الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر بعد الانتخابات: الى اين؟

ميعاد العباسي

2012 / 6 / 27
السياسة والعلاقات الدولية


من اصل 13 مرشح للانتخابات الرئاسية المصرية استطاع فقط اثنين منهم ان يحتلا الساحة السياسية وهما احمد شفيق الذي يحصل على دعمه من الجيش-- كونه رئيس الوزراء السابق في نظام حسني مبارك، ومحمد مرسي المدعوم من قبل الاخوان المسلمين. وان دل هذا على شيء انما يدل على ان القادرين على دخول الساحة السياسية هم فقط ذوي "المخالب الحادة" " اما الاحزاب المعارضة الباقية ومن شارك فعلا في اسقاط النظام عادة ما ينتهون الى فراغ فبالنهاية هم مجرد "هواة" لا خبرة لديهم في التلاعب والمناورات.

فوزر المرشح الاخواني الدكتور محمد مرسي في الانتخابات الرئاسية المصرية هذا الاسبوع يثير الكثير من التساؤلات والشكوك حول مستقبل مصر وما سيترتب من تاثيرات على المنطقة العربية بصورة عامة.

السؤال الاول الذي يطرح نفسه هو من سيتولى السلطة في الدولة: مرسي والاخوان أم الجيش الذي لا يزال مسيطرا على مقاليد الحكم؟ وهل سيقود هذا الفوز الى صراع آخر مع الجيش على السلطة؟
وماذا عن الدستور؟ هل سيمتد التغيير ليشمل تعديلات دستورية، وكيف سيكون شكل هذه التعديلات؟ هل سيتم العمل بالشريعة الاسلامية والغاء القانون المدني؟

فبالاضافة الى التحديات الداخلية التي ستواجه المرشح الفائز والتي تشتمل على مسألة الاقتصاد والبطالة والفساد الادراي وغيرها من مخلفات النظام السابق، هناك تحديات السياسة الخارجية واهمها مستوى التعاون الدولي مع الغرب والتفاعل مع دول الجوار.
ناهيك عن الملفات الساخنة ومنها حماس (التي كان نظام مبارك من اضدادها) ، وهل ستسعى مصر الى احياء دورها القيادي في الصراع العربي ضد اسرائيل كما كان يقوده جمال عبد الناصر في الستينات، وما اذا كانت مصر ستأخذ الدورالسوري بتحريك الملف الفلسطيني، والذي يقود الى سؤال آخر وهو ايران ومصير العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. ولا ننسى الشأن المصري السعودي وشكل العلاقة المستقبلية بين الدولتين: هل ستبقى علاقة مصر بالسعودية كفيل السيرك الذي يؤدي دوره امام الجمهور، ام ان العلاقة ستاخذ شكلا اخر، وهل سيؤثر هذا على مستقبل العمالة المصرية في الخليج؟

فهناك الكثير من المخاوف المتمحورة حول تحديد هوية ومصير الشعب المصري ومصير حقوق الانسان وحقوق المراة في ظل حكم الاخوان. فالواقع يدل على ان ما يحدث في مصر له ثقله على بقية الدول العربية مثل السودان وتونس وسوريا من حيث تحديد افق ثورات الربيع العربي (سلبا او ايجابا) وهل هذه الاحداث ستقود الى اعادة سيناريوهات ثورة 1979 الايرانية عندما حاز الاسلاميون على السلطة بعد اسقاطها من يد الشاه، أو حكم العسكر في تركيا، أو الحرب الاهلية في الجزائر في 1992.

على الشعوب العربية ان تعي بان الديمقراطية ليست مجرد طقوس ومراسيم يخرج فيها الناخبون للادلاء باصواتهم وينتهي الامر الى هذا الحد، بل ان مفهوم الديمقراطية ابعد من ذلك واعمق: الديمقراطية هي المشاركة الجماهيرية في صنع القرار قبل وبعد الانتخابات.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يسيطر على الجانب الفلسطيني من معبر رفح بين


.. بوتين: كيف ستكون ولايته الخامسة؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد -بتعميق- الهجوم على رفح


.. أمال الفلسطينيين بوقف إطلاق النار تبخرت بأقل من ساعة.. فما ه




.. بوتين يوجه باستخدام النووي قرب أوكرانيا .. والكرملين يوضح ال