الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


القاعدة الذهبية - تعليم عالمى

مجدي زكريا الصايغ

2012 / 6 / 28
حقوق الانسان


" كل ماتريدون ان يفعل الناس بكم افعلوا هكذا انتم ايضا بهم".
متى 7 عدد 12.
تلفظ يسوع المسيح بهذه الكلمات فى موعظته الشهيرة على الجبل قبل نحو الفى سنة. ومنذ ذلك الحين. قيل وكتب الكثير عن هذه العبارة البسيطة. على سبيل المثال. اشيد بها بصفتها "جوهر الأسفار المقدسة". "خلاصة لواجبات المسيحى نحو قريبه". و "مبدأ اخلاقيا اساسيا". وقد اصبحت مشهورة جدا. حتى انه غالبا ما يشار اليهت بالقاعدة الذهبية.
غير ان مفهوم القاعدة الذهبية ليس مفهوما خاصا بما يسمى العالم المسيحى. فاليهودية البوذية والفلسفة اليونانية شرحت جميعا هذه القاعدة بطريقة او بأخرى. كما ان عبارة قالها كونفوشيوس. رجل مبجل فى الشرق بصفته اعظم حكيم ومعلم. هى معروفة جدا وخصوصا لدى الناس فى الشرق الاقصى. ففى منتخبات كونفوشيوس ثالث الكتب الاربعة الكونفوشيوسية. يعبر عن هذا المفهوم ثلاث مرات. وقد استخدم هذا المفهوم فى مناسبتين للأجابة عن تساؤلات التلاميذ. قال كوتفوسيوس: "لاتفعل للاخرين ما لاتريد ان يفعله الاخرون لك". وفى مناسبة اخرى قال تلميذه دريفونغ بتبجح : "ما لا اريد ان يفعله الاخرون لى لا اريد ان افعله انا ايضا لهم". فرد عليه المعلم بهذا الجواب الرزين: "نعم ولكنك لم تتمكن بعد من القيام بذلك".
بقراءة هذه الكلمات. يمكن الادراك ان عبارة كونفوشيوس هى صيغة معاكسة - لا تستلزم القبام بدور فعال - لما قاله يسوع لاحقا. والفرق الواضح بين الصيغتين هو ان القاعدة الذهبية تتطلب اخذ المبادرة فى فعل الخير للاخرين.
او لا تعتقدون ان عالم اليوم سيكون مكانا افضل اذا عاش الناس يوميا بموجب تعليم يسوع الذى يدعو الى القيام بعمل ايجابى. مهتمين بالاخرين ومساعدينهم؟ نعم دون شك.
كيفما كانت الصيغة التى تذكر بها هذه القاعدة. المهم فى الامر هو ان الناس من شتى الخلفيات وفى مختلف الازمنة والاماكن يثقون ثقة كبيرة فى مفهوم القاعدة الذهبية. وذلك يظهر ان ما قاله يسوع فى الموعظة على الجبل هو تعليم عالمى يؤثر فى حياة الناس فى كل مكان وعصر.
اسألوا انفسكم: " هل احب ان اعامل باحترام وعدل وصدق؟ هل ارغب ان اعيش فى عالم خال من التحامل العرقى. الجريمة. والحرب؟ وهل اود ان اكون فى عائلة يظهر كل افرادها الاهتمام بمشاعر الاخرين وخيرهم؟. فى الواقع من الصعب ان يرفض احد احوالا كهذه. لكن الحقيقة المروعة هى ان اشخاصا قليلين جدا يتمتعون بهذه الاحوال. ومعظم الناس يشعرون ان ذلك اكثر من ان يحلموا بتحقيقه.
على مر التاريخ كانت هناك حالات ارتكبت فيها جرائم ضد الانسانية وجرى فيها تجاهل حقوق الناس بشكل تام. كاستيراد الرقيق من افريقيا معسكرات الموت النازية التشغيل القسرى للاولاد. والابادة الجماعية الوحشية فى اماكن عديدة. وهناك لائحة مروعة وطويلة بحالات مشابهة.
ان عالم اليوم ذا التكنولوجيا المتطورة هو انانى. فقليلون هم الذين يفكرون بالاخرين عندما تكون مصالحهم او حقوقهم المزعومة مهددة. فلم يصبح عدد كبير من الناس انانيين قساة وعديمى الشعور؟ لأن القاعدة الذهبية - رغم كونها معروفة جدا - ترفض على انها غير واقعية وانها مبدأ اخلاقى ولى زمنه؟ ومن المؤسف ان هذا مايعتقده حتى الذين يدعون الايمان بالله. وعلى اساس ماتظهره النزعة السائدة سيصبح الناس اكثر انانية مما سيق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. شبح المجاعة يخيم على 282 مليون شخص وغزة في الصدارة.. تقرير ل


.. مندوب الصين بالأمم المتحدة: نحث إسرائيل على فتح جميع المعابر




.. مقررة الأمم المتحدة تحذر من تهديد السياسات الإسرائيلية لوجود


.. تعرف إلى أبرز مصادر تمويل الأونروا ومجالات إنفاقها في 2023




.. طلاب يتظاهرون أمام جامعة السوربون بباريس ضد الحرب على غزة