامل ورعد وكافة الاخوة الاعزاء هم آلهة وأنا ايضا ً ، كل شخص يعرف نفسه تماما سيعرف بأنه إله وله قيمة اله لا ينزعه منها أحد ، كما أن الآخر ايضاً إله وسيعرف قدره ويحترم الغيرية لأن فيها بذرة التساوي والتماثل ورقي أن تكون انسانا وإلها وإن ليس بالمعنى المطلق الذي تصفه به الفلسفة القديمة، هذه واحدة من روائع ما أحببت في إله اسرائيل الذي يستحق أن يكون الاله، الاله الذي يقول لشعبه : انا قلت انكم الهة لأنني إله، ، لكن كيف لنا أن نزرع في روؤس البشر ـ مع احترامي ومحبتي لهم ـ المغفلين الذين يتصارعون كل لحساب الهة غير انسانية ، انهم مغفلون لأنهم آلهة لكنهم يجهلون ذلك، انها من أروع مراتب الفكر الانساني إن كان ينحو وينمو باستمرار لأن يكون انسانيا أكثر في سيرورته وبالتالي سيكون الهياً ايضاً، وسيمحو كلمة الحاد وملحد التي لا وجود لها انسانيا لأن الالوهة مزروعة في الذات والكينونة الانسانية بهارمونية من دون أي صراع بينهما ، تقديري العميق


10 - ولكن هل كان متداولا التسمية-الماركسيه-ايامهما
الدكتور صادق الكحلاوي ( 2012 / 6 / 26 - 13:24 )
عزيزي استاذ ماجد على وجودك في روسيا انا احب الروس جدا رغم ان بعضهم واحيانا فيهم بعض غلظه-اقول انا فرحان لوجودك بهذا الجو الجميل
ولو اني اول ماسمعت بسفرك ووصولك اصابني شئ من حزن لانني اخطط للقائك-والعزيز وليد-في بغداد الان اعطيتني املا ان ذالك قابل للتحقيق
وكمعلم ارجوك ان تهتم بامورك الدراسية وتكملها وتحصل على شهادة
الح عليك بجدية في هذا الموضوع-انا ايضا رجل عملي
والان نعود لعنوان مقالتك وطبيعي الامر لايتعلق فقط بالانتماء-لماركس-وانما يتعلق بكل انتماء عشائري -ديني
ولكني اتساءل هل مفردة ماركسي وماركسية استعملت في حياة الاكاديميين ماركس وانجلس واذا كان ممكنا ذكر تاريخ ومناسبة استعمال هذه المفرده
حينما سنلتقي يوما ساثبت لك تشابها يصل حد التطابق بيني وبينك مع فارق حوالي عشرين سنه
من الذين تعرفت عليهم عن قرب -قائد-شيوعي طيب-وليس ساذج كما يقول اخونا استاذ يعقوب-اسمه شاكر محمودوربما الاسم محمود شاكروقد قتله البعث في الشارع بدهسه بسياره وقد رمى بنفسه تحت عجلاتها وانقذ طفله ومات هو -هذا الرجل كان طيبا جدا جدا ولكني مرة في السبعينات اختلفت معه فصاح محتجا منو انت حتى لتسفه راي لم


11 - المعلم يعقوب ، حول كلمة ماركسي .. مع التحية
ماجد جمال الدين ( 2012 / 6 / 26 - 14:26 )
ربما كان مقالي منفعلا بحيث لم أستطع إيصال فكرتي بوضوح .. فأنا بالحقيقة لست ضد إستعمال كلمة ماركسي أو سارتري لتبيان الخط العام للإنتماء الفكري .. ولكن المشكلة تبدأ بمنح هؤلاء نوعا من العصمة من الخطأ والخطيئة وأن عقولهم فوق مستوى الإنسان العادي ، وتقديس رموزهم وأفكارهم كثوابت وحقائق إلهية لا يمحوها أو يغيرها الزمن ، ويجعل ألإنتماء الفكري العام نوعا من التابعية الدينية كقطيع لا يستطيع التفكير ذاتيا إلا بإيراد تلك النصوص وتفاسير فقهائها . ، وسأرجع لهذا في جوابي للأستاذ الكحلاوي ..
والدتي شاركت في تلك التظاهرات وكان عمرها 17 عاما أي قبل زواجها .. وبيت جدي لوالدتي كان في الفروع الضيقة بين فضوة عرب في شارع الكفاح وقهوة شكر قرب شارع الجمهورية .. هنالك شارع موازي يسمى شارع الطنطل .. في كل هذه المنطقة كانت تتواجد عوائل يهودية .. والكثير منهم لم يهاجروا حتى بعد منتصف الخمسينات فانا أذكر في طفولتي ألأحتفالات بألأعياد اليهودية الشعانين والزكريا ، فرغم أن جدي وأغلب أخوته كانوا أئمة جوامع قريبة إلا أنهم كانوا يتبادلون التهاني والهدايا بألأعياد وعلاقات تزاور طبيعية مع العوائل اليهودية الجارة .


12 - ألأخ العزيز سيلوس العراقي
ماجد جمال الدين ( 2012 / 6 / 26 - 15:19 )
شكرا لك على كلماتك اللطيفة والهادفة ..
في إنجيل الحركة الهيبية لروبرت هينلاين يقول : ( يجب أن تعوا إلوهيتكم لترتقوا وتصبحوا بشرا )
وهنالك أيضا مع ترجمتي بتصرف لأني أكتب على الذاكرة : ( للأسف أن بعض هؤلاء يعتقدون أن ألإلوهية هبة ومنحة أهديت لهم ليفرحوا ويتبختروا بها ولا يشعرون أنها مسؤولية عظيمة وشاقة تجاه انفسهم والآخرين .. أخاف حين يعلمون بذلك أن يرهبهم هذا الحمل الثقيل ويتراجعوا عن إختيارهم وإلوهيتهم مفضلين حالة العبودية السابقة )
تحياتي لك

اخر الافلام

.. تحقيق لصحيفة إسرائيلية بشأن الفشل الاستخباراتي يوم السابع من


.. حريق ناجم عن سقوط صاروخ على مستوطنة شلومي بالجليل الغربي




.. قناة إسرائيلية: هناك فجوات في مفاوضات صفقة التبادل وعملية رف


.. AA + COVER.mp4




.. -يفضل انتصار حماس-..أعضاء بالكونغرس الأميركي يهاجمون الرئيس