الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


برامج الشعر الشعبي

حسين رشيد

2012 / 6 / 28
الادب والفن



شكل التاسع من نيسان 2003 مفصلا كبيرا في الحياة العراقية وعلى مختلف الاصعدة والتوجهات. فجسامة الحدث فرضت الكثير من الامور على مفاصل الحياة اليومية للعراقيين, الامر الذي ادى الى طغيان بعض الظواهر، ومنها ظاهرة كتابة الشعر الشعبي، ومع اتساع فسحة الحرية وتعدد وسائل الاعلام المختلفة المرئية والمسموعة والمقروءة، اتسعت رقعة الشعر الشعبي، من خلال وجود العشرات من البرامج في الاذاعات والفضائيات، اضافة الى بعض الصفحات في الصحف العراقية. كذلك كانت لوسائل الاتصال وتكنولوجيا المعلومات والمتمثلة بالهاتف النقال، والانترنت، وموقع التواصل الاجتماعي دورا هاما مؤثرا في ذلك، فاغلب المسجات المتداولة بين مستخدمي هذه الوسائل هي بالشعر الشعبي الدارمي منها والابوذية والومضة الشعرية، ولنقل باللغة العامية الدارجة.
ورغم تباين مستوى هذه البرامج وشكلها التقليدي، فهي في نفس الوقت وقعت في مطب التهريج والملل والزيف في بعض الاحيان، او محاولة تجميل الصورة، من خلال استضافة شعراء كان لهم نصيب كبير في كتابة قصائد الحرب وتمجيد الدكتاتورية، والامر ينطبق حتى على قسم من معدي ومقدمي هذا البرامج، الامر الذي ادى الى خلط الحابل بالنابل، وتشويه الحقيقة، من خلال ادعاءات زائفة، ولم يكتفوا بذلك بل عمد البعض منهم الى تغيير بعض نصوصهم الشعرية السابقة بما يلائم توجهات المرحلة الحالية، مع محاولة الاساءة الى الشعراء الذين فضلوا البقاء بعيدا عن هذه الموجة.
الشيء الاخر الجانب الفني في البرنامج، فالشاعر غير الاعلامي، وبالعكس لكن هناك من يمكن له ان يكون شاعرا واعلاميا جيدا في ذات الوقت، اي مقدما او معدا تلفزونيا او اذاعيا. وما نلمسه في اغلب هذه البرامج هو طغيان روح الشعر على البرنامج، لا بل حتى وصل الامر في احد البرامج هذه الى ان يتبنى المقدم مسألة النقد والتقييم، اكثر من الجانب الاعلامي والحواري، الامر الذي اوصل البرنامج الى موقف لا يحسد عليه علما ان اغلب من يقف وراء هذه البرامج لايملك حتى الحد الادنى من الثقافة العامة، او الثقافة الاعلامية على اقل تقدير وهي طامة كبرى.
وما يزيد الامر سوءا هو تقليدية تقديم البرامج، الاسئلة مكررة وتقليدية نافرة جدا، ترافقها قراءة بعض القصائد، مع الاشادة بالمنجز والتاريخ الطويل للشاعر الضيف، ووضعه في خانة الشعراء الكبار، حتى لو كان من غير منجز ابداعي حقيقي، فالمجاملة حتمية في هكذا برامج, ولابد من الهجوم على بعض الاسماء الكبيرة، ولو من خلال الاشارة. علما ان اغلب ما يقدم من هذه البرامج خاضع للعلاقات الشخصية والفئوية والمناطقية.
هذا جزء من اسباب اخرى كرست الرؤية التي يتبناها عدد من المثقفين والادباء، وحتى البعض من عامة الناس ممن يملكون ذائقة ادبية وشعرية اتجاه الشعر الشعبي العراقي، حتى وصل الامر الى استخدام او اطلاق تسمية «سطحية الشعر الشعبي العراقي». وهو الامر الذي يؤسف اليه فتاريخ الشعر الشعبي العراقي حافل بالجمال والروح وحب الحياة، زاخر بالاسماء الكبيرة التي لن تفارق الذاكرة، النواب، الغزي، الركابي، الرويعي، زامل سعيد فتاح، عريان السيد خلف، ناظم السماوي، رياض النعماني. واخرون لايسع المجال لذكرهم الان، مع اسماء اخرى سبقتهم ولاحقتهم، شكلوا امتدادا وتواصلا ابداعيا جماليا لحقات الابداع في الشعر الشعبي العراقي.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روبي ونجوم الغناء يتألقون في حفل افتتاح Boom Room اول مركز ت


.. تفاصيل اللحظات الحرجة للحالة الصحية للفنان جلال الزكى.. وتصر




.. فاق من الغيبوية.. تطورات الحالة الصحية للفنان جلال الزكي


.. شاهد: دار شوبارد تنظم حفل عشاء لنجوم مهرجان كان السينمائي




.. ربنا سترها.. إصابة المخرج ماندو العدل بـ-جلطة فى القلب-