الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التطبيع الإعلامي: اغتيال شعب

عطا مناع

2012 / 6 / 28
الصحافة والاعلام


في البداية أسجل تأيدي المطلق لبيان نقابة الصحفيين الفلسطينيين من حالة الانحطاط التي يعيشها بعض المحسوبين على الصحافة الفلسطينية والذين لا شغل لهم سوى طعن هذه المهنة في الخاصرة من خلال ممارسة الشذوذ المهني في محافل لا هم لها سوى النيل من الشعب الفلسطيني وقضيته الوطنية.
اعتقد أننا أمام قضية واضحة لا تقبل النقاش وإنما اتخاذ الموقف الواضح الذي يضع النقاط على الحروف، على اعتبار أننا تجاوزنا مرحلة التشخيص التي دامت سنوات طويلة استطاع خلالها البعض الصحفي الهابط تجاوز كافة الخطوط لينغمس في المحرمات التي تصل حد الخيانة المهنية والوطنية.
أذن ما العمل: هل سنبقى نلعن الظلام من خلال إشعال شمعة؟؟ والى متى سيبقى الهمس في الغرف المغلقة حول هذه الظاهرة؟؟؟؟ وهل نحن أمام وقاحة غير مسبوقة تقول أن التطبيع وجهة نظر ومن واجبك احترام وجهة نظر هؤلاء؟؟؟ ولماذا لا نعلن عن قائمة سوداء تشمل الأفراد والمؤسسات والوكالات؟؟؟ وهل بيان نقابة الصحفيين الذي وصفة البعض بالساخن سيكون بمثابة الضوء في نهاية النفق؟؟؟
لا تستغربوا!!!! في عالم التطبيع الإعلامي تمشي الصحافة على رأسها، ادعوكم للتدقيق في المصطلحات التي تروج لها الوكالات، الشهيد من وجهة نظرهم قتيل؟؟؟ وزير الحرب الإسرائيلي وزير دفاع، شمال فلسطين المحتلة هو شمال إسرائيل، فضية اللاجئين تحولت إلى مشكلة اللاجئين، لدرجة أن احدهم قال لي علينا أن نعتمد قاموس للمصطلحات الصحفية ينسجم مع الوكالات الأجنبية، وبالطبع كلو بثمنو.
من المهم أن نعترف أننا في ورطة ثقافية ووطنية؟؟؟ ولن يقنعني رئيس التحرير الذي يحاول إقناع الناس أن كل ما يلمع ذهباً بفهلوته ولعبة بالبيضة والحجر على اعتبار أنة لا يستطيع أن يضحك على الناس كل الوقت، ومن الهبل ترك مؤسسات التطبيع الإعلامية التي تجد من الخريجين الجدد ضالتها لإعادة إنتاجهم وطحن كل ما امنوا بة خلال حياتهم الأكاديمية، قلت ليس كل ما يلمع ذهبا.
لا يكفي أن نقول لا للتطبيع الإعلامي، فانا أرى بعض أباطرة التطبيع والذين يتلقون الدعم الوسخ يتقدمون الصفوف في الدعوة لنبذ المطبعين من الصحفيين والكتاب، لكن القضية بحاجة إلى موقف واضح وصارم ومتابعة وحساب وعقاب مهني لا يفرق بين زيد وعبيد، مناهضة التطبيع الإعلامي يتطلب تسمية الأشياء بمسمياتها، بمعنى إذا شارك عطا مناع في مؤتمر أو ورشة تطبيعية أو تلقى دعماً مالياً لنشر ثقافة التضليل والتيئيس عليكم أن تقولوا له أنت مطبع ومنبوذ من الجسم الصحفي.
لا بأس من بعض الصراحة والمكاشفة؟؟؟ لقد تحولت مهنة المتاعب عند البعض لمهنة المكاتب والغرف الخلفية، وبعض هؤلاء يتسلح بالفصائل الفلسطينية، هذا فتحاوي وهذا جبهاوي أما الأخر فيخرج علينا بأنة مستقل، والمشكل مع البعض المدعوم من هذا الجهاز الأمني أو ذاك فيا ارض اشتدي ما حدا قدي.
لقد أكد لنا من سبقونا كيف انتصر القلم على السيف، غسان كنفاني كمال ناصر وكمال عدوان والعشرات من الكتاب والصحفيين الذين حملوا الهم الفلسطيني لإدراكهم أن الكلمة الملتزمة والانحياز للقضية بمثابة الحبل السري الذي يحافظ على ديمومتها، هؤلاء هم الذين حملوا قضية شعبهم ومشوا باتجاه الحلم الذي لا يقبل الحياد، هؤلاء الذين بعثوا الحياة في أوساطنا بعض أن عشنا الموت الثقافي والقيمي، هم الذين منحوا قضيتنا الحياة لذلك كانوا هدفاً لمن يتكالب على فتاته مدعوا الصحافة الذين يمارسون مهنة الاغتيال للرواية والشعب الذي يورثها للأجيال القادمة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. انتخابات تشريعية في فرنسا: اكتمال لوائح المرشّحين وانطلاق ال


.. المستوطنون الإسرائيليون يسيطرون على مزيد من الينابيع في الضف




.. بعد نتائج الانتخابات الأوروبية: قادة الاتحاد الأوروبي يناقشو


.. ماذا تفعل إذا تعرضت لهجوم سمكة قرش؟




.. هوكشتاين في إسرائيل لتجنب زيادة التصعيد على الجبهة الشمالية