الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دور الدول العربية الهجينة في عودة الكولونيالية الجديدة

اياد الجصاني

2012 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية



قد يبدو للقارئ ان عنوان المقالة هذه تعلوه الغرابة ويلفه الغموض ولربما يسأل ما معنى دول هجينة ومن المقصود بها في عالمنا العربي . الدول الهجينة هي بالذات تلك الدول النفطية الصغيرة في الخليج التي تعمل على دعم برنامج الدول الكبرى في اوربا وامريكا وحبيبتها اسرائيل على وجه الخصوص في تثبيت اقدامها وعودة اخطبوط شركاتها صاحبة الامتيازات التي لعبت الدور الكبير في اسقاط الانظمة الوطنية التي وقفت عبثا في وجه امتيازاتها واستغلالها كما حصل في العراق بعد قيام ثورة 1958 وما شاهدناه من صراع كبير ادى الى سقوط الحكم عام 1963 او ما حصل بعد تاميم النفط في العراق عام 1970 والصراع الشكلي الذي وقع في العراق بين نظام صدام حسين والشركات الاجنبية صاحبة الامتيازات التي وصلت في الختام الى قلب نظامه في العراق واحتلاله علنا عام 2003 من قبل امريكا اقوى امبريالية في العالم . ولنا امثلة كثيرة اليوم في قلب انظمة الحكم في دول العالم العربي بعد موجة التغير التي اطلق عليها سخرية بالربيع العربي تلك الانظمة التي استغل حكامها واستحوذوا على مصالح الشعوب فيها ولربما ظاهرا قد اختلفوا مع مصالح الشركات الاجنبية والدول الداعمة لها . وليس بالامر الغريب ان هذه الدول الخليجية في شرقنا العربي انتقلت من مرحلة الاستعمار المباشر اي ما يسمى بالكولونيالزم الى المرحلة الثانية منه وهي النيوكولونياليزم اي الاستعمار الجديد ظلت مرتبطة في علاقات وثيقة بالغرب الاستعماري دون ان تهب عليها موجات الربيع العربي . .
ان ولادة هذه الدول الجديدة جاء من رحم الاستعمارين العثماني اولا والاوربي الغربي ثانيا في المنطقة العربية وهو بالاساس كان قد أُعد وخطط له حسب اجندات استراتيجية من قبل الحرب العالمية الاولى وما بعدها لتبقى القواعد الاساسية في الارتباط مع القوى الكبرى صاحبة المصالح النفطية فيها والمصدر الوحيد للاسلحة الحديثة ومنتجات مصانعها الى اسواقها الخليجية لاستمرار دورة الدولار وعودته الى خزائن الغرب بعد دفع القليل منه ثمنا لبرميل النفط لحكوماتها . في دراسة جديرة باهتمام الباحثين من اثنتي عشرة حلقة نشرتها مجلة الفورن بولسي في عددها بتاريخ 21 يونيو بعنوان : لماذا تصدر الولايات المتحدة الامريكية اسلحة ببلايين الدولارات الى الدول الاوتوقراطية بقلم جيفري سمث جاء فيها : ان تقرير وزارة الدفاع الامريكية الصادر في 8 يونيو هذا الشهر اشار الى ان امريكا صدرت اسلحة بقيمة 44.28 بليون دولار الى 173 دولة في السنة المالية لعام 2011 وبزيادة 10 بالمئة عن العام 2010 وتتوقع زيادة 70 بالمئة في العام القادم . وان من بين هذه الدول كل من دولة الامارات العربية المتحدة وقطر والعربية السعودية والكويت والبحرين بالاضافة الى اسرائيل واشار التقرير الى ان هذه الدول تعمل على قمع المعارضة الديموقراطية وتنتهك حقوق الانسان فيها . .
ان ما يميز هذه الدول الخليجية هو انها كانت وما زالت ضعيفة البناء من حيث اسس تكوين الدولة بعد ان ظلت محميات منذ زمن دخول القوى الغربية الى المنطقة وبداية الاستعمار في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر حتى منتصف القرن العشرين ، لقد ظلت تفتقر الى وجود شعب عامل ومنتج فيها او قدرتها على بناء جيش قادر على الحفاظ وحماية حدودها المتنازع والمشكوك فيها اوالتاكيد على عراقة تاريخها القبلي الذي يخلو من حركات التحررالمعروفة لدى بقية شعوب المنطقة العربية ضد القوى الاستعمارية المسيطرة آنذاك. فمن الناحية السكانية هي قليلة العدد . ومن اجل بناء شعب فيها، انفتحت لها ابواب الهجرة لدخول اليد العاملة من مختلف البلدان الاسيوية والعربية والشركات الاجنبية لتلعب دورا كبيرا في التوازن السكاني كما حصل في جميع الدول النفطية الصغيرة المطلة على شواطئ الخليج العربي والمملكة العربية السعودية التي تعاني اليوم من تهديد الجاليات الاسيوية الكبيرة فيها المحرومة من كثير من الحقوق ، اضافة الى وجود جاليات عربية تعمل بصمت بعيدة عن المطالبة باي من حقوقها مثلما اشارت اليه دراسة الفورن بولسي . وتلعب هذه الجاليات دورا حساسا في البناء والتنمية ولها النصيب الكبير من ميزانيات هذه الدول . ذكرت صحيفة الرياض السعودية بتاريخ 24 يونيو : ان حجم تحويلات العمالة الأجنبية تجاوز حاجز ال420 مليار ريال خلال أربع سنوات من بلدان مجلس التعاون الخليجي . علما ان الدول الغربية تسعى دائما على دعم انظمة الحكم فيها لتبقى دولا اوتوقراطية صاحبة الشان الاول والاخير في المصالح العامة والاستحواذ على الثروة النفطية و شئوون الحكم في توزيع المناصب الحساسة في هذه الدول على ابناء عائلات الشيوخ والطبقات البرجوازية فيها متعللة بوجود مجالس شورى او برلمانات وديموقراطيات صورية مفروضة قسرا لابعاد الشبهات عن دور ارتباطها بالدول الغربية وغيرها صاحبة المصالح الكبرى فيها ولنا مثال صريح في احتضان امريكا لامير الكويت الهارب المخلوع الشيخ جابر الصباح والعمل على اعادته اميرا من جديد بعد شن الحرب على العراق في بداية 1991 وطرد جيش صدام حسين من الكويت وتحريرها من طغمته الفاسدة . ومن هنا وحسب المفهوم السياسي والاقتصادي تعرف دول الخليج العربية على انها دول هجينة منذ ظهور بوادرالثروة المفاجئة فيها وما رافقها من تحولات اقتصادية وسياسية واجتماعية ! ان المتتبع للشأن الخليجي اليوم منذ لملمة البيت الخليجي في مجلس التعاون منذ بداية الثمانينيات كان بالاساس للحفاظ على هذه الكيانات الهجينة وسهولة التعامل معها والحفاظ عليها من قبل اصحاب الشان الغربيين وعلى رأسهم الولايات المتحدة الامريكية من اجل دفعهم مرة واحدة للعب الدور المطلوب في السيناريوهات المراد تطبيقها في منطقة الخليج والدول المجاورة لها . ولنا في دور هذه الدول وعلى راسها المملكة العربية السعودية والكويت المثال الصريح على تنفيذ اوامر الغرب . واذا ما تركنا ما جرى في افغانستان ، فان مشاركة دول الخليج في دعم المجهود الحربي والوقوف الى جانب دكتاتور العراق سابقا صدام حسين في الحرب طويلة الامد 1980-1988 ضد ايران او في الانقلاب عليه عندما شنت الحرب على صدام حسين نفسه عام 1991 بعد غزوه الكويت من قبل اعوانه الغربيين انفسهم خير مثال لبقاء هذه الدول كقاعدة لتنفيذ السينوريوهات الغربية المتعددة والمعدة سلفا للتطبيق من وقت لآخر في المنطقة .
وتبقى الجاليات الاجنبية التي ذكرناها مثل القنبلة الموقوته متى ما تريد القوى الاستعمارية اشعالها . ففي امارة دبي كما يذكر الدكتور عبد الله النفيسي : لا تتعدى نسبة المواطنيين الاصليين فيها الخمسة او السبعة بالمائة حسب تقديراته عندما قال انك لو مشيت في شوارع هذه الامارة فانك ستشعر كما لو انك تمشي في شوارع لندن !. اضف الى ما تزرعه القوى الغربية في ارض الدول الخليجية من مؤسسات تلعب دورا مشبوها في تدمير القيم العربية الاسلامية في المجتمعات الخليجية ومثال على ذلك كما يذكر النفيسي ايضا : وجود مؤسسة راندكوربوريشن في قطر المظلة الكبيرة لوكالة المخابرات الامريكية السي آي ايه . ويضيف النفيسي ايضا : ان الامريكان والاوربيين انتقلوا من حالة الاحتلال – والخليج كله محتل - الى حالة الاستيطان وان القرار الاستراتيجي كله بيد الامريكان وليس بيد الخليجيين .( راجع موقع الدكتور النفيس في صحيفة المدى). ولسنا اليوم بحاجة الى البراهين حيث لا يخفى على احد ان ما جرى في الحرب على العراق واسقاط نظام صدام حسين عام 2003 ما هو الا سيناريو امريكي غربي صرف جرى تطبيقه بالتعاون مع هذه الدول الخليجية الهجينة بالذات . راجع مقالتي المنشورة في هذه الصحيفة بتاريخ 30 اغسطس 2011 بعنوان : الكويت : طباع شعب ام منهج حكم وسياسة دولة ؟ . .
لم يحدث في تاريخ هذه الدول الصغيرة ان تدخلت علنا وبشكل سافر في شئوون الدول العربية الكبيرة المجاورة لها او القريبة منها في المنطقة الا باستثناءات استوجبتها ضروف التآمر الخفي في العمل مع الغرب حسب شروط ومتطلبات الاستعمار الجديد على قلب الانظمة فيها بعد ان شعرت بالتهديد غير المباشرالذي واجه امنها مثلما حصل على اثر تصريحات الزعيم عبد الكريم قاسم التي تحولت الى لعبة مفبركة بعد مطالبته بعودة امارة الكويت الى الوطن الام عام 1961 عند الاعلان عن انتهاء اتفاقية الحماية واستقلال الكويت المفاجئ من قبل بريطانيا. او ما حدث عند الغزو المباشر لدكتاتور العراق صدام حسين للكويت عام1990. واذا ما استثنيا دور اسرائيل المغتصبة للارض الفلسطينية التي اصبحت القاعدة الرئيسية التي ثبتتها الامبريالية والكولونيالية الغربية في المنطقة العربية من اجل العمل على استمرار عدم استقرار الاوضاع فيها كما جاء في قصيدة الشاعر الالماني غونتر غراتس التي ترجمتها ونشرتها في صحيفتكم بتاريخ 10 ابريل 2012 ، فاننا نرى اليوم بوضوح ممارسات واساليب دول الخليج العربية المتمثلة في التدخل السافر والعلني امام انظار كل الشعوب العربية والاجنبية في الاعلان عن دعمها لاسقاط الانظمة في العالم العربي . ولقد تاكد ذلك في تصريحات بعض المسئوولين من وزراء خارجيتها الذين لم يترددوا في دعم الحركات الانقلابية او العمليات الارهابية المستمرة في الدول المجاورة . وهذا ما نراه ونشاهده ونقرا عنه حول ما يجري على الساحة العراقية التي تعبت من هجمات الارهابيين السعوديين وغيرهم والقبض عليهم وتسليمهم الى دولهم دون خجل من ابناء الشعب العراقي المسكين الذي يئن من هذه الاعمال الارهابية كل يوم .
اما ما يجري في سورية فقد فاق حد التصور في الدعم العلني والاعلان صراحة عن الرغبة في تغيير الحكم في سورية بغض النظر عن نوع الحكم فيها . ولقد اكدت في مقالتي المنشورة في صحيفتكم وصحف اخرى بتاريخ 3 مارس 2012 بعنوان : انطباعات عائد من شتاء بغداد ، اثر زيارتي الى العراق جاء في الحلقة الثاثة منها بعنوان : دور الرأسمالية في تطوير دول الخليج وسيناريو شن الحرب على سوريا ، كتبت فيها قائلا : رغم ان مشروع قراراسقاط النظام السوري وتنحي الرئيس بشار الاسد عن الحكم واجه رفضا شديدا بفضل الفيتو الصيني - الروسي في مجلس الامن الا ان السيناريو مكشوفة ابعاده من اجل كسر الحلقة الرابطة بين ايران والعراق ولبنان للاستمرار في تنفيذ مخطط الشرق الاوسط الجديد بعد هبوب رياح الربيع العربي التي وصلت الى سوريا . وعلى نحو مفضوح وغير مسبوق شاركت كل من الرجعية العربية التي لعب دور البطولة فيها كل من الامير فيصل آل سعود وزير خارجية المملكة العربية السعودية والشيخ حمد بن جاسم وزير خارجية قطر ونائب رئيس وزارئها مع تركيا وامريكا واسرائيل وحتى دول الاتحاد الاوربي وبقية دول مجلس التعاون في الخليج بدعم ما يسمى بالمعارضة السورية بعناد واصرار بالمال والسلاح لتنفيذ هذا المخطط المكشوفة ابعاده والهادف الى تدمير سورية .
اصبح من السهل اذن ان ندرك ابعاد سيناريو الحرب الدائرة في سوريا من اجل الوصول من جهة الى عزلها مع حزب الله في لبنان عن ايران ومن جهة اخرى تطويق روسيا وتضييق الخناق عليها والحد من انتشار نفوذها ونمو مصالحها في منطقة الشرق الاوسط وتقليص اعتماد اوروبا على الغاز الروسي من خلال نقل إمدادات منطقة بحر قزوين مباشرة إلى تركيا وأوروبا . ولكن لماذا هذا الدور القطري او السعودي المدافع عن الحريات واقامة الديموقراطية في سوريا وبالتالي استعداد قطر مع السعودية بمد المقاتلين ضد النظام السوري بالسلاح علنا ؟ باختصار اشير الى ان اشهر المناطق التي يكثر فيها الغاز اليوم هي منطقة الخليج وقطر بالذات التي اصبحت القاعدة العسكرية لاستخراج الغاز ومنذ تاسيس شركة كافاك لتصدير الغاز الى الاسواق الاوروبية لمنافسة الغاز الروسي . لقد وصلت منطقة الخليج وما يحيط بها من المناطق الى اعلى درجات المنافسة في اقامة مشاريع الغاز ما بين شركات النفط العالمية . واذا كان الانقلاب في الحصول على الطاقة من الفحم الى النفط في بداية القرن الماضي فالغاز هو ما يمثل الانقلاب من النفط في بداية هذا القرن اليوم . ولقد قامت قطر مع مجموعة من 12 دولة منذ عام 2005، لمناقشة السبل لبقاء اسعار الغاز على الشكل المطلوب مع تاسيس مكتب لها للمتابعة في العاصمة الدوحة .
لقد حان الوقت لتنفيذ المخططات ضد سوريا من خلال هذا المكتب اليوم بعد ان انكشفت توجهات امريكا لاحكام سيطرتها على غاز المنطقة وعزل الغاز الروسي عن اوروبا حتى لا تقع تحت رحمة النفوذ الروسي وحتى لا تتهاوى العملة الامريكية والنفوذ الامريكي من افريقيا واسيا الى اوروبا ؟ ومن الجدير بالذكر ان عام 2002 شهد اتفاق امريكا مع تركيا عن مد خط غاز نابوكو العملاق لانها تعرف مدى صعوبة الحصول على غاز اسيا الوسطى واستحالة شن الحرب على ايران ، ولكن بعد كسر الحلقة الاخيرة وسقوط النظام في سوريا كما تتمناه ، ستحصل امريكا على الغاز عبر سوريا ومنها ستفقد روسيا نفوذها في البحر الابيض المتوسط واوروبا وستكون امريكا قد احكمت قبضتها على المنطقة دون منافس بعد وصولها الى بغداد مع تحقيق حلم اسرائيل الكبرى في المنطقة .
ومن خلال هذه المعطيات نجد انفسنا مدفوعين بقوة للدخول في مرحلة جديدة من التاريخ الاقتصادي والسياسي في المنطقة العربية تلعب فيها الدول الخليجية الهجينة الدور المباشر في العمل على اعادة الكولونيالية الجديدة الى المنطقة العربية الغنية بالنفط والغاز والمراكز الاستراتيجية العوامل والثروة التي ستظل امريكا والغرب الاوروبي تعتمد عليها في ازماتها الاقتصادية والمالية الكبيرة التي تمر بها في الوقت الحاضر و الى عقود طويلة قادمة .

( * ) دكتوراة في التاريخ الاقتصادي
عضو نادي الاكاديمية الدبلوماسية في فيينا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الخلاصه
نزار الحافي ( 2012 / 6 / 26 - 07:55 )
ثورة الشعب السوري واللتي لم تأتي اليها وهذا اجحاف منك قد توافقت مع المصالح القطريه لتصدير غازها من خلال سوريا والى تركيا ومن ثم الى اوروبا والدفاع الروسي من خلال الفيتو لقطع الطريق عن الغاز القطري وليس لحفظ النظام السوري
كلام فيه الكثير من الصحه والدفاع عن المصالح شيء مشروع وها نحن امام اصغر دوله بالعالم تناكف ثاني اكبر دوله بالعالم مشان المصالح ولذلك انا لم آتي بشيء بل استشفيت خلاصتي من مقالك واللتي تقول ان دوله بصغر قطر جغرافيا وسكانيا يجب ان لا توصم بالدوله الهجينه والدول الهجينه العراق اللتي يحكمها قائد فيلق القدس وسوريا اللتي صار يحكمها بوتن وليس عليك سوى متابعة اللقائات الصحفيه في ايران وروسيا لتكتشف انهم يتكلمون بأسم البلدين المذكورين وكأنها مستعمرات حقيقيه مع شكري للكاتب


2 - الكلمة أمانة ايها العزيز
د.عبد الجبار العبيدي ( 2012 / 6 / 26 - 13:43 )
مقالة تستحق الوقوف عليها طويلا.وبغض النظر على ما اوردت فيها من حقائق لكن الواقع اليوم يستدعي قول الحق في كل الامور.دول الخليج وان كانت صغيرة فأنا لا أوافقك القول بانهادول هجينية،فهناك في اوربا دول لا تتجاوز مساحتها 20 ميلا مربعا تحتل مكانة الصدارة في التقدم العلمي والتحضر الحضاري كلكسمبرج مثلا واخرى كثيرة.ان ما تقوله ايها العزيز في موقف السعودية وقطر تجاه سوريا لا يمثل الرجولة العربية بل يمثل اعلى درجات الخيانة العربية ضد الشعب العربي بتسخيرهم اعلام الجزيرة الممقوت تجاه سوريا ،وليس تجاه الأسد ،فقد كان بأمكانهم ازاحة الاسد لو اراد الاسياد ذلك ،لكن هناك مخططا لتدمير الوطن السوري كما عملوا على تدمير الوطن العراقي الذي اصبح اليوم اسما بلا مسمى.. على العراقيين ان لا ينظروالى رؤوسهم كالطاووس وينسون ارجلهم الكريهة اليوم حين اصبحنا وطن بلا شعب وشعب بلا هدف واهدافنا تحقق مصالح الاخرين.الدول الخليجية وبغض النظر عن كل ما يقال فيها ،لكن على من تعتمد على العراق الذي غزاها ودمر بنيتها التحتية واعتدى على قيمها الانسانية ام على امريكا التي تنقل لها كل ادوات الحضارة والرفاهية. وتحميها من الاخرين؟


3 - الكلمة امانة 2
د.عبد الجبار العبيدي ( 2012 / 6 / 26 - 14:38 )
ان الموقف التركي من سوريا هو عينه الموقف الروسي منها لحماية المصالح والعيون التركية الممتدة لاحتلال سوريا وبداية تكوين الدولة العثمانية الجديدة وان اختلفت التواريخ،وموقف اردغان من العراق ليس من اجل سواد عيون الشعب العراقي ولكن من اجل تحقيق الوعود التي قدمتها عائلة النجيفي لتركيا لضم الموصل اليها،وهكذا يفعل البرزاني اليوم ليس كرها بالمالكي وحبا بالعراق بل لأخذ كركوك (قدس الاقداس على حد قول الطالباني المرتدي لألف لباس وبعدها المناطق المتنازع عليها باطلا لتفتيت العراق.انا لم أكن مع المالكي لكن الموقف للمالكي يشم منه الرجولة ولا ندري هل سيتنازل عنها غدا(الرجال لا تحزر الا وقت الشدة)
لقد كتبتنا انا وانت عن ازمة الكويت مع العراق وقد قلت انا في حينها على الكويت التي اكلت اللحم ان لاتكسر العظم،والكويت لها مع العراق تاريخ الجيرة واللغة والدين،لقد عشنا فيها سنين ولم نلاقِ من اهلها الا المودة والاحتضان وقت الشدة وبالمقابل قدمنا لها الوفاء في وقت الشدة واهل الكويت يعرفون ذلك والفضل لا ينسى لأهله،لكنني عارضت القرار 688لان الكبار دقوا اسفينا بينننا وبين الكويت وسترى الكويت خطأ قبولها القرار


4 - 3 الكلمة امانة
د.عبد الجبار العبيدي ( 2012 / 6 / 26 - 14:49 )
وهذا ما حصل بالضبط بين المانيا وفرنسا في منطقة الزاس واللورين بعد الحرب الكونية،لكن عقلاء البلدين جلسوا على المائدة المستديرة وتفاوضوا وفق معاهدت الاستقلال والحدود بينهما لا وفق معاهدات الحروب بين الغالب والمغلوب وتوصلوا الى افضل الصيغ وعادت الامور كما كانت وكأن شيئا ماحدث.لكن العواطف والتحريض الاعلامي والدولي ادخل الكويت في جو المنتصر العظيم والكويت تعلم علم اليقين لولا ابو ناجي لما استطاعت ان تسترد شبرا واحدا من العراق المعتدي الظالم اهلها.لا ادري اين قسم التاريخ في جامعة الكويت واساتذة التاريخ الحديث ليفلسفوا لنا نظرية الخطأ المتبعة مع العراق اليوم والى اين سيصلون غدا عندما تتغير الحكومات الموقتة حسب ساعة كرينش،ساعتها لا ينفع الندم.انا اقول من حقك اخي اياد انت كمؤرخ اقتصادي ان تبدي وجهة نظرك ولكن عليك ان تجد المبررات الحامية لهم مما يعصف بهم اليوم من امور،وعلى قطر ان لاتنساق وراء تطبيل فيصل القاسم المهرج والجزيرة بل وراء العقل والعقلاء قبل ان تحل الكارثةبها.اما السعودية الوهابية التي لاتؤمن الا بدينها فمن حقها التأمر على الشعوب وقتلها كما يسمونه اليوم بالربيع العربي المتأخرف.


5 - نعم نحن مع حقائق التاريخ
اياد الجصاني ( 2012 / 6 / 26 - 22:24 )
.
اسعدتني التعليقات واشكر الاخوين السيد نزار والدكتور عبد الجبار على صراحتهما . لا اتفق مع السيد نزار الذي كان بريئا وهامشيا ، ولكني اتفق مع ما ورد في تعليقات الاخ الدكتور العبيدي الشيقة . صحيح ان دولا صغيرة مثل اللكسمبورغ واللشتنشتاين هي من الدول الاوربية الصغيرة وذات الشأن الكبير ولكن ما ورد في تاريخها انها كانت مستعمرات سابقا مثل ما هو في الخليج . ان جميع الدول الخارجة من رحم الاستعمار تسمى بالهجينة لم تشهد مراحل النضال والثورات ضد الاستعمار الطويل الامد والفرق كبير هنا بالتاكيد . لم يكن هناك استعمار بين الاوربيين بل حروب طويلة بين القياصرة والملوك والامراء الاوربيين انفسم تم وضع نهاية لها في مؤتمر الصلح وعقد معاهدة وستفاليا عام 1648


6 - الاعتراف بالحق واجب وفضيلة
اياد الجصاني ( 2012 / 6 / 26 - 22:25 )
. هذا من جهة اما بخصوص مشاعرنا نحو الكويت واهلها فاننا لن ننسى فضلهم على الاجانب و العرب والعراقيين المقيميين في الكويت بالذات ولكن يا اخي لا تنسى ان نقول الحق والحقيقة التي تريدها وهي اننا كنا تماما تحت حكم القوانين الكويتية اسوة بالفلبينيين او الهنود او غيرهم من الجاليات الاجنبية ولم يكن هناك ما يميزنا عنهم سوى عراقيتنا وكرامتنا وان ما كان يلهمنا الصبر كعراقيين هو احترام الكويتيين ظاهرا لنا . ومع كل ذلك تبقى في عروقنا السنوات الطويلة التي عشناها بين ظهرانيهم الطيبة معززين مقدرين وهذا لا ننكره ابدا . وهذا هو الجانب الاخلاقي الذي لا مفر منه ولا شك فيه ! .


7 - وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب ينقلبون
اياد الجصاني ( 2012 / 6 / 26 - 22:28 )
. اما عن الجانب التاريخي والسياسي فهو امر آخر يقدره الدكتور العبيدي قبلي شخصيا فانت استاذ التاريخ والاعلم ببواطن الامور . وان ما جرى في العقود الماضية من مؤامرات دفعت لها الكويت دفعا رغم انفها هو ما ستدفع ثمنه الاجيال القادمة من الندم . لان ما اعطى العراق للكويتيين هو الكثير وان ما قدمه الكويتيون للعراقيين هو ومع مزيد الاسف الجحود ونكران الجميل وعدم الاعتراف بمعطيات التاريخ . اما عن دور قطر والسعودية في تدمير سوريا فهم كما اتفقنا عليه اصبح اشبه بالعهرالسياسي المفضوح وغدا على رؤوسهم ستدور الدوائر فنحن مع الشعب السوري المظلوم وسيعلم الذين ظلموا اي منقلب سينقلبون . والله من وراء القصد !


8 - الكلمة امانة4
د.عبد الجبار العبيدي ( 2012 / 6 / 26 - 22:43 )
اخي العزيز ايها الحبيب ابو علي المفوه المحترم
لم يكن احدا مثلي ومثلك يعرف الكويت والكويتيين،فقد عاشرناهم عن قرب وتداخلنا معهم عن قرب،والله يشهد لم أكن انا شخصيا طامعا في شيء من الكويت العزيزة الغالية غير الامان والاطمئنان والكفاية والعدل.وقد استجابوا لنا في المرة الاولى بعد ان هجرنا البعث عام 64 والثانية بعد ان اخرجنا البعث من الجامعة عام 80 ،.عدنا اليهم فتلقفونا بالاحضان والترحاب والحماية وفي كلتا الحالتين عملنا معهم 18 سنة تخرج فيها اولادنا من الجامعة وحصلنا ما نريد وكان بالأمكان ان نبقى معهم لولا الشيطان الرجيم الذي خرب الحال والمال واضاعنا واضاع الوطن العراقي بلا سبب.فهل الكويت تستحق من العراق ذلك الغزو الكارثي الباطل من الصداميين؟اعكس الحالة علينا وماذا شعورنا اليوم ممن تأمروا على وطننا وسلمواه للاخرين بحجة التحرير بعد ان نقلوه الى وطن وكانه بلا شعب.قارن بين حالتين وانت شاهد عليها بين مجيئنا للكويت والمعاملة الحسنة منهم وبين عودتنا الى العراق عام 2010 وكيف زجرونا واكلوا حتى حقوقنا التقاعدية دون وخز الضمير.الاسلام قائم على العدل (واذا قلتم فأعدلوا ولو كان ذا قربى) تقبل تحياتي.


9 - الكلمة امانة
د.عبد الجبار العبيدي ( 2012 / 6 / 27 - 11:26 )
الحوار المتمدن ،اصطلاح جميل لم أقرا عنوانا مثله في مجلة اخرى،فكم هو جميل التمدن ،وأذا لم ينتقل العرب من ثقافة العنف والقوة والاعتداء على حقوق الاخرين الى ثقافة التمدن لم ولن يصلوا الى نهاية واضحة في عالم الحضارات.فللحوار المتمدن كل التحية والتقدير لهذا التوجه الصائب.والكلمة الآن لصديق العمر الطويل د.أياد الجصاني المحترم لأقول له:كل المؤسسات الحكومية والدول الراقية تستجيب لمواطنيها بالرد على رسائلهم الا نحن العرب وبالاخص العراقيين ،لانهم بعد ان وصلوا الى السلطة ومسكوا زمام الامور لم يعد المواطن في فكرهم ونظرهم له من قيمة،ودوما انا أتذكر كلمة الامام علي بن ابي طالب ع) حين يقول لواليه على مصر مالك الاشتر:أسمع يامالك :انظر الى الرعية باحترام النظر والتقدير فكل واحد فيهم (اما أخ لك في الدين او نظير لك في الخلق) قل من قالها قبله سوى مقالة عمر رض عندما شكا له فارسي في فارس من معاملة الوالي العربي له فقال :متى أستعبدتم الناس وقد ولدتهم امها تهم احرارا،فهل سيتعملوا حكامنا وممثليهم عدالة الاجداد والتراث الابيض الناصع وينزلوا عن بغلتهم ليلاقوا الشعب بما حلَ به من ألالام أم ماذا؟ لك مني المحبة

اخر الافلام

.. أمريكا تزود أوكرانيا بسلاح قوي سرًا لمواجهة روسيا.. هل يغير


.. مصادر طبية: مقتل 66 وإصابة 138 آخرين في غزة خلال الساعات الـ




.. السلطات الروسية تحتجز موظفا في وزارة الدفاع في قضية رشوة | #


.. مراسلنا: غارات جوية إسرائيلية على بلدتي مارون الراس وطيرحرفا




.. جهود دولية وإقليمية حثيثة لوقف إطلاق النار في غزة | #رادار