الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(أصنام) يعبدونها وسموها (تابوهات) (2) في عبادة ال (six) أكتب.

حماده زيدان

2012 / 6 / 27
مواضيع وابحاث سياسية


(جسد يحاول الالتئام، ورأس تتخبط هنا وهناك، اجتمعت الآلهة بكامل هيئتها، جلس ألآله الأعظم على عرشه مستقراً، وسأل عن ذلك الجسد الذي يئن، سأل وانتظر الإجابة، المشهد بالفعل مهيب، جسد يتلوى كل جزء فيه ويئن، الرأس تقفز، وتقفز، وتريد الوصول لجسدها، الذي انفصل بدوره لقسمان قسم في المنتصف حتى الأعضاء التناسلية التي كانت رغم الانفصال تعمل بكفاءتها كاملة، وقسم الأخر في ذيل الجسد، ورغم كونه في أسفل الجسد، ورغم كونه يمتلئ بالكثير من القاذورات إلا أنه هو المسئول عن تحريك هذا الجسد، الآلهة وقفت تشاهد هذا الجسد المنفصل، وانتظر الجميع ما سينطق به عرش كبير الآلهة، وكبير الآلهة مازال ينظر إلى الجسد الذي يئن، والذي الآن وبعد لمسات من كبير الآلهة، وبعد أن باركه بكلماته التي تحولت لآيات غزت قلوب الواقفين فاقشعرت لها الأبدان، وبكلماته أيضاً بدأت الجسد يلتحم فاقتربت الرأس أكثر فأكثر لذلك المنتصف من الجسد، ورغم شهوة ذلك المنتصف وعورته المنتصبة دائماً، إلا أن الرأس اقتربت إليه وبتودد ورحمة شديدين حتى أن دمعات الرأس قد تساقطت على حال جسدها، واقتربت أكثر وأكثر أيضاًُ لذلك المنتصف العلوي، إلى أن جاءت اللحظة المناسبة فانقضت على الجسد، وضغطت عليه أكثر، إلى أن التحمت فاستحكمت، وبإشارة من أصبع الجسد المنتصف اقترب أسفل الجسد بخطى طيبة وحكيمة كطبيعته دائماً، واقترب حتى التحم بهذا الجسد، وأصبح الجسد الآن قادر على التحرك من جديد.. فرحت الآلهة كثيراً، وابتسم بجلال كبير الآلهة، وفي صوتٍ واحد قالت الآلهة جميعها..
- وماذا سنسمي هذا الجسد؟!
انتظروا الجواب من كبيرهم، الذي صمت لعدة ثواني كانت كقرن، ونطق صوته الجليل أخيراً.. وقال:
- تابو.. نسميه تابو.)
كنت في مقال سابق قد تحدثت عن هذا الجسد التابوهي، وعن محاولة هذا الجسد، الذي يتكون من رأس وهي (السلطة) التي تتكون عندنا في الدول الديكتاتورية من شخص الرئيس، والجسد في هذا الجسد يتكون من منتصف، والذي يتحكم فيه (الجنس) ليصبح التابو الثاني في حالتنا تلك، وفي ذيل الجسد يأتي (الدين) ليحرك الجسد إلى ما تريده وتتمناه الرأس، هكذا هو الجسد التابوهي، وكل تلك التابوهات أطلقنا عليها نحن عالم المتدينين هذا اللقب كناية عن وجودهم الحقيقي الذي أصبحت فيه تلك التابوهات إلى (أصنام) نعبدها ونخشى عقاب الله فسميناها (تابوهات) ومع منتصف الجسد أي الصنم الثاني وهو (الجنس) ستكون تلك السطور القادمة..
(جنس) كلمة من ثلاث حروف، تبدأ بها كل شيء في عالمنا العربي، يبدأ بها يومنا، وينتهي بها، والجنس يبدأ عبادته منذ الميلاد، فها هي الأم تلد، وبعد ميلادها يبدأ التفريق على أساس هذا الـ (جنس) فتلك أنثى يا ويلتي (ملعونة) أو على الأقل (فتاة) مجرد فتاة، وتستمر عبادة الجنس مع استمرار تقدم العمر، وكلما زاد العمر زادت معه قرابين هذا الصنم، في فترة الطفولة تقتصر قرابينه بالتمييز بين تربية الولد والفتاة، وربما تستمر القرابين لعدة سنوات أخرى كلما تقدم جسد الفتاة في إظهار مفاتنه، فتزيد القرابين، ويزيد الخوف من هذا الجسد الفائر، وكلما زاد الخوف، كلما زادت القرابين، والقرابين هنا لا تكون إلا على طرف اللعنة، فهي التي تختفي عن الوجود، بنقاب كان، أو بحجاب، أو بجلوسها في بيتها لأنها أصل الفتن، هكذا تكون القرابين، والقرابين لا تقف على المرأة فقط، ولكن الرجل له حظ أيضاً في القرابين، الرجل هنا قرابينه ليست في غطاء أو كساء كالمرأة، ولكن قرابينه تحوله إلى كائن هائج طوال الوقت، لا يفكر إلا في (جنس) المرأة ليس لكونها كائن مثله، ولكن تفكيره ينصب على الـ(جنس) مع المرأة، ولا يختلف الوضع كثيراً كون هذا (الرجل) متزوجاً أم لا فالرجل بطبيعته تلك لا تكفيه (امرأة) لذلك جعل له الدين (أربع) وجعلت له الحياة الغربية عدداً لا متناهي من الأصدقاء أو "girl friend" كما يطلقونها هناك، ولكن.. والسؤال هنا.. ما علاقة هذا (الصنم) أو (التابو) برأس الجسد أو تابو (السلطة)؟! وما علاقة كل هذا بالذيل أو التابو (الديني) أو الصنم الثالث؟!!.
وللإجابة على السؤال، لابد أن نعود إلى طبيعة هذا الجسد (التابوهي) ولمعرفة طبيعته سنعود لبداية الحكاية، والقصة هنا تبدأ بالديكتاتورية نفسها، وطبيعة الحاكم الديكتاتوري، والذي دائماً ما يكون هو رأس (السلطة) والسلطة هي (رأس) الجسد التابوهي، ولكي تستمر الرأس في ديكتاتوريتها، ولكي يستمر الجسد في سريانه، لابد من اختراع أشياء مقدسة يقدسونها الناس، ويهابونها، ويجعلونها خطوطاً حمراء لا يتخطاها أحد، وتلك الخطوط الحمراء يصبح للجنس فيها حظاً كبيراً، وكلما زاد الكبت الجنسي في أمه، كلما زادت ديكتاتورية الحاكم، لأنها نظرية بسيطة جداً..
(كبت + فقر = حالة هياج جنسي)
وحالة الهياج الجنسي، يترتب عليها عدة أشياء أخرى، تتمحور في..
أولاً: حالة من الهياج، تجعل من الشخص المصاب به شخصاً مريضاً، لا يقوى على التفكير، لأن تفكيره ينصب في (الجنس) فقط، ويجعله أيضاً ينظر إلى المرأة أو الطرف الآخر من العملية، دائماً ما ينظر لها نظرة متدنية، ويجعلها دائماً رمزاً للخطيئة.
ثانياً: حالة (الهياج) تلك والتي يستغلها (الحاكم) أو رأس (الجسد) في تأجيجها تارة بالفن الهابط الذي يكون صنيعة هؤلاء الحكام، وتارة أخرى برجال الدين المتشددين الذين يؤججون تلك الرغبة، بدعواتهم الكثيرة للفصل بين (الجنسين) وتحويل المرأة إلى جسد غير متاح إلا بالزواج ليكون سعي (الرجل) في هذا العالم المستبد دائماً إلى الزواج، والزواج في هذا العالم المستبد نظراً لاختلاق عادات وتقاليد تجعله من المستحيلات، فيدور الرجل في دائرة الحلال والحرام، والزواج والشهوة، دون تفكير في سلطة، ولا في حاكم، ولا في شيئاً سوى إشباع رغبته.
والجسد التابوهي كما ذكرت في مقال سابق، قد تفكك أو انفصل، ولكنه ومع انتخاب رئيس جديد، ربما يعود هذا الجسد للالتئام من جديد، خاصة أن (الفقر) مازال موجوداً، والفقر كما قلنا مع (الكبت) الجنسي، ومع زيادة نفوذ رجال الدين، يصبح الجسد التابوهي الآن قادراً على العودة إلى الحياة، ولكن عودته ستكون أكثر عنفاً، وأكثر قوة من ذي قبل، لنصل في النهاية إلى (أصنام) نعبدها ونسميها (تابوهات).
ملحوظة
لك أنت تعرف عزيزي القارئ.. أن الشعب المصري، رغم فوز التيار الإسلامي في كل المنافسات الانتخابية، منذ تنحي مبارك إلى وقتنا هذا، هو الشعب الأول عالمياً في البحث عن كلمة (six).









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حلقة نار من تحدي الثقة مع مريانا غريب ????


.. الجيش الروسي يستهدف تجمعات للقوات الأوكرانية داخل خنادقها #س




.. الطفل هيثم من غزة يتمنى رجوع ذراعه التي بترها الاحتلال


.. بالخريطة التفاعلية.. القسام تقصف مقر قيادة للجيش الإسرائيلي




.. القصف الإسرائيلي المتواصل يدمر ملامح حي الزيتون