الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قراءة في تصريحات الرئيس المصري حول سوريا

يوسف غنيم
(Abo Ghneim)

2012 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية


قراءة في تصريحات الرئيس المصري حول سوريا
صرّح الدكتور محمود مرسي بأنه يرفض تهنئة الرئيس السوري له ، ولن يجتمع مع السفير الإيراني إلا إذا غيرت إيران موقفها من النظام السوري في إشارة واضحة لتغليب الموقف الإخونجي على الموقف القومي في بداية لأسلمة السياسة في مصرعلى إيقاع المصالح و التوجهات الحزبية، الغريب في موقف الرئيس المصري أنه أعلن إحترام إلتزامات مصر الدولية في إشارة إلى إتفاقية كامب ديفيد، فقد طمأن الأمريكان والإسرائيليين على مستقبل العلاقات مع الدولتيين إلتزاماً بالتفاهمات مع الإدارة الأمريكية التي ضمنت تسليم الجيش السلطة لهم. التفاهمات جاءت نتاج إتفاق سري تم التوصل اليه في تشرين 2011 في فرانكفورت بين فريق من وكالة المخابرات المركزية الأمريكية بقيادة مدير الوكالة ديفيد بتريوس وممثلين عن قيادة الإخوان المسلمين. أعقب الإتفاق لقاءات في بداية شهر كانون الثاني الثاني 2012 التقى خلالها وليم بيرنز نائب وزيرة الخارجية الأمريكية مع محمود مرسي بصفته رئيسا لحزب الحرية والعدالة. وإجتماعات بين وفد من الإخوان المسلمين مع مجلس الأمن القومي للولايات المتحدة ومع جون مكاين وليندي غراهام عضوي لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ.
بدأت علاقة الإخوان المسلمين مع الغرب منذ عشرينيات القرن العشرين من خلال العلاقة التي جمعت الحركة مع المخابرات البريطانية، تطورت العلاقات بعد العام 1928 وإستمرت إلى راهن اللحظة من خلال المراكز الإسلامية التابعة للإخوان والمنتشرة بأوروبا بشكل عام وفي بريطانيا بشكل خاص ، كان الإستثمار الأول لهذه العلاقة محاولة الإنقلاب على حكم جمال عبد الناصر خاصة بعد الهجوم الثلاثي على مصر وما أعقبها من تطلعات لدى الإخوان للسيطرة السياسية توجت بالتفاهمات بين السادات (حليف الأمريكان ) والإخوان في السبعينيات، انتقل ثقل العمل الإخواني في الثمانينات إلى سوريا بدعم من السعودية والأردن (حلفاء أمريكا) في محاولة لوقف النفوذ السوفيتي والمد الوطني و اليساري في الوطن العربي وكان ذلك واضحا بموقف الحركة المعارض ل م.ت .ف وتشكلها كحركة ضد بالواقع الفلسطيني ، بعد ذلك إنتقل عمل الإخوان المسلمين إلى أفغانستان لوقف التغيرات ودعم التوجهات الأمريكية المناهضة للسوفييت . السياسة البرغماتية للإخوان المسلمين شكلت موقفها بالماضي وها هو يتشكل من جديد في ضوء المعطيات الدولية الجديدة التي تسعى الولايات المتحدة صياغة الحالة الدولية وفقا للمصالح الإمبريالية وسيكون دور الإخوان المسلمين على النحو التالي :-
• قلب الموقف المصري ضد روسيا والصين "الداعمين لسوريا ".
• المساهمة في توتير الأوضاع في روسيا من خلال دعم الحركات الإنفصالية في الشيشان وداغستان لإشغال روسيا في قضايا داخلية ومحاصرة دورها المتصاعد دوليا .
• دعم الإقتصاد الأمريكي من خلال إشعال حرب واسعة في الشرق الأوسط طويلة الأمد في زمن الأزمة الإقتصادية العالمية مما يعني إزدهار الصناعة العسكرية .
• تعطيل النهوض القومي العربي من خلال أسلمة المجتمع وتدين السياسة وخلق تناقضات إثنية داخل المجتمع العربي .
• تعزيز النزعة المذهبية (سنة وشيعة ) لمحاصرة إيران وحزب الله .
• المحافظة على الهيمنه الإقتصادية الأمريكية ومنع دخول الصين إلى المنطقة كقوة إقتصادية رئيسية .
لتحقيق هذه الأهداف تعمل الإدارة الأمريكية على دعم وصول الإخوان المسلمين في الوطن العربي ، فقد عملت على إسقاط نظام القذافي في ليبيا وتسليمه للإسلاميين ،وساعدت في تسريع عزل بن علي ومبارك لإعطاء الإخوان الفرصة للوصول إلى السلطة ، ومطالبتها باقي النظم القطرية في الوطن العربي بإفساح المجال لعمل الإخوان السياسي وإحترام النتائج التي تتمخض عنها الإنتخابات والتي تشير بمجموعها إلى إمكانية وصول الإخوان إلى السلطة في حال أعطوا الفرصة للمشاركة الفعالة في لإنتخابات التشريعية .
تصريحات محمد مرسي تنسجم مع التوجهات الأمريكية والدور الوظيفي للأخوان في المنطقة والعالم وتتقاطع مع موقف كلنتون التي إجتمعت مع الإخوان المسلمين السوريين في تموز 2011 حيث عملت على ترتيب علاقاتهم مع تركيا للعمل المشترك من أجل إيصالهم إلى السلطة. عدم إعتراف مورسي بشرعية النظام في سوريا تساهم في تعقيد الوضع العام في المنطقة وتخرج مصر عن دورها الريادي في حل ومعالجة القضايا القومية .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لا اتفاق بين زعماء دول الاتحاد الأوروبي على تقاسم المناصب ال


.. ما موقف الأحزاب الفرنسية ومقترحاتهم من الهجرة في حملاتهم الا




.. لتطبيع العلاقات.. اجتماع تركي سوري في قاعدة روسية| #الظهيرة


.. حارس بايدن الشخصي يتعرض للسرقة تحت تهديد السلاح




.. وول ستريت جورنال: لا وقت للعبث بينما يحرق حزب الله شمال إسرا