الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


زيارة کونداليزا رايس الاخيرة لأنقرة : ترکيا في إنتظار کودو

نزار جاف

2005 / 2 / 9
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


زيارة کونداليزارايس الاخيرة لأنقرة :
ترکيا في إنتظار کودو !

الزيارة الاخيرة لوزيرة الخارجية الامريکية کونداليزارايس لترکيا و التي بإتفاق معظم المراقبين ، لم تکن سوى زيارة باهتة في کل أبعادها . وقد کانت التصريحات العمومية التي أطلقتها رايس غداة مغادرتها لأنقرة تؤکد هذه الحقيقة . السيدة رايس تجنبت الخوض في التفاصيل وإکتفت بتکرار مسألة التأکيد على " وحدة الاراضي العراقية " في إشارة لممانعة واشنطن من قيام دولة کوردية في الاقليم الکوردي بالعراق . لکن تلک العبارة السياسية الانفة صارت في الحسابات السياسية للمنطقة مجرد عبارة کلاسيکية يکتنفها الغموض بعباءتها العمومية التي تخفي المفردات الخصوصية خلف مجاهيل سوادها . الاتراک الذين يرون بأم أعينهم التطورات المثيرة على الارض في الاقليم الکوردي و المبارکة الضمنية لواشنطن عليها ، باتوا في حيرة و قلق کبيرين يعصفان بعموم الماکنتين السياسية و العسکرية لترکيا . ولعل الزيارة الاخيرة لرئيسة الدبلوماسية الامريکية لأنقرة کانت بالاساس لتهدئة الخواطر المتقدة من العملية السياسية الجارية في العراق قبل و بعد کل شئ ، لکن رايس وفي خضم زيارتها أکدت على خصوصية مشکلة کرکوک في إشارة واضحة جدا لرفض التدخل الترکي في المسألة وهي إشارة خطيرة في سياق العلاقات الدبلوماسية الحميمة بين البلدين وتحتمل أکثر من تأويل . بيد أنه وبالرغم من کل شئ فأننا نستطيع قراءة مجموعة من المعاني التي تداعت عن الزيارة والتي نوجزها بما يلي :
1 ـ تقليل الاهمية الاستراتيجية لأنقرة من حليف رئيسي لواشنطن الى حليف ينتظم في صف الحلفاء الاخرين المعتمدين في المنطقة .
2 ـ عملية الفصل في الـمصالح بين واشنطن و أنقرة ، ولاسيما بعد إحساس أمريکا بالاطماع الترکية غير العادية في العراق خصوصا وأن أنقرة تسعى جاهدة لصنع موطئ قدم سياسي ـ إقتصادي لها في العراق ، والامريکان يفسرون هذا الطمع الترکي من زاوية أخرى و لاتريد أن تعيد ترکيا قبرصا جديدا في العراق .
3 ـ الامريکان وفي عصر القطبية ـ الاحادية حيث قمة نفوذهم لايرغبون أن يصبح الاتراک بمثابة الشريک و أنما مجرد حليف تترکز العلاقات معه في قنوات معينة تحددها أمريکا بنفسها .
4 ـ أمريکا لم تعد تحب سياسة " مايجب أن يکون و مالايجب أن يکون " المتبعة من قبل أنقرة وخصوصا فيما يتعلق بالکورد و السياسة الامريکية المتبعة حيال العديد من القضايا الملحة في المنطقة ، ولعل سماح واشنطن للکورد المرحلين عن کرکوک بالعودة إليها و التصويت من هناک هو قمة التجاهل الامريکي للخطوط الترکية التي باتت من الکثرة بحيث لم يعد يطيقها اليانکي الامريکي . ومجمل القول أن الاتراک صاروا يدرکون جيدا النأي الامريکي عنهم .
مهما يکن فأن الاستراتيجية الامريکية الجديدة في المنطقة تسير في سياق هو بالتأکيد غير السياق الذي تريده ترکيا و دول أخرى تقاسم أنقرة الهموم و الملفات . وقد يکون تغيير وزير الخارجية السابق ومجئ السيدة رايس هو الاساس المتين الذي ستبني عليه أمريکا سياستها الجديدة في المنطقة . لکن الذي يقلق الساسة الاتراک و يربکهم أکثر من أي شئ آخر هو التقارب الامريکي ـ الکوردي الذي يظهر إنه لم يعد يقيم للخطوط الترکية الحمراء أية حسابات تذکر ، إلا أن السؤال هو ماذا لو رفضت ترکيا هذه السياسة الامريکية الجديدة و أقامت تحالفات أوثق مع طهران و دمشق ؟ سؤال صعب على الدبلوماسية الترکية وخصوصا في هذا الظرف العصيب !

کاتب و صحفي کوردي
مقيم في المانيا








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أبل تثير الجدل حول مبادئها لحماية الخصوصية بتعاونها مع شركة


.. انشقاق في صفوف اليمين التقليدي بفرنسا.. لمن سيصوت أنصاره في




.. كأس أمم أوروبا: إنكلترا تفوز بصعوبة على صربيا بهدف وحيد سجله


.. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو يحل حكومة الحرب




.. الحوثيون يعلنون استهداف سفينتين ومدمرة أمريكية في عملية جديد