الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل كتب على الوطنيين والديمقراطيين العرب عدم اكتمال الفرح؟

رعد عباس ديبس
(Raad Abaas Daybis)

2012 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


هل كتب على الوطنيين والديمقراطيين العرب عدم اكتمال الفرح؟
عانى الشعب العراقي من ويل الحكم الدكتاتوري بضعة عقود من الزمن ناضل خلالها بشتى الطرق وقدم اسمى التضحيات في سبيل دحر الدكتاتورية وانشاء نظام ديمقراطي يؤمن الحرية والكرامة للشعب ويلبي طلباته الحياتية للعيش بسعادة وسلام, ولم تثمر هذه الجهود لأزالة الدكتاتورية الا باحتلال العراق من قبل الامريكان فكان ذلك اليوم يوم فرحة ناقصة وغصة لدى الوطنيين والديمقراطيين العراقيين, الذين يعانون لحد الآن من هذا التغيير المشوه.
وكذلك هو الوضع في تونس فبعد ان ناضل الوطنيون التونسيون في سبيل دحر نظام الدكتاتورية وأشعل البو عزيزي شرارة الثورة الشعبية التي اطاحت بنظام بن علي, جاء السلفيون واختطفوا هذه الثورة وارتكبوا المجازر في حق الوطنيين والديقراطيين الذين لم تكتمل فرحتهم بهذا الانجاز العظيم .
بعد ذلك هبت مصر باكملها ضد نظام حسني مبارك وكانت القوى الديمقراطية والطبقات الكادحة والمرأة هي المحرك الاساسي لهذه الثورة الجماهيرية وقدموا العديد من التضحيات وصمدوا في ميدان التحرير في القاهرة والميادين الاخرى في جميع مدن مصر, ولما تكللت ثورتهم بالنجاح وأجبروا حسني مبارك على التنازل, لم تكتمل فرحتهم ولم يصلوا للتغيير المنشود. وقطف الاخوان المسلمون ثمرة نظال وتضحيات جميع القوى التي صنعت الثورة, ومن المضحك المبكي ان القوى الديمقراطية واليبرالية واليسارية صوتت لمرشح الاخوان المسلميين, مع عدم قناعتهم به, حتى يتجنبوا عودة النظام السابق على يد المرشح محمد شفيق وهذا ما صرح به وائل غنيم أحد ابرز الوجوه التي قادة الثورة في ميدان التحرير.
وفي اليمن التي اصر شعبها أن تكون ثورته سلمية مع انه شعب مسلح وكل بيت فيه قطعتين او اكثر من السلاح, ولم تستفزه الهجمات المسلحة من قبل عناصر النظام على الجماهبر المعتصمة في ساحة الحرية والتي لا تزال تصر على استكمال التغيير الديمقراطي ولم ترضى ان تنقص فرحتها دول الخليج التي قامت بترقيع النظام واستبدال شخص باخر يحمل نفس التوجهات والافكار.
اما في ليبيا فالخوف ليس من عدم اكتمال الفرحة فقط وانما الخوف من أن تتطور الخلافات بين الميليشيات والفصائل الوطنية الى نزاع مسلح وتفقد القوى الديمقراطية زخم الثورة للتغيير الى نظام ديمقراطي يتمتع فيه الجميع بحقوق وواجبات متساوية, وبناء المؤسسات الدستورية التي تساعد على استكمال المسيرة الديمقراطية ليتمتع الشعب بحياة حرة كريمة بعد السنوات العجاف من الدكتاتورية المقيته.
باقي الشعوب العربية لا تزال تناضل من اجل تحررها من الانظمة الدكتاتورية, وعليها ان تاخذ العبرة من نضال الشعوب التي سبقتها وان تستفيد من الاخطاء والهنات التي ادت الى عدم اكتمال الفرحة لديها.
وعلى الديمقراطيين والتقدميين في الدول التي حدث فيها التغيير وفي الدول التي لا يزالون يناضلون فيها من اجل التغيير ان يتحدوا فيما بينهم ويأخذوا العبرة مما حدث في مصر حيث اضاعت القوى الديمقراطية كرسي الرئاسة بتفرقها وعدم اتفاقها على مرشح واحد. واتمنى من الله عز وجل ان يكمل فرحة الجميع.
د. رعد عباس ديبس








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض


.. واشنطن وبكين.. وحرب الـ-تيك توك- | #غرفة_الأخبار




.. إسرائيل.. وخيارات التطبيع مع السعودية | #غرفة_الأخبار


.. طلاب بمعهد ماساتشوستس يقيمون خيمة باسم الزميل الشهيد حمزة ال




.. الجزائر: مطالب بضمانات مقابل المشاركة في الرئاسيات؟