الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(نيرون).. ما زال باقيا بيننا

لينا مظلوم

2012 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


قاعدة طاغيةروما (نيرون) لم تتغير..منذ ان جلس يعزف نغماته القبيحة على اطلال بلاده التي احرقها.. يظل الدكتاتور في حالة تغييب عن الواقع ,رافضا كل دعاوى المنطق السياسي حتى يُرغم على الإختفاء من المسرح السياسي ,لكن دائما بعد إشعال حرائق تأتي على الأخضر و اليابس في بلاده و شعبه.
الأحداث الصادمة التي مرّت على المنطقة العربية إستحضرت صورة (نيرون) بكل ملامحها الاساسية- رغم الإختلاف في التفاصيل- من (فرار) زين العابدين بن علي.. ,و(غيبوبة)حسني مبارك.. و (مراوغة) علي عبد الله الصالح.. و(جنون عظمة) القذافي.. و(دموية) الأسد ..الى (تغني) المالكي "بديمقراطيته"!! التي يرفضها الشارع العراقي بعد ان اثبتت القواعد التي أرسى عليها حكمه فشلها على معالجة كل الملفات التي تنهش جسد العراق. خلال عامين.. لفظت أغلب الشعوب الدكتاتور –و بعدهم مازال في شرف المحاولة- بعد عملية أشبه ما تكون بفتح بطن ,لتظهر أحشاء كل بلد بما تحتويه من آفات و كوارث تراكمت نتيجة حجب المعرفة و تغييب المواطن عن حقيقة ما يدور داخل أحشاء بلاده.. هذا التخبط المُصاحب لإنفجار الأزمات و التراكمات لم يغب طبعا عن تربص التيارات الدينية التي إلتقطت خيوط الأحداث لتستحوذ على أكبر قدر من مطامع الهيمنة والإنفراد بالسلطة .
العراق بكل ما يشهده من حراك سياسي ,لا يبدو منفصلا عن أحداث محيطه العربي .. و ان كانت التفاصيل الأكثر تعقيدا خلقتها مصالح قوة عالمية لم تتوانى عن التحالف مع ألدّ اعدائها ظاهريا- ايران- لتُفجّر المخلفات الدموية و الكوارث المتراكمة نتيجة حوالي 40 عام من الدكتاتورية ..و بدلا من ان تقودنا مرحلة المعرفة الحقيقية للواقع الأليم الى مرحلة انتقالية كبداية لبناء عملية سياسية وليدة..تُعيد للعراق بعض من عافيته .. جثمت على انفاسه قوى ثيوقراطية مشبّعة بكل أحقاد و مطامع بعض دول الجوار .. و استحوذت عن طريق المراوغات السياسية على مواطن صُنع القرار العراقي.
المنطق السياسي الذي فرض فشل الدكتاتورية في حُكم العراق بكل أطياف (الموزاييك) المكوّنة له.. يستبعد نجاح المنهج الثيوقراطي- ايأ كان توجهه- في القيام بهذا الدور.. فالأحزاب و التيارات الدينية دأبت على تقديم نفسها كداعية للديمقراطية و معارضة للحكم الدكتاتوري.. هي في الحقيقة صورة منه و إمتداد له .. كلاهما يعتنق مذهب الولاء الأعمى سواء للدكتاتور الفرد او الجماعة , بدلا من مبدأ المواطنة و الإنتماء للوطن.
من هنا يبدو فشل رئيس الوزراء المالكي حتميا و منطقيا وفقا لكل المعايير السياسية.. المالكي يُدير ظهره لصرخات ندم الشارع العراقي الذي إنتخبه.. ليعيش في وهم انه(رجل الأزمات) .. و كما اعتمد على مراوغاته السياسية في الخروج من الأزمات السابقة .. سيمضي في منهج التسلط و دكتاتورية إتخاذ القرار.. إفتراض خروج المالكي من هذه الأزمة و بقائه متمسكا بكل مقاليد السلطة في العراق.. لا يلغي حالة الإنفصال عن الواقع التي يعيشها أي دكتاتور.. الشارع العراقي يعي تماما ان المالكي فشل في إدارة كل الملفات الحيوية بداية من الملف الأمني الى أدنى المتطلبات الحياتية للفرد.. لكن الإنسحاب من المسرح السياسي نتيجة الفشل لم يكن يوما من مفردات القاموس الشمولي و الثيوقراطي.
وسط حالةالحراك السياسي .. تبدو بارقة الأمل الوحيدة لتأسيس دولة مواطنة حقيقية في الأحزاب و القوى العلمانية.. رغم إلغاء دور هذه القوى عبر الحقبة الدكتاتورية –بل هي تتعرض للتنكيل حتى اليوم- و حتى حين حاولت هذه الأحزاب النهوض لإستعادة قوتها التي كانت عليها قبل 60 عام مقارنة بالأحزاب العلمانية العربية.. إصطدمت بقوانين و أنظمة اعاقت ممارستها الإنتخابية خصوصا و هي تفتقد وسائل الدعم المادي و الإعلامي بينما تتعرض الى أشرس هجوم من التيار الديني الأيراني المُسيطر على اغلب مقاليد القرار العراقي.
جسد العراق الذي أنهكته الصدمات و المغامرات العسكرية و السياسية على مدى عشرات السنين.. لا يحتمل تعاقُب اكثر من (نيرون) عليه.. لا يحتمل المزيد من التغييرات الدموية كالنموذج الليبي أو السوري أو اليمني.. هذا هو الخطر اللذي يدعو الى التمسك بتفعيل دور القوى العلمانية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - منو اليسمعك ياصديقي العزيز
Salam Mohammed Amin ( 2012 / 6 / 28 - 18:58 )
عندما ننتهي من تعليق الصور وعبادة الاشخاص والنحيب على ما مضى عندها نسمع ونفهم ماتقوله ويقوله من توصل لحقيقه الشعوب المظلو مه

اخر الافلام

.. مسلسل-دكتور هو- يعود بعد ستين عاما في نسخة جديدة مع بطل روان


.. عالم مغربي يكشف الأسباب وراء حرمانه من تتويج مستحق بجائزة نو




.. مقابل وقف اجتياح رفح.. واشنطن تعرض تحديد -موقع قادة حماس-


.. الخروج من شمال غزة.. فلسطينيون يتحدثون عن -رحلة الرعب-




.. فرنسا.. سياسيون وناشطون بمسيرة ليلية تندد باستمرار الحرب على