الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الخطوط المغربية.. واقع دون الطموح!!

محمد عبعوب

2012 / 6 / 30
الادارة و الاقتصاد


في ظل التنافس المحموم على سوق النقل الجوي عبر العالم بين شركات عملاقة ومتطورة تقنيا وإداريا ومتجاوزة للحدود، وبين شركات قزمية وطنية تمثل واحدة من أوجه السلطة أكثر منها مؤسسة إقتصادية منافسة في سوق النقل الجوي، يصبح من المحتم على هذه الأخيرة ان تجند كل طاقاتها وامكاناتها لتجد لها موطئ قدم في هذا السوق على الأقل في سوقها المحلي والاقليمي للحفاظ على وجودها أمام تغول الشركات العالمية التي تكتلت لابتلاع العالم ..

الوعي بهذه الحقيقة لدى شركة الخطوط الملكية المغربية وإدراك ابعادها، يبدو انه لم يصل الى اذهان المسيرين من المستوى الثاني والثالث من القائمين عليها، هذا ما لمسته خلال سفري على رحلتها المتوجهة من الدار البيضاء الى طرابلس يوم الخميس 14 يونيو الجاري، ففي ذلك الصباح الباكر غاب في مراحل ما قبل الاقلاع حسن الاستقبال المفترض ان يلقاه المسافر والذي عنوانه البسيط : ابتسامة مشرقة وحقيقية يقابل بها مقدموا الخدمات المسافر منذ ولوجه بوابة المطار وحتى جلوسه على مقعد الطائرة، وللانصاف كان افراد الامن -وهم من تفترض طبيعة عملهم الجدية والعبوس- كانوا الاكرم في ذلك الصباح بتعاملهم المرن والمتزن مع المسافرين، خلافا لموظفات بوابات الترحيل والاستقبال اللائي ابدين وجوها متجهمة وابتسامات مصطنعة لا يخطئ حتى بليد الاحساس باكتشافها.

فبعد الانتهاء من الصدمة الاولى على بوابة اتمام إجراءات شحن الامتعة واستلام بطاقة الصعود هام الركاب ومنهم من لا يجيد القراءة بحثا عن البوابة المخصصة للتوجه الى الطائرة، ما اضطرهم للاستعانة بالركاب المتعلمين، وكان يفترض ان يكون هناك دليل يوجه الركاب يغنيهم عن التساؤل المحرج.. وليس هذا فقط الادهى اننا بعد ان توجهنا الى قاعة الانتظار بالوابة المحددة (رقم 15) على بطاقة الصعود في انتظار المرحلة الاخيرة من الاجراءات ، قدمت موظفتان من الشركة وطالبتا الركاب بالتوجه الى بوابة اخرى (رقم 32) تبعد اكثر من 200 متر عن الاولى ولم يخطر لهما الاعتذار او حتى اسماع صوتهما لمن لم يكن في حالة انتباه مكتفيتان بإصدار أمر للركاب بالتوجه في حالة مجهدة تقطع الانفاس الى البوابة الجديدة، وبعد ان وصلنها لم نجد اثرا لهما لنكتشف في نهاية تلك المتاهة انهما متواجدتان على البوابة 28 !!

ذكرتني هذه المشاهد بلعبة الاختفاء التي كنا نمارسها ونحن صغارا للتسلية والضحك البرئ، وليس بوجوه عبوسة وكأنها تقدم لك الخدمة مجانا وتطوعا!! بعد ان قطعت الموظفة بطاقة الصعود سالتها عن سبب هذه الربكة المجهدة للركاب وعدم الاحترام لمشاعرهم، فكان الرد أقسى مما توقعت؛ إذ اكتفت بالتطلع الي من تحت الى فوق وبطرف عينها وكأنني مجرم اقترفت بحقها سبابا مقذعا ، ولم تنبس ببنت شفة!!! وهو رد أراه عدواني ودليل على تدني وعيها وسوقيتها، وهي حتما ومن هم في مستواها من مقدمي الخدمات على الخطوط المغربية لا يعون مدى فداحة الخسارة التي يمكن ان يلحقها الاستقبال الفاتر والمعاملة الجافة وعدم احترام المواقيت والنظم في التعامل مع الزبائن بسمعة الشركة وبالتالي على مكاسبها..

مشاهد قد تبدو صغيرة لكن آثارها كبيرة تلحق خسائر بالشركة التي لا اعتقد انا شخصيا وآخرين جرى بيني وبينهم حوار حول هذه المشاهد، يمكن ان نفكر في السفر على متن طائراتها، رغم ما نكنه للمغرب من محبة وتقدير ومشاعر فياضة لكرم ورقي شعبه وحسن استضافتهم للسواح ورجال الاعمال.. إدارة الشركة مدعوة لتتبع التفاصيل الدقيقة لمستوى خدماتها وفحص تعامل مخدميها مع الزبائن، إن على مستوى مكاتب بيع التذاكر او خدمات ما قبل السفر او على متن الطائرات، وهي التفاصيل التي تعطي الصورة الحقيقية للركاب عن الشركة وتجعلهم يقررون معاودة السفر على طائراتها او مقاطعتها.. وإهمال هكذا تفاصيل دقيقة او التهاون في مراعاتها ومتابعتها والتهاون مع المقصرين في أداء خدماتهم بالدقة والاسلوب الامثل سيلحق ضرارا كبيرا بمكاسب الشركة في سوق النقل الجوي الذي اعطى تحريره وعولمته للزبائن الورقة القوية التي تحدد الرابح والكاسب فيه من خلال حسن الضيافة مستوى الخدمات وجودتها وتكلفتها..








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. لم يتوقف الأمر على اغتيال نصر الله.. إسرائيل استهدفت البنك ا


.. إسرائيل تلقت -المعلومة الذهبية- بشأن نصر الله الإثنين الماضي




.. عيار 21 يتراجع لأقل مستوى.. أسعار الذهب ليوم 28 سبتمبر


.. ما سبب الأزمة التي يمر بها الاقتصاد الألماني؟ | الأخبار




.. عودة يوسف بطرس غالي: إصلاح اقتصادي أم استرجاع لزمن مبارك؟