الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بوح -صفية- إلى الله

علي بنساعود

2012 / 6 / 28
الادب والفن


صفية عز الدين فرنسية من أصل مغربي، وواحدة من "جيل الكتاب الشباب المتمردين". اقتحمت عالم الكتابة والنشر، فتمكنت من إثارة الانتباه إليها.
صدر لها حتى الآن عملان روائيان هما: "بوح إلى الله" (2008) و"أبي امرأة نظافة" (2009) الأول منهما نجح تجاريا، وأثار جدلا حادا بين القراء والنقاد، ما جعل آراءهم منها تتوزع بين مشجع قائل إنها "جريئة" وبين منتقد معتبر إياها "وقحة".
هذه الرواية القصيرة التي تجري أحداثها في بلد مغاربي، تحكي قصة "جبارة" ومسارها. وجبارة هذه فتاة قروية صغيرة، (16 سنة) متمردة، تعيش الفقر والبؤس والحرمان، في الزمن الروائي الراهن، بمنطقة جبلية بشمال إفريقيا، بين والديها وخمسة أشقاء وشقيقات، وغنمها. حولها أبوها "الجاهل القاسي" إلى مجرد خادمة، فتمنح جسدها أحيانا، لمولود، أحد زملائها الرعاة، مقابل بعض الحلوى (رايبي جميلة...)، ولما تكتشف نفسها حاملا، تغادر أهلها وقريتها نحو المدينة، حيث تتخلص من وليدها، وتتعاطي للدعارة، لضمان عيشها، فتعتقل وتدخل السجن، وبعد الخروج منه، تتزوج إمام مسجد.
يتخلل ثنايا هذه القصة تركيز على وصف مظاهر البؤس والفقر، وتنديد بالجهل والتعصب بأنواعه، وحديث عن السياحة الجنسية الخليجية والأوربية، واستغراب لاختزال العائلات شرف بناتهن بين أفخاذهنḷ
ومعلوم أن هذه الرواية، التي تم تحويلها إلى مسرحية، ولقيت نجاحا لافتا، جاءت عبارة عن بوح إلى الهة، ما جعلها تتخذ شكل مونولوج محموم غاضب تروي فيه حكايتها وتفاصيل حياتها، وما اقترفته من آثام وذنوب، وهو بوح اتخذ، حسب البعض، شكل شهادة مروعة مباشرة تميط اللثام عن وضعية المرأةـ الأداة الجنسية، وصرخة تمرد وإدانة صريحة لواقعها ومعاناتها جراء القمع والاضطهاد البشع الذي تتعرض له.
وعلاوة عما سلف، قدمت الرواية أيضا صورة عن فتاة صغيرة مصممة على الوجود، وتسعى للخلاص من قدرها، لأنها رافضة للخضوع... كما أنها في بوحها إلى خالقها تعري عن الانحرافات والتجاوزات المروعة التي تعتري المجتمع، الغارق في الأبوية والزيف والتأويل الكاريكاتوري المغرض للدين. وكل هذا بلغة عنيفة قاسية، تسمي الأشياء بمسمياتها. تقول مثلا في أحد المقاطع على لسان جبارة متحدثة عن مولود: "رائحته نتنة، ورائحتي أيضا كريهة، إلا أنها تتلاشى في نهاية المطاف. فنشعر بالارتياح. أتطلع للزبادي وعلبة الشوكولاتة والبسكويت والعلكة في كيس من البلاستيك. كان يتأوه مثل خنزير، ويبدو سخيفا. ولحسن الحظ أنه كان ورائي، وأنا لا أراه كثيرا، وذات يوم التفتت، وكان يبعث على الضحك، فضحكت، دون أن يقلقه ذلك، فواصل ممارسة الجنس علي مثل جمل تتعرق خصيتاه"
وتقول أيضا: "حينما ينتهي تحس بسائل لزج مثل حليب رائب يتدفق بين ساقيها. بعدها، يجف بين شعيرات عانتها. الأمر كريه". وتضيف "أنا لا أعرف أن ذلك يسمى منيا، في حين أنني أعرف الحليب الرائب".

واعتبر بعض النقاد أن هذا العمل، وإن لم يكن سيريا، فإن في شخصيته الرئيسية "جبارة" الكثير من شخصية المؤلفة ومواصفاتها، لذلك، نحت المواقف منها منحيين، الأول منهما اعتبر المؤلفة أحد الأصوات المتميزة من بين أبناء جيلها، وأن كتابها هذا ذكي، مليء بالمشاعر، حسن المبنى، واعتبروا أن أسلوبه جميل، مؤثر وذو عنف نادر، وأن لغته خامة، مشحونة شعرا وسخرية. وذهب الرأي نفسه إلى أنها بعملها هذا تساهم في فضح النفاق الاجتماعي والديني، والتفاوت الطبقي... وتبعث على التفاؤل والأمل. وأنها بسبب جرأتها واختيارها للعنوان وضعت نفسها في خطر، وأثارت اهتمام المتطرفين، سيما بعد الجدل الواسع الذي أثير حولها على الإنترنيت. أما الناشر، فاعتبر أنه نشر الكتاب لموهبة صاحبته، وجدية موضوعها، وعملها على مستوى اللغة. لذلك، دعا كثيرون إلى ترجمته إلى العربية.
أما معارضو هذا العمل، فاعتبروا أن "صفية عز الدين" كاتبة جديدة مستلبة ومنبهرة بالغرب، لا تعرف شيئا عن الإسلام، ومع ذلك، تسعى إلى الإساءة لصورته وصورة المسلمين، كما اعتبروا أن ما كتبته ليس أدبا، بل هو كتابة مقززة، صفيقة، بأسلوب سوقي، صادم، وكلمات خامة بذيئة وقحة، تذكر ب"الخبز الحافي" لمحمد شكري.
كما يؤاخذ معارضو هذا العمل على المؤلفة أنها لجأت إلى المرأة والحجاب والإسلام، لأنها مواضيع تبيع. وأنها حملت مشكلا يحدث في المغرب للإسلام بشكل عام، ما سيتيح، حسبهم، للملحدين وأعداء الإسلام، فرصة جديدة للهجوم عليه والتشهير به...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ظافر العابدين يحتفل بعرض فيلمه ا?نف وثلاث عيون في مهرجان مال


.. بيبه عمي حماده بيبه بيبه?? فرقة فلكلوريتا مع منى الشاذلي




.. ميتا أشوفك أشوفك ياقلبي مبسوط?? انبسطوا مع فرقة فلكلوريتا


.. ياحلاوة شعرها تسلم عيون اللي خطب?? يا أبو اللبايش ياقصب من ف




.. الإسكندرانية ييجو هنا?? فرقة فلكلوريتا غنوا لعروسة البحر??