الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أحقاً ……انتهينا ؟

كواكب الساعدي

2012 / 6 / 27
الادب والفن


أحقاً ……انتهينا ؟
كاظماً شقيق الكلمة
وأمير الوجع الطالع
من مملكة الفقراء تمهل ولا تطيل الغياب.
رثاء للشاعر كاظم إسماعيل الكاطع
بقلم كواكب الساعدي
رأيتك مُسجّى
واهناً
كظمت غيضيَ
في حينها
راودني قبس من رجاء
بان الشعراء لا يموتون
لأنهم يكتبون
للحب
والحياة

**************
لا أجد ذريعة
لأساوم روحي
بالتروّي
وأختزل دمعي
أنظر عن كثب
لوطن الأعياد
لشوارع بغداد
التي
ليست كسابق عهدها
مختنقةً بالغبار
لحشرجة القلوب
لقلّة من وجوه
مدامعهم جمر
أشيح بوجهي
ما أصعب الرحيل
بصمت
بعوز
وما أصعب أن يبكي الرجال
************
لبناتك الشرعيات
القصائد
يتطايرن من النعش
فراشات
"انتهينا وانتهى الما ينتهى
وخلص حجينا"
أحقاً رحلت؟
إذا لقد نفذ الكلام
وتضاءلت الأشياء التي تُقال
يا الله !
يا لهذا الوجع الذي لا ينتهي
أغلظُ بقسمي
إنني لا احترف الحزن
ولا الرثاء
بل هو ديدني
أملأ أحلامي ضجيجاً
لكن……….
*************
ولأن الشعراء لا يموتون
ولأنهم يكتبون للحب والحياة
للآمال المعلّقة بدروب مدارسهم
للملامح الأولى
للعشق
موشوماً
على مقاعد الدرس
وسرّاً
بين الكراريس والقصاصات
تكذّبُ عيناي ما ترى
أحقاً هو نعشك ؟
ساكناً أنت فيه دون حراك
"تمنينا نموت بغير تعذيب
منهو أبحالنا إحنا المساكين
ومنو يسال علينا إحنا البعيدين
خلّصنا عمرنا بالمحطات"
************
لم نكن نعلم ما خبّئت لنا الأقدار
مشرذمون من أرض لأرض
حسبنا سنغيّر العالم
تغيّرنا
ولم يتغيّر الحال
***************
كاظماً
سأعزف لك على وتر من حنين
يفوح برائحة الأعظميّة
حيث طعم النارنج
لم يزل
عالقاً في الشفاه
وطعم المطر
عالقاً في المكان
وأنت
تغرّدُ نازفاً
"ما مرتاح"
**********
ولأن
الرحيل أمرٌ حتمي
ولا بد
أن تسترد أمّنا الأرض
ودائعها
مررت
كسحابة بيضاء
ها أنت قد رحلت
بصمت
إذاً
لقد نفذ الكلام
و تضاءلت الأشياء التي تُقال
ما عدت تكتب
بينما الكلمات لم يزل
فوق شفاهها طعم الحليب
توقظ النائمين بسؤلها
يا شاعراً أين سيحل بك المقام ؟
**********
بَكَتكَ القصيدة التي لم تكتمل
والقلم والدواة
بكتك التي تحب
تنتظر أن تدق الباب
******************
يحط طائر الحنين فوق قلبك
يتساقط الوجع
قصائد نديّة
للذي مهما ابتعدنا افتقدناه
للوطن الغارق دائما
بالدخان والنار
رحلت
ولما يزل السؤال قائما
لمَ أتينا ؟
ولمَ نمر سُراع ؟
***************** *
سيأتي الربيع دونك
والسنابل يافعة قبل الأوان
ودجلة
رغم شحه
يغدق بالبياض
الم تنمّ إليكَ قهقهات السواقي ؟
والساهدون عند الشواطئ
و دجلة غافياً
دون طيفك يمر على الضفتين
وبغداد
حيث سراجها يأبى أن يضمحلّ
طائرها منبثقاً من رماد
ينعق
أين أنت ؟
فكل شيء يتعبني بالسؤال
لقد أطال كاظم الغياب
******************

للمدينة المنسيّة هناك
حيث القصب
والمشاحيف
والطين الحري
والتعب
والطيبة
وروجات المشرّح
والحلاوة الأولى للأشياء
تفتقد خطاك
************
تفتقد تفاصيلك
سدرة البيت
تهفو
من بين يديك لقطرة ماء
***************
حط الرحال هنا
كاظماً
فالموت ينتظر
الم يكفه ؟
أيبخل على الأرض بشاعر ؟
فمئات الصور تنتظرك
لتسبك شعراً
كعهدك
مغرقاً بالألم
للفقراء
والجوعى
الباحثون عن كسرة خبز
للمذلّون في أوطانهم
مغرقاً بالوله
للقابض على الجمر
العراق

دبي- الثلاثاء
26/6/2012








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عاجل.. تفاصيل إصابة الفنانة سمية الألفى بحالة اختناق فى حريق


.. لطلاب الثانوية العامة.. المراجعة النهائية لمادة اللغة الإسبا




.. أين ظهر نجم الفنانة الألبانية الأصول -دوا ليبا-؟


.. الفنان الكوميدي بدر صالح: في كل مدينة يوجد قوانين خاصة للسوا




.. تحليلات كوميدية من الفنان بدر صالح لطرق السواقة المختلفة وال