الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيارة بوتين للمنطقة ودلالتها الدبلوماسية

فالح الحمراني

2012 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية



على خلفية نشوب سوء التفاهم بين موسكو وعدد من العواصم العربية حول الموقف من التطورات العاصفة وتقيمها وتقيماتها لعدد من القضايا الشائكة التي تخيم على المنطقة الباحثة عن الحلول الناجعة التي من شانها ان تصب في مصالح حسن الجوار والتنمية واحترام سيادة الدول وخصوصيتها وخياراتها، قام الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بتاريخ 26 يونيو باول جولة له في الشرق أوسطية بعد عوته الثانية لقصر الكرملين بدأها بزيارة إسرائيل ومن ثم انتقل بعدها إلى فلسطين واختتمتها بزيارة المملكة الأردنية الهاشمية. وحظي الرئيس الروسي بترحيب واستقبال ودي في كل هذه الدول. وحملت الزيارة دلالات ذات طبيعة دبلوماسية ستكون لها نتائج مستقبلية في وقت تستعد فيه موسكو اقامة علاقات جديدة مع دول كانت لها بها علاقات تقليدية والبحث عن وسائل دخول للمنطقة التي كانت لها نوافذ كثيرة فيها.

ودللت نتائج زيارة الرئيس بوتين لاسرائيل والسلطة الوطنية الفلسطينية والاردن على ان دور وحجم روسيا في التسوية الشرق أوسطية اصبح مطلوبا من الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي، وياتي هذا على خلفية تغير وضع روسيا خلال السنوات الأخيرة في الساحة الدولية بشكل ملموس كما أعادت التذكير بأن مصالح روسيا في الشرق المتوسط الاوسط واسعة ومتشعبة فيها جوانب دينية وروحية، وتاريخية إضافة إلى الجوانب الاقتصادية والسياسية الاستراتيجية، وبعثت برسالة فحواها أنها علاقاتها لن تكون مع طرف على حساب علاقاتها مع الطرف الآخر، ولا يمكن اهمال توقيت الزيارة في وقت يعيش فيه الشرق الأوسط ولادة نظام جديد تحاول موسكو تلمسه بحذر وبشكل غير مباشر.

الى ذلك فان زيارة بوتين كانت مناسبة من اجل التاكيد بما في ذلك للغرب على حضور روسيا في المنطقة الشرق الاوسط واهتمامها بها والى تمسك بلاده بالمواقف من قضايا المنطقة والاسس التي تقوم عليها وكذلك للفت انتباه الدول العربية التي تختلف مع روسيا في مواقفها من التطورات في ليبيا وسوريا ومن ايران الى ان روسيا لم تجراية تغيرات على موقفها من القضية العربية المركزية: القضية الفلسطينية. وهناك على هذه الصعيد تطابق او تقارب في المواقف من هذه القضية الهامة. وأظهر بوتين في تقيم مواقف الاطراف ، ضبط النفس وتمسك بالتوازن وتحدث بشكل عقلاني، وهذا نابع من ادراك بوتين ان لروسيا مصالح في العالم العربي وفي اسرائيل ايضا، كما ان روسيا تريد ان يكون لها علاقات طبيعية مع كافة الاطراف.

وناقش بوتن خلال مباحثاته مع القيادات الاسرائيلية والفلسطينية والاردنية العلاقات الثنائية وافاق التسوية ولوضع في سوريا والموقف من البرنامج النووي الايراني .
وطلب محمود عباس من الرئيس الروسي المساعدة في موضوع تحرير المعتقلين الفلسطينيين القابعين في السجون الإسرائيلية منذ عام 1994. وفقا للاتفاقيات بهذا الخصوص مع الجانب الإسرائيلي والتي لم تطبق ولا تنفذ.

كما ابدى بوتين دعمه لمقترح الرئيس عباس بعقد مؤتمر موسكو حول الشرق الاوسط. ولاحظ الرئيس بوتبن ان الاتفاق ممكن،وقال بهذا الخصوص "ولقد لاحظت لدى شركائنا الإسرائيليين الرغبة في ملاقاة الجانب الفلسطيني وأما بالنسبة للفلسطينيين فهم بالتأكيد يرغبون باستئناف المفاوضات السلمية طبعا بعد مراعاة بعد الاتفاقات التي تم التوصل لها سابقا". واكد بوتين خلال مباحثاته مع الجانب الاسرائيلي على رفض اعتماد اسلوب القوة في تسوية قضية.

ويرى مراقبون ان الزيارة اكدت ايضا ان الوضع في الشرق الأوسط يرتبط كثيرا بموقف روسيا وهو ما تحدث عنه الجانب الإسرائيلي وكذلك الفلسطيني على الرغم من أن كل من الطرفين كان له تفسيره/ المعاكس للتفسير الآخر/لهذه الكلمات.

واجمل بوتين زيارته للشرق الاوسط في تناوله الازمة في سوريا. وكان بوتين قد ناقش خلال الفترة القريبة الماضية هذا الموضوع مع عدد العديد من زعماء العالم. واشار الرئيس الروسي الى انه يدعو الى اشراك اكبر عدد من المنطقة بما في ذلك ايران في ايجاد تسوية للازمة السورية. كما حذر من الالتجاء للقوة في لتسوية المشاكل العالقة بين الدول وتغير الانظمة السياسة بتدخل اجنبي.

*اعلامي من العراق مقيم في موسكو








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - تحية
ماجدة منصور ( 2012 / 6 / 29 - 11:46 )
نتمنى على حضرتك أن تظل على تواصل دائم مع قراءك على صفحة الحوار المتمدن كي تطلعنا على ما يجري من مواقف تخصنا في روسيا
لك احترامي

اخر الافلام

.. حسين بن محفوظ.. يصف المشاهير بكلمة ويصرح عن من الأنجح بنظره


.. ديربي: سوليفان يزور السعودية اليوم لإجراء مباحثات مع ولي الع




.. اعتداءات جديدة على قوافل المساعدات الإنسانية المتجهة لغزة عب


.. كتائب القسام تعلن قتل عشرين جنديا إسرائيليا في عمليتين شرقي




.. شهداء ومفقودون بقصف منزل في مخيم بربرة وسط مدينة رفح