الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


-غيرنيكا-

لمى محمد
كاتبة، طبيبة نفسية أخصائية طب نفسي جسدي-طب نفسي تجميلي، ناشطة حقوق إنسان

(Lama Muhammad)

2012 / 6 / 29
الادب والفن


يوجد فرق بين من حول" رسالة الغفران " للمعري إلى قضية " تكفيرية..

و بين من قرأ " الكوميديا الإلهية " لدانتي كرائعة أدبية..

نحتاج لتصحيح ماض مشوه.. هكذا نضمن إنجاب مستقبل معافى.

هامش:

(تؤكد عدة دراسات أن "الكوميديا الإلهية " هي النسخة الأوروبية المقلدة عن "رسالة الغفران" لأبي العلاء المعري. بل وقد تمت محاكمة "دانتي" بعد أن حاول البعض إثبات سرقته لرسالة الغفران، وحتى بعد أن نجحوا بعض الشيء إلا أنه تمت تبرئته)...

هامشي:

لولا " دانتي" لما اكتشف ( البعض) قيمة من كفروهم.. " دانتي " قرأ و تأثر.. و غيره لم يقرأ و كفر( بالشدة على الفاء).

(جزء من الواقع..)
**********


هل تعلمين كيف تتكيفين مع القتل.. مع الألم، مع الحزن و الموت؟!

هل تعلمين كم هو غال ثمن " وقود سيارة" العالم؟!

كم هو ظالم " ميزان القوى العالمي"!

كم هي الحياة قصيرة.. و الأطفال هل تعرفين كم يشبهوا بعضهم في جميع الدول.. و تحت أي دين!

هل تعلمين يا دكتورة أن الخلطة العجيبة للدين مع السياسة تنسف الأوطان؟!
هل تعرفين من قال:
"أنا مقتنع بأن تلك المجتمعات (مثل الهنود) التي تعيش دون حكومة، تتمتع في كتلتها العامة بدرجة من السعادة أعظم من تلك التي تعيش في ظل حكومات أوروبية"..
إنه " توماس جفرسون" رئيس أمريكي سابق..هو المفضل عندي..

هل تتوقعين كيف يصبح "المشروب الكحولي" صديقك الذي ينسيك صرخة القاتل، و المقتول.. و ما بينهما من أشخاص مروا في حياتك.. أحبوك.. خافوا عليك، خسروا الكثير كي يكسبوك.. ثم انتهيتم جميعا كطلقات رصاص فارغة في " حرب" تودون لو أنها لم تكن..

هل تعرفين أن الجندي لا يقتل إلا كي لا يقتلوه.. هل تعلمين كم تصبح مؤلمة " غريزة البقاء" على صوت القنابل..
قلت أنك من " سوريا".. أتعلمين كيف ستنتهي  الأوضاع في " سوريا"؟!

- لا أصلح للسياسة.. لكنني أتوقع حربا عالمية ثالثة...

- ربما أنت تمزحين.. لكن هذه هي الحقيقة.. الكراهية و القتل كالشعوذة و السحر متى ما رأيت قبائل كثيرة و من دول مختلفة تعتبر الموضوع ك( السيرك) سنتحول جميعا إلى "فيلة" و "سعادين".

(جزء من حوار مع مريض خدم في جندي سابق عائد من " أفغانستان" يتعافى من إدمان الكحول..).
**********


و أرى من ( المثقفين) السوريين من يريد الشهرة على حساب دم أطفال غيره.. أرى منهم من يتحزب مع أي من القطعان و يبرر قتل المخالف.. و منهم من يغض النظر عن المحللين و المحرمين الذين يرتدون عباءة الإنسانية الفضفاضة.. يدخلون " سوريا" الجميلة ليتموا جهادهم الأزلي..

و أذكر لهم على سبيل المثال أن من دخل التاريخ بشرف لم يكن مطلقا من حمل أو حمل( بالشدة على الميم) السلاح.. من دخل التاريخ شريفا كان كبطل رواية " وداعا للسلاح " ل " أرنست هيمنغوي" التي  حكت عن الحب و نبذت  الحروب..و تحولت إلى فلم رائع.
و لوحة " غيرنيكا" ل " بيكاسو" التي قيل أنها تصوير للفلم في لوحة...

أنت ( مثقف) و لست ( جزار).. من تطلب قتلهم لهم قلوب.. أحبة.. عوائل و أطفال و ليسوا مجرد أرقام.

هامش:
رواية " وداعا للسلاح " ل " أرنست هيمنغوي" تحكي قصة حب في الحرب العالمية الأولى بين ممرضة متطوعة و سائق طيب لسيارة الإسعاف للجنود..تنبذ الكراهية و الحروب و تخبرنا بأننا كلنا بشر.. تحولت إلى فلم بإخراج رائع في عام 1932

هامش ثاني:
"غيرنيكا" ل "بيكاسو" استوحاها من قصف بلدية غورينيكا (الباسك )..حين قامت طائرت حربية ألمانية وإيطالية مساندة لقوات القوميين الإسبان بقصف المدينة في عام 1937 بغرض الترويع خلال الحرب الأهلية التي دمرت اسبانيا.. 

أهم ما نعقله في اللوحة: أصابع اليد البيضاء الثخينة في الوحل، وهي في حالة إحتضار، والخيول الهاربة، وإمرأة تنظر الى السماء وهي تبكي...

قال أحد المصورين:
أصابتني الدهشة حيال مشهد الطريق في فلم " وداعا للسلاح"..  إذ رأيت نفسي كما لو كنت واقفاً أمام" لوحة غرنيكا"...

نحتاج " غرنيكا" سورية.. و ستجتمعون يوما.. ( بعد أن تشبعوا دم) على مقولة ( وداعا للسلاح).. 
طوبى للتيار الرابع.

(جزء من الغد..)

يتبع...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - أسلوب مختلف
ROBA ( 2012 / 6 / 29 - 17:32 )
طرح لأفكار عظيمة بأسلوب مشوق و بمزيج من الثقافة الادبية و تجارب الطبيبة المفعمة بالانسانية ( التي تلامس قعر مشاعر مرضاها و لا تتكفل فقط بعلاجهم الجسدي بل النفسي أيضاً) كل هذا يعطي سبغة مختلفة لما تكتبين و يجعل من يقرأ لك أسير لسحر و رقي أفكارك..تحياتي لك


2 - تسلمين
نيسان سمو الهوزي ( 2012 / 6 / 30 - 14:31 )
تسلمين يا سيدتي على هذه الانامل الرقيقة ولكن وللأسف يا سيدتي حتى عندما نقتل نقول بعون الله تعالى والحمدلله على كل شيء ولا إله إلا اليه راجعون قبل ان نذبح الذبيحة فهل رأيت في اي ثقافة نعيش ؟؟ تحية وتقدير ..

اخر الافلام

.. الفنان عبدالله رشاد: الحياة أصبحت سهلة بالنسبة للفنانين الشب


.. الفنان عبدالله رشاد يتحدث لصباح العربية عن دور السعودية وهيئ




.. أسباب نجاح أغنية -كان ودي نلتقي-.. الفنان الدكتور عبدالله رش


.. جزء من أغنية -أستاذ عشق وفلسفة-.. للفنان الدكتور عبدالله رشا




.. الفنان عبدالله رشاد يبدع في صباح العربية بغناء -كأني مغرم بل