الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


وعسى أن تكرهوا مرسى

نصارعبدالله

2012 / 6 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


وعسى أن تكرهوا مرسى ... د/ نصار عبدالله
كنت واحدا من الذين أبطلوا أصواتهم فى جولة الإعادة، ولم يمنحوه لأى من المرشحين المطروحين ، ولم يكن هذا موقفا سلبيا من جانبى ولا فرارا من القرار، ولكنه كما أوضحت فى مقالى السابق نشره فى هذا الموقع بعنوان : "مرسى وشفيق: إبطال الصوت أم تعطيل الضمير ؟" كان من وجهة نظرى موقفا إيجابيا يرمى إلى تقليل النسبة التى سيحصل عليها الفائز حتى لا يفوز بأغلبية كبيرة قد توهمه بأنه يمثل إرادة الأغلبية الغالبة، وقد تغريه بالتالى أن يشرع فى تنفيذ أجندة تتعلق بمجموعة من المصريين أو بجماعة منهم أكثر مما تتعلق بمصلحة الوطن بأكمله ، وأحمد الله أن الذين سلكوا مثل مسلكى وأبطلوا أصواتهم قد بلغ تعدادهم ما يقرب من مليون ناخب ، يمكن القول بأنهم فى مجملهم ينتمون إلى ما أصبح يعرف بالبديل الثالث الذى يرفض الفاشية الدينية بنفس القدر الذى يرفض به الفاشية العسكرية.. نعم .سوف يقول الكثيرون من أنصار الدكتور مرسى إنه لا يمثل الفاشية الدينية أصلا، وليس صحيحا ما يشاع عنه ولا ما يشاع عن جماعة الإخوان من أن موقع الرئاسة بالنسبة لهم هو مجرد خطوة فى هذا الإتجاه سرعان ما تعقيها خطوات وئيدة أخرى إلى أن يتحقق التمكين وتقوم الدولة الفاشية المكتملة ... سوف يقول الكثيرون من أنصاره إن تصريحاته وتطميناته وتعهداته كلها سواء قبل فوزه بالرئاسة أو بعدها تؤكذ بوضوح أنه نصير للدولة المدنية، وأنه نصير لمطالب الثورة وفى مقدمتها الحرية والعدالة والعيش الكريم،... وسوف يقول الكثيرون من أنصار حمدين صباحى وعبدالمنعم أبو الفتوح ممن أعطوا أصواتهم للدكتور مرسى ليس اقتناعا به ، وإنما خوفا من سحق الثورة تماما على يد الفريق أحمد شفيق إذا ما جاء على قمة السلطة التنفيذية (وهؤلاء هم الذين رجحوا كفة الدكتور مرسى فى نهاية المطاف) .. سوف يقولون حتى لو افترضنا أن الدكتور مرسى ما زال يحمل فى أعماقه أجندة الإخوان المسلمين فإن قدرته على إنتاج الدولة الفاشية الدينية أقل بكثير من قدرة الفريق شفيق على إنتاج الدولة الفاشية العسكرية، وبالتالى فإن الدكتور مرسى هو أهون الشرين ، وهو الأفرب إلى تحقيق مطالب الثورة، ولا مناص له فى الفترة القريبة القادمة على الأقل من أن يتبنى نفس المطالب التى يتبناها الثوار والتى تتمثل فى شن حرب حقيقية وجادة على الفساد ، وبتاء مجتمع يقوم على الحرية والعدالة وتكافوء الفرص لجميع المواطنين ، دون تمييز بينهم بناء على الجنس أو اللون أو العقيدة أو مجرد الإنتماء لجماعة الإخوان المسلمين ، لا مناص له من ذلك لأسباب كثيرة أولها أن نصف الناخبين تقريبا لم يمنحوه أصواتهم، وهؤلاء يترقبون ما سيفعله، وثانيها أنه مدين بفوزه للأصوات التى رجحت كفته ومن بينها أصوات الثوارأنفسهم وبالتالى فإن نكوله عن إقامة الدولة المدنية التى تستوعب جميع الأطياف سوف يدفع بالجميع للمطالبة بعزله أو إقالته ، وثالثها أن المجلس العسكرى نفسه لن يسمح بقيام فاشية دينية مهما كان الثمن ، لا مناص للدكتور مرسى من ثم سوى الإعتصام بمبادىء الحرية والديموقراطية والإبتعاد الجقيقى عن أجندة الإخوان المسلمين باعتباره قد أصبح رئيسا لكل المصريين ....ورغم اقتناعى شخصيا بأن أغلب هذه الحجج صحيح ومقنع ، إلا أننى أستعيد مرة أخرى ما سبق أن ذكرته فى مقالى سالف الذكر من أن العبرة فى نهاية المطاف هى بالأفعال لا بالأقوال ، ومن ثم فإنه يتعين علينا جميعا ونحن نهنىء الدكتور مرسى بالفوز ، يتعين علينا أن نمنحه أو بالأحرى نمنح أنفسنا فرصة كافية لكى نتبين فى أى اتجاه سوف يمضى وعلى أى نحو ، فإذا ما مضى فى اتجاه تأكيد قيم الدولة المدنية الجديثة ، وإذا ما مضى فى اتجاه ينم بوضوح بأن ولاءه الأول لمصر وحدها باعتبارها وطنا للجميع ، وإذا نفذ عمليا ما سبق أن تعهد به خطابيا ...ساعتها فقط سوف نقول لأنفسنا : وعسى أن تكرهوا مرسى .
[email protected]








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - إنك لاتجني من الشوك العنب
نور الحرية ( 2012 / 6 / 26 - 17:31 )
كيف يعقل من انسان مازال يؤمن بالبغلة المجنحة الطائرة و الثعبان الاقرع والمسيح الدجال الذي يكسوه الشعر ان يمارس الديمقراطية وان يسمح بحرية الراي .اما انكم حمقى او انكم حمقى مع الاعتذار


2 - إنك لاتجني من الشوك العنب
نور الحرية ( 2012 / 6 / 26 - 17:31 )
كيف يعقل من انسان مازال يؤمن بالبغلة المجنحة الطائرة و الثعبان الاقرع والمسيح الدجال الذي يكسوه الشعر ان يمارس الديمقراطية وان يسمح بحرية الراي .اما انكم حمقى او انكم حمقى مع الاعتذار


3 - العنصر الهام
عبد المنعم ابو النصر ( 2012 / 6 / 26 - 21:22 )
اعتقد ان اللذين يرون ان مرسي هو والشيطان شيئا واحدا وان من اعطاه صوته اما مغفل اوخائن يهملون عنصرا هاما وفاعلا في المعادلة وهو الشعب المصري الذي اصبحت ارادته ورايه العام وقدرته علي الضغط لا يمكن لاي حاكم ان يتجاهلها كلية كما كان ا الامر فيما مضي ولو ترك الشعب المصري المجلس العسكري يفعل مايريد وماخطط له لكانت الصورة مختلفة الان جذريا مرسي بالتاكيد لم يكن حلم القوي الوطنية في مصر هو اقل من حلمنا كثيرا ولكن هذا مامكن تحقيقه في هذه المرحلة المهم في الموضوع ان الشعب اصبح موجودا يراقب ويحاسب ويتحرك للتصحيح

اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي.. مليار يورو لدعم لبنان | #غرفة_الأخبار


.. هل تقف أوروبا أمام حقبة جديدة في العلاقات مع الصين؟




.. يديعوت أحرونوت: إسرائيل ناشدت رئيس الكونغرس وأعضاء بالشيوخ ا


.. آثار قصف الاحتلال على بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان




.. الجزائر: لإحياء تقاليدها القديمة.. مدينة البليدة تحتضن معرض