الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
الربيع العربي ,ابطاله,ضحاياه المقالة الاخيرة
روفيدا كادي هاتان
2012 / 6 / 27الثورات والانتفاضات الجماهيرية
المقالة الاخيرة نتائج الربيع في بلدانه بعد مرور اكثر من عام
بعد ما تم عرضه من أحداث ولت وزمن انقضى تغيرت ملامح الوطن العربي حتى بدت غير مألوفة ونحن على أعتاب قرن جديد إذ أن الدول الشقيقة باتت من ألد الأعداء وعلاقات المودة كسرتها المصالح حتى بات العرب متشككين من أنفسهم خائفين من بعضهم البعض فسياسات التكفير والاتهامات وجهت لأبناء الوطن الواحد حتى بات الكره والعداء يغلي في نفوس العرب منتظرين جميعا تصفية حسابات قديمة أو حسابات لم تظهر بعد هذا إذا ما أضفنا أن معظم الثورات التي سبقت الربيع العربي كانت فاشلة بمعنى الكلمة وكان مما أفرزته زيادة في الفقر والبؤس والتخلف ومزيدا من الفوضى في البلدان العربية وبداية لسياسات الاتهامات المتبادلة وفرض المصالح الشخصية باسم تحقيق العدالة للجماهير .
ومما يجب الإشارة إليه ان بعضا من دول الربيع العربي كانت ترزح تحت أوضاع غاية بالبؤس اذ ان ثورات القرن الماضي لم تعطي هذه الشعوب سوى مزيدا من الفقر والفاقة الا ان شعوبا أخرى لم تكن بنفس هذا السوء من الأحوال كما ان السياسات المتواجدة في هذه المنطقة كانت مختلفة من حيث التبعية إلى دول الغرب او تقديم المصالح الخارجية على مصالح الشعب نفسه , كما ان اداء الشعوب نفسه لم يكن بنفس المستوى , وهنا نطرح سؤال عن جوهر حدث الربيع العربي لم هذا التوقيت ولم هذه البلدان ولم هذه الطريقة التي تم بها ؟
ومن اجل الإجابة على هذه التساؤلات لنأخذ هذه البلدان كلا على حده لنرى حقيقة الثورة بها ولنبدأ بتونس أول بلد يشعل به فتيل الثورة بلد يثور من اجل لقمة عيش فأول الحدث هو غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار مما أدى الى خروج المظاهرات والتي تفاقمت بعدها الأحداث لتنتج ثورة كان من ابرز نتائجها هروب الرئيس الى بلد عربي ليستقر به مع ما أخذه من ثروات ليبقى الشعب يهتف وحيدا من غير حصوله على حق محاكمة الرئيس او استرداد ثرواته .
البلد الثاني مصر الهدف إسقاط نظام كان الجميع يتغنى به في الوقت القريب ليكون عدو الشعب الأول ومن كان يغني له أصبح يصيح ضده ثورة تستغرق أسابيع ليستلم الحكم القائد العسكري الذي كان تحت إمرة النظام السابق نفسه ومن محاسن الصدف ان النظام العسكري في مصر هو الذي يقوم بمحاكمة النظام الحاكم على الأفعال التي قام بها الجهاز الأمني والعسكري نفسه كما ان من الغريب ان ضحايا الثورة اقل بكثير من الضحايا الذين سقطوا بعد الثورة عندما استمر شباب مصر بالمطالبة بحقوقهم لئلا تصادر الثورة حسب رأي الأغلبية من الشعب المصري .
والمفارقة التي يجب ذكرها بان سقوط الأنظمة في مصر وتونس استغرقت الوقت القليل خصوصا اذا ما قورنت بسنوات الحكم الفعلية لكل فئة حاكمة مما يثير الفضول في معرفة أسباب صبر شعوب على ظلم أنظمة لسنوات طويلة استغرق سقوطها أيام ؟
البلد الثالث اليمن فبينما يضرب الشعب اليمني ويقتل أبنائه يتنقل الرئيس اليمني بين السعودية ليحصل على المباركة التي حصل عليها الرئيس التونسي ومرة الى اميركا لا ليحاسب على جرائمه ضد الإنسانية وإنما ليتلقى العلاج لتنتهي أحداث اليمن بتسليم السلطة من قبل الرئيس اليمني الى احد أتباعه متمنيا التقدم والازدهار الى شعبه الذي ما زال يقصف حتى هذا اليوم .
رابعا البحرين لا تعليق فما يحدث ليس ربيع من وجهة نظر الدول العظمى حتى هذا اليوم اما عن المستقبل ......؟
خامسا ليبيا الصيد الثمين من الربيع العربي فكل ما سبق إنما هو توجه نحو ليبيا وأبار النفط بها وشعب ليبيا يستحق الوقوف والنظر الى ماضيه فبالإضافة الى وقوفه ضد المحتل الايطالي والقتال ببطولة تناغمت مع بطولات جاره الشقيق الجزائري وكان من أعلام شهداء العرب عمر المختار والذي تعاطف معه حتى أعدائه عرف عن الشعب الليبي محافظته على تقاليده وعلى مسالمته اذ لم تتمكن المراجع التاريخية من إدانة الشعب الليبي على همجية او وحشية بل على العكس على الرغم من شجاعة هذا الشعب اتفق الجميع على مسالمته وكرم أخلاقه واذا ما اطلنا النظر الى تركيبة الشعب الليبي وجدنا معايشة وتضامن بين جميع أفراد الشعب الواحد , كما ان من ابرز سياسات النظام الحاكم في ليبيا هي العداء التام ولكن ليس للشعب الليبي وإنما للاستعمار الغربي ومواقف القذافي ضد الدول الغربية كانت وما تزال مثارا للجدل وان من ابرز السياسات للنظام السابق كان توسيع إطار التعليم في ليبيا وتوسيع البنى التحتية في ليبيا فما هي الأسباب التي دفعت حلف الأطلسي للتدخل وقصف الشعب الليبي لإسقاط نظام كانت ابرز جرائمه هي قمع الثورة فلم قامت الثورة أصلا ومن هم الجهات المستفيدة ؟
هل كان الشعب الليبي بحاجة إلى مثل هذه الثورة لتحسين الأوضاع في ليبيا وهل الخسائر البشرية التي تكبلها الشعب الليبي من جراء قصف الحلف الأطلسي لا ثمن لها من اجل تغيير نظام أراد الغرب له بالتنحي ؟
وكل هذه الأسئلة وغيرها تؤجل لسؤال أهم هل نهاية القذافي المؤلمة تحت تصفيق الإعلام العربي في مصلحة الشعب الليبي أم إدانة مؤجلة لشعب وتلطيخ تاريخ بطولي بالدماء فيما بعد؟
فالعرب دوما مهللين بأي فوضى من غير ترقب النتائج وما سكوت الغرب في هذه المرحلة عن الانتهاكات الأليمة التي تحدث إلا تأجيلا لإدانة جماعية فيما بعد يسجلها التاريخ ليوصم بها أي شعب بالإجرام والتوحش واستحقاق العبودية وعدم أهلية هذه الشعوب لتحكم نفسها بنفسها ولتطمس فيما بعد ملاحم البطولة مع سيادة الفوضى وانتهاك قوانين الإنسانية.
ومع ان سلسلة الربيع لم تنتهي إلا إني أثرت الاكتفاء بهذه الدول وترك البقية الى العقل العربي ليفكر ويحلل وما يتفق مع ما يراه ويبقى نتائج الربيع هي ما تشغل فكر الشارع العربي او ما ينبغي أن يشغله فما قد تم قد تم بمباركة استعمارية وخيانة عربية لكن ما قد مضى قد مضى ليبقى مصير هذه الشعوب معلقا بين أيدي أبنائها ونحن نرى من يتسلق الحكم في هذه البلدان من سلفيين ومتشددين لنعود ونسال هل هذا النوع من الحكم هو الذي سيحقق نتائج الثورات المرجوة وهل ولاء هذه الجهات سيكون للشعب والوطن ام الى الجهات التي أوصلتهم الى كرسي الحكم وهنا نعود لنسال ماهي الغاية من إشعال فتيل الثورات وما هي الواجبات المترتبة على من جيء بهم الى الحكم ومع ملاحظة ان اغلب دول الربيع العربي لم تتضمن معارضة معروفة او عمل سياسي منظم فمثل هذه الفوضى كيف رتبت بهذا النسق المتناغم من الحكم وهل هي عودة الى جهاد إسلامي عميل كما برز في القرن الماضي مع اختلاف التسمية من الوهابية الى تنظيم القاعدة ؟
وهل بمباركة اميركا والدول الغربية للتيارات المتشددة ومساعدتها بالوصول الى الحكم تنهي الجفوة المفتعلة مع تنظيم القاعدة لتنقل العمل الذي بدأه التنظيم بمباركة اميركا لضرب الاتحاد السوفيتي الى العرب لضرب مصالح أخرى .
هذا ما سنراه ونحن نمضي مع هذا الربيع أملين ان لا يتحول الى شتاء قاسي يقتل ما تبقى من أحلام البسطاء من الشعوب العربية .
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. تصريح الأمين العام عقب المجلس الوطني الثاني لحزب النهج الديم
.. رسالة بيرني ساندرز لمعارضي هاريس بسبب موقفها حول غزة
.. نقاش فلسفي حول فيلم المعطي The Giver - نور شبيطة.
.. ندوة تحت عنوان: اليسار ومهام المرحلة
.. كلمة الأمين العام لحزب النهج الديمقراطي العمالي الرفيق جمال