الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


ماذا تخبّئ الحكومة في ضحكاتهم ؟

أم الزين بنشيخة المسكيني

2012 / 6 / 29
كتابات ساخرة


ماذا تخبّئ الحكومة في ضحكاتهم ؟
انّ الضحك لا يصلح للضحك فقط بل قد يصلح للبكاء أيضا ..أو للاستبلاه و المناورة ...و حين يطالعنا رجل الدولة مبتسما الى حدّ الضحك أحيانا فعلينا حينها أن نسأل "ما الذي يضحكه ؟ أو ممّن هو بصدد الضحك؟" ..هل يضحك مستبشرا أم يضحك كي لا يبكي ممّ يحدث في حكومته ؟ هل يضحك كذبا و تمويها أم يضحك من فرط الرضا على نجاحه في معالجة أزمات بلاد في حالة ثورة ؟ هل يضحك استبلاها للشعب الكريم أم يضحك فرحا بنفسه وقد اعتلى صهوة العرش بعد أن دفع أبناء الشعب دمائهم ثمن حكومة "ثورية" ؟هل صار هذا الشعب أضحوكة للحكومات ؟
ثالوث حكومي، رجلين و امرأة ..أحدهم هو الحكومة و الثاني هو حقوق الانسان طالما ثمّة انسان قبل تحويلنا الى رعيّة ، و ثالثهم امرأة لا تصارح و لا تريح و تكتفي بالضحك عند رؤوس اليتامى ...ثالوث حكومي من أعلى طراز يطالعنا بابتسامة عريضة فضحكة فقهقهة خفيفة الظلّ ..و ذلك كلما سُئل عن الأحداث الغريبة التي تحدث في البلاد من عنف و تخريب و انتهاك للحريات و تكفير و تشليك لمكاسب الثورة ..ولا شيء غير الضحك و الرقص على الألاعيب ..كأنّك ازاء مشهد كاريكاتوري أو مقطع من فيلم هوليودي ..نجوم في السياسة يتعلّمون" الحجامة في رؤوس اليتامى"..حكّامنا "الثوريون" يضحكون تفاؤلا بحكومتهم، و يضحكون من هذا الشعب الكريم الذي كذب كذبة و صدّقها ..و الذي منح دماء أبنائه قربانا لحلم تعثّر في الوصول الى آمالهم ..و يتأجّل الحلم عند كل هفوة .. يمكننا أن نخطئ كأفراد ..لأنّنا بمجرّد الاعتذار بوسعنا أن نصلح ما أفسدناه في شأن فرد آخر ..لكن هل يجوز أن نخطئ و نحن الدولة ؟..لا شيء شخصي في أخطاء الحكومات ..انّ الهفوات السياسية عطب يصعب استصلاحه ..فكلّما أخطأت الحكومات في السياسة كلما سقطت في عيون شعوبها ..و عديد الحكومات "ساقطة" لدى شعوبها رغم أنّها ترفع رايتها في كل مكان وتنتعش في كل منبر ... ألم يكن النظام البائد لبن علي المخلوع "ساقطا "في عيون التونسيين و قلوبهم سنين قبل أن تأتي الثورة نفسها ..رغم نشوة العصابة الحاكمة و حصولها على جوائز عالمية في حقوق الانسان .؟ و كان الشعب يتندّر في المقاهي و الخمّارات على كواليس "ليلى " و يضحك من فضائح عصابتها ... و ها نحن بعد الثورة فهل ينقصنا التندّر و الضحك ؟ أم ليس بعدُ؟..ضجيج و أبواق و منابر و مضخّات صوت ..لكنّ لا شيء نسمعه غير صدى باهتا لحلم لم يأت ...و تكفير و تنكيل و تهديد و وعيد ..فهل جاء يوم القيامة و نحن لا ندري ؟ أم أنّ بلادنا ماخور للكفرة و الفاسقين ..و لا أحد في علمه بهذا الأمر ؟
و يضحكون .. من المعارضة التي تعني لديهم "فوضييون .. يعطّلون عمل الحكومة ..و علمانيّين و فرنكفونيّن .. و يتامى فرنسا .." فمن منهم ليس من أيتام فرنسا في تكوينه العلمي و حتّى في نمط تفكيره ؟ و الكل يعلم أنّ بعضا من أعضاء حكومتنا الأكثر وجاهة قد قضى معظم حياته في فرنسا..و رغم ذلك هو لم يعد الى البلاد يتيما..و ذلك بفضل استيلائه على ثمار الثورة .. و تراه ضاحكا على الركح ..فتتملّكك للتوّ الدهشة ..هل أصبح هذا الشعب أضحوكة للحكومات ؟؟؟ و تسمع جعجعة ..و لا يقولون غير "ربّي يسهّل و ربّي يفرّج و ربّي ينجّح و ربّي ينوب و ربّي يقدّر الخير "..كم ستتحمّل يا الله أخطاء الحكومات و حمق الايديولوجيات ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. في ذكرى رحيله.. أهم أعمال الفنان الراحل وائل نور رحمة الله ع


.. كل الزوايا - الفنان يحيى الفخراني يقترح تدريس القانون كمادة




.. فلاشلايت... ما الفرق بين المسرح والسينما والستاند أب؟


.. -بيروت اند بيوند- : مشروع تجاوز حدود لبنان في دعم الموسيقى ا




.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط