الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المايسترو (قائد الاوركسترا)

رحاب حسين الصائغ

2012 / 6 / 25
الادب والفن



ارتبط موضوع القيادة الموسيقية مع الاوركسترا والتي بدورها تعكس صور ما كانت عليه الموسيقى وما أصبحت عليه مع التطور من عصر إلى أخر من توسع(كبر حجم الاوركسترا) وتطور في صناعة الآلات الموسيقية التي ساعدت في تطور مهارة العازفين وكل هذه العوامل أدت إلى ضرورة قائد الاوركسترا في الفرق الموسيقية والتي بدئت رعايتها من قبل الحكومات التقدمية باعتبارها واجه من واجهات البلدان المتحضرة ، والملاحظ بأنه أينما ذكرت كلمة أوركسترا ذكر المايسترو، وكذلك ما أن ذكرنا لفظ مايسترو حتى يصور ذهننا أشكال وأنواع من الاوركسترا، معنى هذا بأن المايسترو والأوركسترا واحد لا يمكن فصلهما عن بعضهما البعض لما للواحد من دلالة مباشرة بالنسبة للآخر وهناك الكثير من السياقات المعرفية التي خصت القائد الموسيقي معرفتا ومبينتاً الدور الفاعل التي يقوم به هذا المغامر الجسور بالذات في موسيقى العصر الرومانتيكي والعصور اللاحقة إلى الآن والمايسترو فنان يعرف الجميع بوجوده، ولكن قلَّة قليلة تدرك حقيقة دوره وأهمية وجوده أمام الفرقة الموسيقية. إن قيادة الأوركسترا، هي : أن تقود، أن تشير، أن تُلهم وتنسِّق عمل مجموعة موسيقيين يؤلفون الأوركسترا، من أجل إضفاء شيء من التناسق على العمل الذي يؤدّى. والأداء، هو أن تنحت العمل المقصود أداؤه، وتضعه في قالب، وتقيسه، وتعايره وتعطيه شكلاً، من دون أن تخون روح المؤلف (لأنه يشكل النائب للمؤلف). فتصبح المقطوعة نوعاً من الصورة الصوتية، فيحسّها القائد بأُذُن في داخله، ليفك رموزها وينقلها إلى كل الأوركسترا. المايسترو مثل المخرج المسرحي بالنسبة إلى المسرح، أيمكن تخيّل مسرحية تؤدَّى من دون إخراج؟ إن ما ينتج عنها هو فوضى لا توصَف، لا سيما إذا أراد كل ممثل أن يعمل ما يحلو له. ذلك حال الموسيقيين في الأوركسترا: تصوّروا مئة موسيقي (في فرقة سيمفونية) يعزف كلٌ على هواه، حينما شاء وكيفما يشاء، فلا يلتفت إلى الآخرين. مثل هذا لا يُحدث سوى فوضى لا تُسمع، ولا تُطاق، فوضى بعيدة عن الموسيقى التي صنعها الموسيقيّ وهو يؤلف مقطوعته. إن قائد الأوركسترا مثل المخرج. فهو يضع مدونة المؤلِّف في صورة صوتية. وعليه أن يجعل كل عازف في الأوركسترا يتذوق ويفهم كل ما كتبه المؤلف حتى تتمكن الأوركسترا بدورها من نقل هذه الصور بيسر وأمانة إلى الجمهور، وقد أخذ دور قائد الأوركسترا يتعاظم، منذ أن صارت الموسيقى شائعة للجماهير العريضة. ضلت الموسيقى حتى نهاية القرن الثامن عشر، حكراً على مجتمع لاهٍ بل مسرفٍ لا مبال من (الأغنياء). فكانت الموسيقى تُعزف في غرف داخل قصورهم وقلاعهم، بحيث لم تكن الأوركسترا حينها تتعدَّى الأثنتا عشر عازفاً. وكان يقودها في المعتاد المؤلف نفسه، أو عازف الكمان الأول، ولكن حين انتقل عزف الموسيقى إلى الصالات الكبيرة التي تتّسع لمائة ضعف جمهور الغرف، برزت مشكلات هندسة الصوت، ولذا كان لا بد من زيادة عدد العازفين إلى (أربعين ثم ستّين،حتى المائة والخمسون.. وهكذا).حتى إن أسلوب التأليف اخذ بالتبدّل، فظهرت القوالب الموسيقية وتنوعت فظهرت السيمفونيات الرومانسية الشهيرة والكونشرتات والافتتاحيات والأوبرات . وصار لا بد من احد ينسِّق عزف هذا الجميع من الموسيقيين في الفرقة. هكذا ولدت مهنة قيادة الأوركسترا.
/ جامعة صلاح الدين/ كلية الفنون الجميلة/ قسم الموسيقى/ اربيل - العراق








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. دياب في ندوة اليوم السابع :دوري في فيلم السرب من أكثر الشخص


.. مليون و600 ألف جنيه يحققها فيلم السرب فى اول يوم عرض




.. أفقد السقا السمع 3 أيام.. أخطر مشهد فى فيلم السرب


.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع




.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة