الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ليلة اعتصام مع الشبيبة السويدية تضامنا مع الانتفاضة الفلسطينية

سعاد خيري

2012 / 6 / 29
سيرة ذاتية


ليلة اعتصام تضامنا مع الانتفاضة الفلسطينية
كانت امسية رائعة مع الشبيبة السويدية , حيث الحماس الثوري والمحبة والالفة التي يفتقدها اللاجئ في السويد ويحن اليها , لا سيما في المحن الشخصية والوطنية والانسانية. ولاول مرة وجدت نفسي بين تلك الشبيبة وكأنني في وطني وبين ابناء شعبي . فقد شعرت بقوة الشباب التي كنت اتمتع بها في النضالات التي خضتها في العراق. فحدثتهم عن اول مظاهرة ساهمت فيها في حياتي وكانت في تشرين ثاني 1947 احتجاجا على مشروع تقسيم فلسطين, اي قبل اقامة اسرائيل!! والان وبعد 55 عاما نناضل ضد نتائج تلك الجريمة بحق الانسانية !! واعربت عن سعادتي لتفهم البشرية اليوم لعمق هذا الظلم , والمخاطر التي تهدد ليس الشعب الفلسطيني والشعوب العربية فقط, بل وعموم البشرية. فالارتباط المتين بين الراسمال العالمي وقطبه الاكبر الراسمال الامريكي وبين الصهيونية , وتوجهه للهيمنة على العالم يشكل خطرا داهما على مصير البشرية , لما تملكه الولايات المتحدة من اسلحة الدمار الشامل.
وكم كنا سعداء ونحن نتحدث , وتتالت الاسئلة عن سبب مساهمتي معهم وانا في هذه السن . فقلت لهم , ان الكفاح من اجل تحرير البشرية لا يعرف حدود العمر, بل انه يجدد الشعور بالقوة والشباب. وحدثتهم عن اول اضراب عن الطعام ساهمت به وكان في نيسان 1949, من اجل نيل حقوقنا كسجناء سياسيين في سجن النساء المركزي في بغداد, بعد ان حكم علينا باحكام ثقيلة . وكان الحكم المؤبد علي , عشرين سنة , اي اكثر من عمري أنذاك . وتساءلوا عما قمت به لاستحق هذه العقوبة !! فقلت كنت انذاك مجرد طالبة في كلية الطب , وكل نشاطي هو المساهمة في المظاهرات الجماهيرية ضد الامبريالية ومخططاتها ضد شعبنا والشعوب الاخرى .
واستمرارا للحديث عن الاضراب الاول قلت, انهالوا علينا بالضرب بالعصي وانتزعوا ملابسنا وكل حاجياتنا , ليفرضوا علينا حياة السجناء العاديين المذلة. واستمر الاضراب عشرين يوما كنا لا نتناول خلالها سوى قدح من الشاي المحلى بالسكر صباحا وقدح اخر مساء.
فاستوقفني سرورهم العارم. فقد وجدوا فيما قلته مخرجا من حيرتهم في كيفية تنفيذ الاضراب عن الطعام واعربوا عن حاجتهم الى تجارب المناضلين كبار السن . فهم على استعداد لاجتراح الماثر ولكن تنقصهم الخبرة.
وجاءت مجموعة من النسوة العراقيات والفلسطينيات وطلبن مني العدول عن هذه المساهمة , حرصا على صحتي. شكرت لهم اهتمامهم واكدت لهم انني لا اجد قيمة لحياتي بدون خوض مختلف اشكال الكفاح . وانني اذ احرص على صحتي فمن اجل ان اتمكن من النضال اكثر واطول فترة ممكنة . وافضل ان اموت في ساحة النضال على الموت في الفراش. انني اشعر في هذه الامسية افضل مئات المرات من جلوسهن امام عدسات التلفزيون ومشاهدة الفضائع الاسرائيلية وهن مقطعات الاكباد!! ويذرفن الدموع.
تركوني وهن بين ممتعضة وحائرة , في حين ودعتني ابنتي وداد بنظرة حنان وحب واشارة تشجيع رائعة!! نعم انها حبيبتي واملي وامتداد بل وتطوير لحياتي . وارى فيها الملايين من شبيبة العراق الذين سيعيدون لشعبنا حريته وامجاده ومساهماته في تحرير البشرية وتطوير حضارتها.
لاحظ الشبيبة السويدية اصراري على البقاء معهم , فازدادوا اهتماما براحتي وافسحوا لي المجال للنوم في الخيمة الوحيدة التي نصبوها فقد كان الجو باردا واختيار مكان الاعتصام غير موفق . اذ كان فوق جسر يربط بين ضفتي البحر قرب البرلمان السويدي وتيارات الهواء تشتد من جميع الجهات. لم استطع النوم طوال الليل من شدة البرد وصخب الشبيبة الفلسطينية الجميل . فقد استمر توافدها وانا اصغي لنكاتهم وهمومهم . وكم المني فزع احدهم من نومه. ويبدو انه كان معتقلا وخضع لتعذيب الاسرائيلين الفضيع. وفي اجواء الضغط النفسي تخيل تقدم الجلاد الاسرائيلي نحوه وامسك به . ففزع وصرخ وهو يصارع , فامسك به رفاقه واخذ يستعين بالدعوات وهو يكرر انه يريد اعتقالي!! لقد رايته يتقدم نحوي ويمسك بيدي!!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - احيك ايتها المناضلة
حكيم فارس ( 2012 / 6 / 29 - 20:08 )
احيكي ايتها المناضلة الكبيرة وانت مازلت تحملين روح الشباب الثورية التي عجز الزمن عن الوقوف عائقا امام قوتها وصلابتها
ذات مرة افرد الصهيوني يعقوب ابراهامي مقال مخصص ليشكك بمصداقيتك وبتاريخك النضالي الطويل وقد رديت عليه حينها بتعليق مفحم ازعجه وازعج اصدقائه المتصهينين الجدد
فما كان من السيد شامل عبد العزيز الا ان سارع بمقال خص به تعليقي هذا ...وكان بعنوان...الفرهود وقتل اليهود...وتوالت تعليقات السادة..المتباكين على مأساة اليهود في الطاهر للدفاع عن الحركة الصهيونية في الباطن بل البعض منهم صرح بذلك علنا ودخلت في نقاش مطول معهم بعدة تعليقات
سيدتي الرائعة سعاد خيري انحني احتراما وتقديرا لتاريخك النضالي
ولكي مني اطيب وارق التحايا واجمل المنى

اخر الافلام

.. الدبلوماسية الأمريكية: أي أمل لغزة ولبنان؟ • فرانس 24


.. هاريس - ترامب: أيهما أفضل للعالم العربي والمنطقة؟




.. تونس: ماذا وراء حبس -صنّاع محتوى- بتهم أخلاقية؟ • فرانس 24 /


.. ما أسباب توقيف طالب فرنسي في تونس بقرار من القضاء العسكري؟




.. تونس: السجن أربع سنوات ونصفا لناشطة تونسية على إنستغرام بتهم