الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


المواطن بين ازمة الوطن ....والمواطنة

ثائر الربيعي

2012 / 6 / 26
حقوق الانسان


الفقر في الوطن غربة ...والغنى في الغربة وطن
الامام علي (ع)

الكثيرمن الذين التقي بهم عندما اتحدث عن حب الوطن والتضحية من اجله يسود الصمت للجميع وكأنني اوجه له الاساءة بكلام مذموم،الجميع يجاوبونني ويردون علي بالغة واحدة ياليت امهاتنا ولدتنا بغيرالعراق الذي لم نجني منه سوى الاماسي والالام وضياع الاحلام والامنيات ،هذا ليس وطن ،فالوطن يعني الأب المضحي الذي يسهر الليل ويقدم الغالي والنفيس وينتزع اللقمة كما يقولون من فم الاسد ويقدمها لنا،ويتغاضى عن الكثير فالايثارعنوانه والسمو في معاقبة من يسيؤون اليه هو خطه ومساره .
والعلاقة بين الوطن والمواطن هي علاقة ليست وليدة ساعتها في ليلة وضحاها،والوطن هو ليس تراب أوحدود اوعلم يرفرف على سماؤه او شعارات يطلقها الذين يتحصنون وراء الكواليس،فهو علاقة روحية وشعور بالامان والاستقرار من الخوف والاطعام من الجوع وروابط تشد اليه منذ نعومة الاظافر من خلال تربية الاسرة التي تغرس في النفوس الحب والانتماء،هذا الانتماء يتجسد بالحقوق والواجبات للعلاقة الحاصلة بينهم،والشيء المؤلم هو ان يعيش المرالغربة والاغتراب الذاتي في وطنه ،فالمسافات بعيدة للوصل له،وكلما بعدة المسافات تولد شعور فيه لغابة القوي هوالغالب والضعيف ينتظر دوره واي دور يبنتظره سوى البؤس والتقهقر.
والمواطن في اللغة تعني(واطن القوم عاش معهم في وطن واحد) ومن المنظور النفسي (المواطنة هي الشعور بالانتماء والولاء للوطن والقيادة السياسية التي هي وحدة الاشباع والحاجات الاساسية وحماية الذات من الاخطار المصيرية فهي تشير الى علاقة المواطن بالارض والبلد) وفي علم الاجتماع (علاقة اجتماعية تقوم بين فرد طبيعي ومجتمع سياسي (دولة) يقدم الطرف الاول الولاء ويتولى الطرف ا لثاني الحماية).
والسؤال يطرح نفسه هل كان الوطن وفياً مع مواطنية لما قدموه له من تضحيات من كباروصغار واطفال ونساء وشيوخ وامهات ثكلى؟
لقد توالت المحن واحدة تلو الاخرى على الفرد العراقي فكل عصر نجد هنالك طغاة يريدون ان ييسلخوا الانسان من انسانيته ويؤطروه بعناوين وثقافات تارة للعنف والحقد وتارة للقتل واستباحة الدماء وقتل الرضع على صدور الامهات،تلك كانت سياسة الذين احتلوا وحكموا البلد منذ استشهاد الامام علي مروراً بالدولة الاموية وحجاجها والعباسية وذرائعهم التي تهدف للاخذ بالثارمن قتلة اهل البيت،وعندما استمكنوا من زمام الامور بطشوا اشد بطشاً باسم الدين بالناس،وصولاً بعصابات المغول وكيف انتقموا من اهالي بغداد وعقدة الثقافة التي قادتهم لإعدام نفائس الكتب ورميها بنهر دجلة ،والإمبراطورية العثمانية والصفوية لكلاً منهم كانت رؤية من الفرد والمواطن ،فاصبح بين ثقافات متنوعة وجميها لاتدعو لبناء روح المواطنة وانما لنهج الدمار من أبناء أهله وزرع روح الانتقام من الأخر الذي يعد شريك مهم في العيش وتحمل المسؤولية وأصبح الفرد ينظر لمن حوله برؤية اغتنام الفرص للإطاحة والتنكيل بالأخر والسبب لان الوطن هو ليس وطنه،وما زاد الطين بله هو صعود جمهورية الخوف وحكمها لمواطنيها والانتقام منهم دون أي ذريعة وباسم الوطن والقانون يعدم الناس وتسلب الحقوق منها حقه في التعبير والراي وممارسة شعائره وطقوسه وغيرها لم يسمح بمزاولتها،فالمزاولة تعني توجيه رسالة للدكتاتور مفادها ان عمرالطغاة اقصر من أرادة الجماهير .
من أين تأتي الوطنية وهذا هو حال المواطن ؟
والمواطن مطالب في كل وقت ان يخدم الوطن ويدافع عنه من كل محتل ،ونريده ان يحترم القانون ويعمل به،ويحافظ على هيبة الدولة والحكومة ،وان يساعد الأجهزة الأمنية بتحقيق الامن ويمدهم بالمعلومات التي تقودهم للمجرمين الذين يرعبون المواطنين في وضح النهار،وكل الوزارات الخدمية وعلى وجه الخصوص دوائر البلدية للمحافظة على نظافة الأماكن العامة،والاهم من هذا كله يذهب لينتخب ويختار من يمثله في قبة البرلمان ليساهم في تشكيل الحكومة متحدياً الصعاب والأزمات التي يعيشها وغيرها من التحديات التي تعصف به بين الحين والأخر،ماذا ستتبقى لديه من الوطنية ؟
فابسط مستلزمات حقوقه يبحث عن الكهرباء في حر الصيف وصلت درجة حرارته لخمسين درجة اخذ بالصعود،والخدمات والسكن وفرص العمل لتقليل حجم البطالة .
على الحكومة ان تسعى وتجتهد لتقدم للمواطن العراقي مايحتاجة فهو يستحق الكثير للتضحيات الجسيمة التي قدمها في منازلات مع اعتى الطغاة يفتخر لها كل أحرار العالم ،وان تتجنب المعترك والسجالات السياسية التي تقودنا لغياب رؤية سياسية موحدة في اتخاذ القرار ،صحيح هنالك شعور ملموس بتشكيل منظومة الدولة الحديثة والعمل وتفعيل المحاسبة والمساءلة ،يختلف عما كان عليه بعد السقوط مباشرةً فالبناء ليس كالهدم والخراب،ورغم هذا والمواطن ينتظر ليقدم وعلى الوطن ان يقدم له ولا يبخس بشيء عنه .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كم بلغ عدد الموقوفين في شبكة الإتجار بالبشر وهل من امتداداتٍ


.. لحظة اعتقال طالبة رفعت علم فلسطين بيوم تخرجها في أمريكا




.. مجلس الشيوخ الأميركي يرفض مقترح بايدن باستقبال اللاجئين الفل


.. موريتانيا الأولى عربيا وإفريقيا في حرية الصحافة | الأخبار




.. الأمم المتحدة تحذر من وقوع -مذبحة- جراء أي توغل إسرائيلي برف