الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل وصل مرسي لرئاسة مصر بأستحقاق ؟؟

يوسف ألو

2012 / 6 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


هل وصل مرسي لرئاسة مصر بأستحقاق ؟؟
اعلنت يوم امس نتائج أنتخابات الرئاسة المصرية بعد تأخير اربعة ايام عن الموعد المقرر لأعلانها والذي كان المفروض ان يكون يوم الخميس 21/6 بحجة مراجعة الطعون التي ارسلت الى لجنة الأنتخابات , كانت نتيجة الأنتخابات المعلنة فوز محمد مرسي مرشح الأخوان المسلمين بمنصب رئيس جمهورية مصر والذي كان متوقعا بين اوساط السياسيين ولم يكن متوقعا بين الأوساط الشعبية المصرية وحتى بين الأوساط الثقافية والأعلامية وذلك لعدة اسباب يمكن تحليلها فيما يلي :
1- الأخوان المسلمين ومنذ سقوط نظام حسني مبارك كانوا يلمحون بل ويؤكدون للشعب المصري وللشعوب العربية والعالمية بأنهم سيستلمون زمام الأمور في مصر بأي شكل من الأشكال وهم احق بذلك من غيرهم وجاء تأكيدهم هذا على لسان مسؤوليهم الروحيين والمدنيين من خلال الخطب الرنانة التي كانوا يلقونها على الملأ من خلال مظاهراتهم واعتصاماتهم في في الساحات العامة والمرافق الحيوية في الشارع المصري ملمحين من خلالها بقوتهم التي سوف يستخدمونها اذا اقتضى الحال لذلك وبطبيعة الحال اعلانهم هذا لم يكن اعتباطيا بل كان يستند الى عوامل ثابتة وقرارات دامغة في مخيلتهم ومتخذة مسبقا وايضا من خلال تنظيماتهم وتجمعاتهم الحزبية والدينية والتي اوصلوا من خلالها هدفهم للشعب المصري وللمجلس العسكري الذي تولى زمام الأمور بعد سقوط مبارك وهو انهم لهم الأحقية والأولية في حكم مصر مهما كان الثمن ( اي سوف يأخذونها بالقوة ) وهذا فعلا ما حصل من خلال تهديداتهم المتكررة قبل أعلان نتائج الأنتخابات بأن حمامات الدم ستسيل في شوارع مصر لو حصل اي تلاعب في نتائج الأنتخابات والمقصود هنا ( لو لم تكن النتيجة لصالحهم ) .
2- شنوا حملة شعواء على المرشح الآخر وهو احمد شفيق بأعتباره أحد اركان نظام مبارك حيث كان آخر رئيس للوزراء ابان ذلك النظام وحاولوا التأثير على الشارع المصري وعلى الناخبين بهذه الحجج والتي اثبتوها بالقوة وبالتهديدات التي سبق التطرق لها .
3- فيما يتعلق الأمر بالمجلس العسكري فقد حاول المجلس أبعاد الشارع المصري والشعب المصري من مشاكل كبيرة محتملة كانت قد تحدث لامحالة لو فاز احمد شفيق وتبين ذلك جليا من خلال الممارسات التي كانوا يقومون بها الأخوان والتهديد والوعيد الذي لم ينقطع طيلة الفترة التي تلت الأعلان الأولي لنتائج الأنتخابات العامة والتي فاز بها محمد مرسي واحمد شفيق ودخلوا جولة الأنتخابات التكميلية النهائية وما كان من المجلس الا محاولة منه لحقن دماء الشعب المصري وما كان يترتب عليه من عواقب وخيمة فيما لو انفجرت احداث الشغب التي كان سيقودها الأخوان انتقاما لعدم وصولهم الى اهدافهم المرسومة والتي كما قلنا كانوا مصممين عليها مهما كانت النتائج وهذا هو ديدن الأحزاب والتنظيمات الأسلامية ليس في مصر فحسب بل في العالم العربي بشكل عام !! فجرت عملية تسوية النتائج مع لجنة الأنتخابات نزولا عند تهديد الأخوان ومحاولة من المجلس بالتهرب من المسؤولية الملقاة على عاتقه حتى استلام الرئيس الجديد لمنصبه .
اما لماذا لم يعترض احمد شفيق على نتائج الأنتخابات النهائية ولماذا لم يقوم انصاره بتنظيم مظاهرات وأعمال شغب احتجاجا على نتائج الأنتخابات والتي بالتأكيد لو كانت حصلت فكانت ستكون نتائجها سلبية ووخيمة على الشارع المصري المحتقن حيث كان انصار محمد مرسي يحتفلون بالشوارع والساحات العامة بنتيجة الأنتخابات التي أصبحت لصالحهم دون وجه حق ! أضافة لكون أحمد شفيق محسوب للتيار الليبرالي الذي تختلف افكاره وتصوراته وستراتيجيته عن الأخوان والأحزاب الدينية الذين تنعدم فيهم تماما تلك الصفات وهذا ما اثبتته الأحداث المتتالية والسريعة ليس فقط في مصر بل على الساحة العربية بشكل عام .
أخيرا هناك ثوابت في العملية الأنتخابية الأخيرة التي جرت في مصر على الأخوان في مصر ورئيسها الجديد محمد مرسي وباقي الدول العربية معرفتها وهي أن نسبة من لهم حق الأنتخاب من المصريين تجاوزت بقليل الـ 53% وهذا يعني بأن نصف من يحق لهم المشاركة لم يشاركوا في الأنتخابات وان نسبة الفوز لمحمد مرسي المعلنة تجاوزت بقليل الــ 50% أي نسبة الأصوات التي حصل عليها هي 25% وعليه فأن نسبة الرافضين لمحمد مرسي هي ثلاثة ارباع الشعب المصري تقريبا وقد يسأل السائل لماذا لم تشترك تلك النسبة في الأنتخابات ؟؟ والجواب قد يكون أما لعدم قناعتهم بالمرشحين واما لعدم قناعتهم بنزاهة الأنتخابات التي تجرى وسط التهديد المستمر من قبل فئة ترى لنفسها الأحقية في حكم مصر مهما كانت النتائج ! .
أذن الأخوان لم يفوزا فوزا ساحقا يؤهلهم بسهولة للوصول الى الرئاسة المصرية ومحمد مرسي ليس الشخصية المقبولة من اغلبية الشعب بأمتياز وتلافيا لما كان سيحدث في حالة كانت النتائج عكسية وأيضا التزم الشعب المصري بالسكوت وقبل بالنتائج مرغما كي يعطي الفرصة لمن تسلقوا الى السلطة بالطرق التي رسموها هم وليس الشعب ولم يكن صمت المجلس العسكري وتهاونه لما حصل قبل النتائج الا دليلا واضحا على عدم قدرة المجلس بالأستمرار بمهامه وانصياعه الى لغة التهديد حفاضا على مصالحه المستقبلية وتسترا لأخفاقاته التي توالت خلال فترة مهامه كأعلى سلطة في البلد لكن تبقى الحقيقة التي يعرفها الأخوان ومحمد مرسي قبل غيرهم وهي بأن الشعب الذي تمكن من اسقاط احد عتاة الدكتاتورية العربية قادر بالتأكيد التخلص ممن سيكون بنفس النهج او ادنى وممن لم يفي مستقبلا بالعهود التي قطعها على نفسه والأيام القادمة كفيلة بتحديد وتأكيد هذا الأمر .
يوســـف ألـــو 25/6/2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أين الحقيقة ؟
عادل الليثى ( 2012 / 6 / 26 - 08:33 )
أعتقد أن ما أعلن ليس النتيجة الحقيقية للإنتخابات ... وهذا شئ محزن ... ودلالة على أنت القادم أسوأ مما فات


2 - كفى تجنيا على الحق
صالح فرجات ( 2012 / 6 / 26 - 08:50 )
الا تستحي وانت في خريف العمر يا يوسف الا تحسب لذلك اليوم الذي ستقف فيه امام ربك ويسالك عن كل كلمه خرجت من فمك ثم الا تسال نفسك عن السنوات والعقود التي حكم فيها اسيادك من الليبراليين الامه حتى اصبحت في ذيل الامم واصبحت مرتعا للفساد والمفسدين من اصحاب الكروش والجيوب الممتلئه ولماذا لا تحترم ارادة الشعب المصري الذي يئس منك ومن امثالك وما بقي امامه الا الايدي المتوضئه لعلها تنقضه مما جنت ايديكم حتى انكم تجراتم على لقمة عيشه .... اقسم لك انني لست من جماعة الاخوان ولكني اعتقد انهم هم افضل من يحكم مصر في هذه الضروف الصعبه كبرت كلمة تخرج من افواهكم ان تقولون الا كذبا


3 - لم تكن انتخابات بل استفتاء على الخير والشر
بشارة خليل قـ ( 2012 / 6 / 26 - 14:37 )
بل استفتاء على الله (طبعا الخون المسلمون يرون انفسهم ممثليه الوحيدون) واما الاعداء (وليس الخصوم) فهم اعداء الدين الزنادقة العلمانيين والليبراليين والكفرة الخ..الخ..الخ من هذا الموال الذي سمعناه في كل حكم استبدادي دكتاتوري اقصائي يقسم العالم بين اسود وابيض.
قال احد المفكرين: العالم مليء بالالوان , اليس خسارة ان نختزله بالابيض والاسود؟
قسموا العالم الى ((فسطاطين)) المؤمنون والكفار, دار الاسلام ودار الحرب, الخير والشر
على العالم الحر والمؤمنين بالحرية والعدل والمساواة والكرامة الانسانية بغض النظر عن الخصوصيات , المؤمنين بحق الاختلاف وتداول السلطة وحقوق الانسان , التعامل مع هؤلاء بنفس لغتهم الاقصائية واعتبارهم خطر على السلام العالمي كالفاشية والنازية لكن على نطاق اوسع
لقد اثبت هؤلاء ان دينهم بالفعل هو دين التوحيد بامتياز..توحيد باقي البشرية ضدهم...حيث كانوا اغلبية او اقلية فهم في اقتتال مع الاخر المختلف من القفلبين شرقا الى بورما والصين وتايلاند واندونيسيا والقوقاز والبلقان وكل دول المركز العربية الي نيجيريا وجميع انحاء اغرب
تحياتي للكاتب


4 - ردا على صالح فرجات
تيسير عثمان ( 2012 / 6 / 26 - 17:52 )
يظهر انك انت الذي يعيش خارج عصره ويسكن بالمريخ ويظهر من فحوى حديثك بان النموذج الصومالي السوداني الطالباني الباكستاني قد اعجبك انه لمن المحزن ان تتولى امورنا فئه لا تجيد شيأ سوى الدعاء على المنابر ودفن الموتى وحمل المسواك وطبع (زبيبه) على جبهاتهم


5 - الحقيقة واضحة وضوء الشمس لايحجب بغربال
يوسف ألو ( 2012 / 6 / 27 - 01:38 )
شكرا للأخوة اصحاب الردود ولو سمح لي الأخ صالح فرجات ان اقول له اترك المقالة وعد الى الوراء قليلا وتمعن جيدا في التصريحات التي اطلقها الأخوان منذ سقوط مبارك وحتى فوزهم المزعزك بالرئاسة وسترى جيدا وتتيقن بأن ما قلته ليس استنتاج من عندي وانما هو الحقيقة بعينها لابل ما قلته ووضحته هو اقل بقليل من الحقيقة الناصعة التي يعرفها الأخوان انفسهم وبالتأكيد تعرفها انت وتتجاهلها
أخي الكريم هذا هو ديدن الأحزاب الدينية والأخوان ليس بالبعيدين عنهم بل هم احدى تشكيلاتهم الرئيسية ثم لماذا الأستغراب استعرض ما فعلته الأحزاب الدينية التي تولت زمام الأمور فيها قبل عدة سنوات ومنها العراق بالتحديد وسترى ماذا حصل ويحصل لشعوبها !! بعدها وانا متاكد بأنك ستتراجع عن رأيك ان لم تكن من الأخوان كما قلت
ارجو من الجميع تقبل تحياتي ومودتي وشكري العميق لهم

اخر الافلام

.. مظاهرة ترفع شعار -الخلافة هي الحل- تثير مخاوف عرب ومسلمين في


.. جامعة كولومبيا: عبر النوافذ والأبواب الخلفية.. شرطة نيوريورك




.. تصريحات لإرضاء المتطرفين في الحكومة للبقاء في السلطة؟.. ماذا


.. هل أصبح نتنياهو عبئا على واشنطن؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. طبيبة أردنية أشرفت على مئات عمليات الولادة في غزة خلال الحرب