الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


فوزالمرشح الاخواني لرئاسة مصر هو بداية النهاية للاسلام السياسي

عبد الجبار منديل

2012 / 6 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


لن يكون فوز المرشح الأخواني لرئاسة مصر دعما للإسلام السياسي كما يعتقد البعض بل على العكس نعتقد انه لأول مرة سوف يوضع الإسلام السياسي على المحك وسوف يفشل في معالجة مشكلات مصر المعقدة كما فشلت لحد الآن كل النظريات الرأسمالية والقومية والاشتراكية وبهذا سوف تكون نهاية الإسلام السياسي .
الأحزاب السياسية الأسلاموية تجهر منذ عدة عقود بان الإسلام هو الحل في بلدان مشكلاتها معقدة واعقد من إن يخلها نظام سياسي او اقتصادي بعينه لأنها مشكلات هيكلية تتعلق بطبيعة المجتمع وبنيته السياسية والاقتصادية والاجتماعية . وهؤلاء الذين يصرخون بالشعارات الدينية الرنانة وخلفهم الجماهير الساذجة يتصورون بان الحاكم الذي يحمل الشعار الديني سوف يخل المشكلات المتراكمة بطلاسم سحرية وبسرعة خاطفة وانه سوف يخترع المعجزات بتعويذاته المقدسة . ولكننا نعتقد انه ليس بقدور أي حاكم خل مشكلات مصر في ظل الظروف الخالية وذلك للأسباب التالية:
أولا – لدى الجماهير ( المليونية) صورة مبالغ فيها عن إمكانيات مصر الاقتصادية وهي إمكانيات محدودة كما هو معروف ولا تتناسب مع حجم السكان أو مع حجم رغباتهم. هذه الرغبات التي تغذيها صورة دول الخليج النفطية بأفكار مضخمة ومبالغ فيها عن قدرة الحاكم على التغير الواقع وتطويره بدون الحاجة إلى جهود الشعب ومشاركته الفاعلة.
ثانيا – أصبح المجتمع المصري مجتمعا طبقيا شديد التفاوت في الفوارق الطبقية بين الأغنياء والفقراء وهو أيضا شديد التفاوت في الوعي الثقافي والحضاري ، فهناك فئات تعيش عصر التكنولوجيا المتطورة جدا وفئة أخرى مازالت تعيش على الخرافات والأساطير القديمة وليس بينها أي رابط فكري مشترك ومن اجل التقريب بينها يتطلب أعواما طويلة .
ثالثا – إن مظاهرات ومليونيان ميدان التحرير أصبحت أدمانا لفئات المتعطلين والمهشمين والعاطلين عن العمل والمتمردين والمراهقين وهي شريحة واسعة في المجتمع المصري وليس من السهولة ثنيهم عن إدمانهم الذي بالإضافة إلى انه تنفيس عن مشكلاتهم الاقتصادية والاجتماعية والنفسية هو أيضا نوع من الطقوس التي لها جانبها الاحتفالي المهرجاني الذي يجذب الشباب .
رابعا – كثرة الممنوعات والتابوهات لدى الأخوان المسلمين في بلد مورده الرئيس هو السياحة وله حدود ملغومة مع إسرائيل التي له معها تاريخ طويل من الصراعات مع أهمية إسرائيل للغرب الذي تحتاجه مصر ولا يمكنها الاستغناء لا عن العلاقات معه ولا عن مساعداته. فالأخوان عندما كانوا في المعارضة كانوا ضد إسرائيل والغرب على طول الخط ولكنهم ألان في السلطة التي تتطلب منهم تحسين علاقاتهم مع الجميع فهم غير قادرين على الحرب مع إسرائيل وغير قادرين على معاداة الغرب الذي بيده كل مفاتيح التطور الاقتصادي .
إن أمام الإسلام السياسي تجربة مريرة سوف يخوضها حتى النهاية وسوف تمزق ه1ه التجربة كل شعاراته الطنانة الواحدة اثر الأخرى وسوف يتمزق الأخوان بين ضخامة هذه الشعارات التي كانوا يطلقونها في الصفوف الخلفية المريحة للمعارضة غير المسئولة وبين مطالب الاقتصاد الملحة التي تواجهها سلطتهم المسئولة والتي تتطلب المزيد من النظرة البراغماتية للسياسة والاقتصاد لمن هم في السلطة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفيلم القديم
خالد ( 2012 / 6 / 30 - 09:45 )
رأينا هذا الفيلم من قبل في السودان ، في البداية حماس و هتاف و تمسكن و وعود و قسم و إدعاء زهد ، أما النهاية فنهب و قتل مليونين و نصف في الجنوب و 300 ألف في دار فور ( مع العلم أن أهل دار فور كلهم مسلمين ) و جوع وضياع للزراعة و الصناعة و نهب منظم و قصور و زواج مثنى و ثلاث و رباع و أصبح الدولار بـ 5700 جنيه بعد أن كان يوم وصولهم للسلطة 8 جنيه ثم رفعوه لـ 12 جنيه أي تضاعف خمسمائة مرة و ديون 40 مليار دولار أنشأوا بها بعض الطرق الضيقة جدا و بعض الجسور لزوم المظهر الكاذب ، أما القهر و السحل و التعذيب فلا مثيل له ربما أكثر مما حصل في ألمانيا النازية ، و كله باسم الدين و الشريعة ... انتبه كثير من الشباب للمفارقة فبدأت موجة إلحاد كبيرة ... لتقنع الشباب بالإلحاد دع الإسلام السياسي يحكم عندها سيلتفتون لضحايا غزوة بني قريظة من الأطفال الذين تم الكشف عن عوراتهم فوجدوهم قد أنبتوا الشعر فقطعوا رؤوسهم و بيعت أمهاتهم و أخواتهم و نكحن تحت ظلال الأشجار ... لا تسكتوا ناضلوا و كافحوا و لكن اطمئنوا فالجاهل عدو نفسه و اليوم انكشفوا و عم الجوع و الخراب و لم يعد أحد يصدق ما يقولون و العاقبة عندكم


2 - جربونا
حكيم فارس ( 2012 / 6 / 30 - 13:25 )
الاسلام السياسي رفع شعار الاسلام هو الحل ورغم ان الحل الذي يبحث عنه الناس هو تحسين اوضاعهم الاقتصادية والجميع يعرف ان الاسلام مفلس من الناحية الاقتصادية فهو ليس بنظرية اقتصادية جديدة تنتشل الاقتصاد ولذلك اشاعوا بين الناس فكرة جربونا واعطونا فرصة وها هم قد اخذوا الفرصة
لقد اوهموا الناس ان الخير قادم على ايديهم ووزعوا عليهم بعض المواد الغذائية لكي يقتنع المواطن بان هذا العربون من الخير ما هو الا مقدمة وسوف تتهاطل الخيرات القادمة على ايديهم
وقد مارسوا ذلك في كل البلدان ولكن تجارب البلدان التي وصلوا للسلطة بها حدثتنا بحديث معاكس لما قالوا فالازمات ازدادت والوضع اصبح اسوء مما كان عليه
ولكنهم رفضوا العودة للديمقراطية كما فعلوا بالسودان وايران وغزة
ولو اتيح لتلك البلدان انتخابات حرة ونزيهة سوف يسقطون سقوطا مدويا
اعتقد ان مصير الاخوان الذين فازوا بفارق بسيط سوف يسقطون بفارق كبير بالانتخابات القادمة وسيلاقون نفس المصير بتونس
وستنتهي للابد قصة الاسلام السياسي
وستبنى الدول العلمانية اللبرالية الحقيقية
وهي الوسيلة الوحيدة للحل

اخر الافلام

.. حاكم دارفور: سنحرر جميع مدن الإقليم من الدعم السريع


.. بريطانيا.. قصة احتيال غريبة لموظفة في مكتب محاماة سرقت -ممتل




.. عائلات المحتجزين الإسرائيليين يضرمون النيران بشوارع تل أبيب


.. بإيعاز من رؤساء وملوك دول العالم الإسلامي.. ضرورات دعت لقيام




.. بعبارة -ترمب رائع-.. الملاكم غارسيا ينشر مقطعاً يؤدي فيه لكم