الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الديمقراطيات الشكلية ومحاكمة تيموشينكو

فالح الحمراني

2012 / 6 / 29
مواضيع وابحاث سياسية


موسكو /فالح الحمراني ‏

ان النخبة الحاكمة في اوكرانيا عينة جيدة للانظمة الحاكمة التي جاءت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، انها لم تخن مبادئ العدالة والمساواة والروح الوطنية الحقة وحسب، بل تحولت الى قوى "مافيوية" وبطانانات وطفيليات تنخر في جسد الدولة والمجتمع وتعتاش عليها، وتقيم هذه النخب انظمة استبدادية تجعل من التعددية ظاهرة شكلية وحسب لكي تقنع "الغرب" بوجود انظمة ديمقراطية لديها، انها تفرغ التعددية والاجواء الديمقراطية من معانيها الحقة، وتحرم الجماهير من حقوقها بينما تتيح للصوص والالغاركية التحرك بحرية وتوفر القاعدة القانونية، وتضيع السافات بين مؤسسات الدولة التفيذية والتشريعية والقضائية لتخدم هدف بقاء هذه النخب والعوائل في الحكم لاطول فترة ممكنة بقمع النفس الذي يشكل خطرا عليها. ووتظهر كل المؤسسات شكلية :النقابات الاتحادات كيانات المجتمع المدني، وتسن القوانيين من اجل التضييق على نشاطها. ومع ذلك فان دساتير هذه الدول تشير الى انها دول ديمقراطية!

وضمن هذا السياق تواصل النخبة الحاكمة في اوكرانيا معركتها الضارية ضد رئيسة الوزراء السابقة وزعيمة ما يسمى بالثورة البرتقالية يوليا تيموشينكو، ووظفت لهذه المعركة قوى لايستهان بها من القضاة ورجال الامن وجندت الاعلام والمنابر البرلمانية والسفارات في الخارج. وحقا فان معركة النخبة الحاكمة مع تيموشينكو معركة حياة او موت، لانها واثقة من ان تبرئة تيموشينكو والافراج عنها من السجن سيعني عودتها لاكتساح الساحة السياسية لتكون منافسة خطيرة على الرئيس الحالي فيكتور يانوكوفيتش وحاشيته من كبار المسؤولين والاثرياء.ان هؤلاء الساساة يدركون ان تيموشينكو ستستعيد بسرعة تألقها وستستعيد شعبيتها التي لم تتقلص ذات يوم ،بخاطابها الساطع وجاذبيتها وصورتها اللامعة التي رسختها باذهان الناخب كأبنة اوكراينا المخلصة .وتيمشينكو ليست بالقائد الشعبي الذي دافع عن مصالح الجماهير بل جزء من النظام الذي تشكل بعد انهيار الاتحاد السوفياتي، وتنازل الرجال الاشداء لنيل السلطة لمجموعتها مستعملة الشعارات الرنانة والوعود العسلية والاندماج بالغرب الذي تصوره بقرة حلوب وجنة منشودة للمظلومين تاريخيا في اوكرانيا. هناك شرائح تثق بوعودها وتتناسى ان العمل وتمنية الاقتصاد الفعلي والالتزام بمبدئ العدالة وجعل الدول في خدمة ال

وصدر يحق تيموشينكو حكما بالسجن لمدة 7 سنوات على خلفية عقود الغاز التي وقعتها أوكرانيا مع روسيا في عام 2009 عندما كانت تيموشينكو تشغل منصب رئيسة الوزراء. ان الحقد الذي تكنه السلطات الاوكرانية على تيموشينكو مصدره مزيج من المصالح السياسية والاقتصادية، ومخاوف نابعة من عقد نفسية.فمع اقتراب الانتخابات البرلمانية تتحول تيموشينكو الى شبح مرعب بالنسبة للرئيس الحالي يانوكفيتش وحزبه " حزب الاقاليم". فشعبية الحزب تتقلص بينما تبقى القوى التي تسير خلف تيموشينكو المعارضة الوحيدة التي ستواجه يانوكيفتش، الى ذلك فان الرئيس يعاني من فوبيا خروج الجماهير الى ساحة " الميدان" كما خرجت في فترة الثورة البرتقالية. ان تيموشينكو تظل مصدر خطر على استمرار النخبة الحاكمة الحالية في السلطة، التي يبدو انها لاتجد من حل آخر غير تدميرها، بكل الوسائل، وتكتفي الان باحتجازها في السجن واختلاق التهم والقضايا ضدها لاطالة امد الحبس.
الى ذلك تحولت قضية تيموشينكو الى عقية كأداء امام اندماج اوكرانيا باوروبا حيث لا تسرى اتفاقية الانتساب مع الاتحاد الاروبي ما لم يتحسن الوضع فى مجال احترام حقوق الانسان فى اوكرانيا. وتناقش العواصم الاوبية الان إمكانية "المقاطعة السياسية" لبطولة أوربا لكرة القدم في يوليو المقبل في أوكرانيا في حال لم يتم إطلاق سراح يوليا تيموشينكو قبل موعدها انطلاقها. وهدد زعماء وروبا بعدم زيارة أوكرانيا خلال هذه البطولة، وذلك حسب تطورات الوضع المتعلق بمصيررئية الوزراء السابقة.

ان القضية ليس الدفاع عن بل لان موضعها طرح بحدة مدى التزام الانظمة الحاكمة التي جاءت بعد انهيار الاتحاد السوفياتي بالمبادئ الديمقراطية الحقة، وان النخب الحاكمة الجديدة مازالت تتعاطى مع الخصوم السايسيين على انهم اعداء الداء ويجب التخلص منهم بكافة الوسائل، بلاقصاء والقتل والتغييب، وهذا ما تمارسه التخبة الحاكمة في اوكرانيا وفي جمهوريات اخرى، بما في ذلك قوى اليسار لكي تحرمها من لوصول للشارع وكسب ناخبين جدد لها








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصر تنفي التراجع عن دعم دعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام مح


.. هيئة البث الإسرائيلية: نقل 300 طن من المساعدات إلى قطاع غزة




.. حزب الله اللبناني.. أسلحة جديدة على خط التصعيد | #الظهيرة


.. هيئة بحرية بريطانية: إصابة ناقلة نفط بصاروخ قبالة سواحل اليم




.. حزب الله يعلن استهداف تجمع لجنود إسرائيليين في محيط ثكنة برا